السلطان قابوس
السلطان قابوس


بمبادرة من السلطان قابوس..

افتتاح مبنى جديد لمعهد الدراسات الشرقية ومكتبة «البيروني» بأوزبكستان

هبة عبدالفتاح

الخميس، 15 مارس 2018 - 12:29 م

شهدت  جمهورية أوزبكستان، الخميس 15 مارس، احتفالية كبيرة بمناسبة افتتاح المبنى الجديد الذي أقيم في العاصمة الأوزبكية، طشقند، لمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية علوم أوزباكستان ويضم مكتبة «أبي الريحان البيروني». 


تم تشييد  المقر الجديد   بناءً على مبادرة  من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان ضمن إسهاماته الثقافية والعلمية ، لتفعيل الريادة  التنويرية العمانية .


وأقيم المبنى تقديرًا للعلم وللإسهامات العلمية ولدور العلماء الذين قاموا بدور كبير في خدمة علوم الدين والفقه والتاريخ والفلك والحساب والجبر وسائر العلوم الأخرى.


يحتوي الصرح الشامخ  علي مجموعة كبيرة من المخطوطات الإسلامية المعروفة باسم مجموعة البيروني التي تتكون مما يزيد عن 50 ألف مجلد من المخطوطات  فضلا عن النقوش الحجرية والمطبوعات التاريخية.


تم تشييد المقر الجديد تقديرا أيضا لما تحتويه المكتبة من كنوز ثقافية وحضارية عريقة ومخطوطات ووثائق تاريخية وإسلامية. ويعمل المشروع وفقا لبرنامج طويل الأجل للتعاون الثقافي يهدف إلى أن يصبح مؤسسة على الطراز العالمي.


كانت سلطنة  عمان وأوزبكستان قد وقعتا على بروتوكول نوايا لإعادة بناء المكتبة في 30 مارس 2009، ويعتبر المشروع رمزا لعلاقات الصداقة بين الشعوب وتعزيزا للقيم الإنسانية المشتركة.
يحتضن المبنى الجديد لمكتبة معهد أبي الريحان البيروني للدراسات الشرقية ثروة لا تقدر بمال من الوثائق والمطبوعات الإسلامية والتاريخية.


وبناءً على تكليف من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان  شارك السيد هيثم بن طارق وزير التراث والثقافة والوفد المرافق له في حفل الافتتاح الذي أقيم برعاية عبد الله اريبوف رئيس وزراء جمهورية أوزبكستان. وقد تم تقديم  عرض مرئي يجسد الإمكانيات التي تميز المبنى الجديد والتقنيات الحديثة المزود بها ، ومحتويات المعهد الثقافية والعلمية القيمة وما يقدمه من خدمات للعلماء والباحثين والدارسين والزوار.وكذلك قاعات المختبر والمحفوظات الكبرى والتصوير والنسخ والترميم ومكتبة القراء.


عام للتراث العماني


 علي ضوء ذلك يعد الاهتمام بالتراث من محاور اهتمام السلطان قابوس لذلك يحرص على إعطاء توجيهاته في المناسبات المختلفة لربط الحاضر بالماضي.


في هذا الإطار قال في خطابه منذ سنوات بعيدة وتحديدا في العيد الوطني الثالث والعشرين ،تمهيدا  لفعاليات عام التراث: «إن الرغبة في بناء د‏ولة عصرية تأخذ بأحدث أساليب العلم والتقنية لم تجعل ‏هذا البلد الأصيل يتنكر لتراثه العريق وأمجاده التليدة، بل سعى دائما إلى مزج الحداثة بالأصالة. ففي الوقت الذي أقام فيه المنشآت الحديثة في مختلف مجالات الحياة أولى اهتماما كبيرا للمحافظة على تراثه المعماري بترميم القلاع والحصون والبيوت الأثرية. كما عمل على إحياء موروثة العلمي والثقافي من خلال جمع المخطوطات ونشر الكتب الدينية والأدبية واللغوية التي أسهم بها علماء عمان وأدباؤها في حركة الثقافة العربية على امتداد العصور».


تفعيل التعاون الثقافي بين الدول والشعوب


علي ضوء كلماته يمتد ذلك الاهتمام إلي الصعيد الدولي حيث  يعد تفعيل الدبلوماسية الثقافية محورا أساسيا في رؤية السلطان قابوس بن سعيد لدور السلطنة، ولعلاقاتها التاريخية الممتدة والمتسعة أيضا مع شعوب ودول منطقة الخليج والأمتين العربية والإسلامية، وانطلاقا منها الي كافة أصقاع العالم.


وهكذا يتواصل  العطاء الثقافي العماني، ليتيح آليات غير تقليدية  تكفل  مزيدا من الفهم الأفضل للثقافة العربية والإسلامية، وللإسهام أيضا في الحفاظ على كنوز ذات قيمة تاريخية عالية، لتستفيد منها الأجيال، وهو ما تزداد أهميته على نحو شديد، خاصة في ظل ما تتعرض له الشعوب العربية والإسلامية من تشويه، حتى من جانب بعض أبنائها،الذين يرفعون رايات التطرف والتعصب والمذهبية البغيضة ويتجاهلون ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال، التي تعمل السلطنة علي نشرها ليعم السلام.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة