قهوة بعرة
قهوة بعرة


«قهوة بعره» هنا كتب تاريخ الفن والفنانين 

محمد وحيد- أسامة الشريف

الإثنين، 05 مارس 2018 - 07:06 م

«قهوة بعره» كانت ولا تزال منبرا لصعود صغار الفنانين إلى سماء النجومية بالساحة الفنية، فضلا عن كونها سجل حافل بمئات القصص الفنية لكبار النجوم، اللذين كانت بداياتهم على هذه المقهى التي تعد نقطة انطلاق حقيقة لهم نحو الانتشار الفني.


منذ الوهلة الأولى التي تطل بها عين كل من يفكر أن يتواجد داخل المقهى، يجد إضاءة خافته هادئة تساعد على التهيئة النفسية لإبداع كل فنان يتواجد بهذه المقهى، وتجد على يسار مدخل المقهى تابلوهات من صور الفنانين أصحاب الزمن الجميل، وعلى يمين المدخل شريط فيلم لصور فناني مصر، يوحي إلى كل من ينظر إليه بروعة الفن المصري الأصيل، وحلاوة التمتع بالنظر إليه بل ويشجع كل من لديه موهبة فنيه بسيطة على التأهب ليصبح عضوا من أعضاء هذه المنظومة المتناغمة.

 

هناك في شارع عماد الدين أو كما يطلق عليه «شارع الفنانين» يقع «مقهى بعره» والذي تميز بأنه المقهى الوحيد الذي يلتف حوله الفنانين بمختلف أعمارهم ومستوياتهم الفنية بدءا من الكومبارس وحتى عمالقة نجوم الفن.، رغم تجاوز عمرها الـ ٧٩ عاما إلا أن رواده مازالوا يهرعون بالتواجد عليها لإشباع رغباتهم الفنية بالتواجد في سماء النجوم .

 

في مدخل المقهى تجد «عم سيد الزناتي» الرجل الخمسيني، يدخل قلبك مع الوهلة الأولى وقبل أن تتحدث إليه فتراه مبهجا ودودا يستقبل كل رواد المقهى بوجه بشوش وطلقت كلمات رنانة تدخل إلى قلب سامعيها قبل أذنهم.

 

ويسرد «عم سيد» لــ «بوابة أخبار اليوم» تاريخ المقهى، مع النجوم الذين استقبلتهم منذ باديتهم الأولى في الساحة الفنية ومنهم «فريد شوقي ورشدي أباظة وإسماعيل يس وشكوكو وعادل إمام واحمد زكي ومحمود حميدة ومحمد سعد».

 

وتابع  «الزناتي»:" المقهى ليست فقط مسرح للفنانين بل أيضا كانت ساحة لتجمع مصممي الفنون المختلفة وعدد كبير من المخرجين ومنهم  الطوخي توفيق مصمم المعارك في السينما المصرية، صلاح أبو سيف وكمال الشيخ وغيرهم ممن اثروا السينما المصرية بإعمال أقل ما يمكن وصفها بأنها أعمال مثالية تجمع كافة عناصر الفن المصري الأصيل".

 

ورغم وجود أكثر من ٩ مقاهي في شارع عماد الدين إلا أن مقهى " بعرة" يظل الساحة الفنية لكافة فناني مصر، حتى يكاد لا يوجد فنان مصري لم يكن أحد روادها في يوم من الايام، وهذا ليس لأنه فقط بالقرب من مكتب ريجيسير كبير ومعروف، بل لأنه يستوعب كل من يأتي إليه ليدخل في عباءة الفنانين.

 

ويؤكد «عم سيد»أنه رغم التطور التكنولوجي في وسائل التواصل الاجتماعي، مازال للمقهى مذاق خاص لروادها لا يشعر به إلا من تواجد بها، فهي كمذاق نهر النيل يعود إليه كل من شرب منها.    
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة