الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان


الجنديان اليونانيان آخر الحلقات

على طريقة «رؤساء العصابات» .. «أردوغان» يختطف ويساوم للنيل من الانقلاب

أحمد نزيه

الثلاثاء، 03 أبريل 2018 - 05:16 م

عكف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، منذ أن تعرض لهزةٍ في حكمه، تمثلت في محاولة الانقلاب العسكري منتصف يوليو 2016، والتي تم إجهاضها، ليبدأ بعدها الرئيس التركي في النيل من كل من يعتبر أن له صلة بهذا الانقلاب، بما في ذلك الذين فروا من الأراضي التركية، وشعاره "الغاية قد تبر الوسيلة".

أسلوب بات الرئيس التركي يتبعه، هو أشبه بأسلوب حرب العصابات، التي يقوم أحد الأشخاص باختطاف أشخاصٍ وجعلهم رهائن بغية المساومة من أجل تحقيق مكاسب معينة.

فقد حث رئيس الوزراء اليوناني، أليكسيس تسيبراس، تركيا اليوم الثلاثاء 3 أبريل، على إطلاق سراح جنديين يونانيين اعتُقلا على الأراضي التركية مُتهمًا أنقرة بتصعيد التوتر.

بداية القصة تعود إلى شهر مارس الماضي حينما عبر جندنان يونانيان الحدود من اليونان إلى تركيا أثناء دورية في منطقة حدودية كثيفة الأشجار، ليتم إلقاء القبض عليهما، لتقول أثينا حينها أن عبروا الحدود إلى تركيا بطريق الخطأ بينما كانوا يلاحقون من يشتبه أنهم مهاجرون غير شرعيين.

رفض مع مساومة

غير أن أنقره رفضت الإفراج عن الجنديين، ورهنت مصيرهما بمصير ثمانية جنود أتراك فروا إلى اليونان بعد محاولة انقلاب في تركيا في 2016.

وتأوي أثينا على أراضيها ثمانية جنود أتراك حصلوا على حق اللجوء السياسي من قبل اليونان، في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا منتصف يوليو عام 2016.

وقال تسيبراس في اجتماعٍ لوزراء حكومته اليوم إنه يتعين على أنقرة الإفراج عن الجنديين اليونانيين في بادرة لإظهار حسن النوايا.

ذكّر تسيبراس أردوغان بما فعلته أثينا في الماضي مع جنودٍ أتراكٍ كانوا في دورية عندما عبروا الحدود اليونانية لبضعة أمتار فقامت بالإفراج عنهم، متوقعًا أن يقدم الرئيس التركي على فعل الشيء نفسه اليوم.

مبادلة مرفوضة

وبالعودة للحديث عن مسألة الجنود الأتراك الثمانية اللاجئين في اليونان، فإن السلطات التركية تتهمهم بالضلوع وراء الانقلاب العسكري، والصلة بشبكة رجل الدين، فتح الله جولن، المتهم الأول لدى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتحريك الانقلاب العسكري ضده، وقد طالبت تركيا اليونان أكثر من مرة بتسليم الجنود الأتراك اللاجئين على أراضيها، بيد أن السلطات اليونانية أبت أن تنفذ رغبات نظيرتها التركية.

ولا تبدو عملية استخدام الجنديين اليونانيين كورقةٍ مساومةٍ مجديةً بالنسبة لأردوغان، بعدما أعلن وكيل وزارة الخارجية اليوناني، يورجوس كاتروجالوس، من قبل أن بلاده لا تعتزم مبادلة الجنديين اليونانيين اللذين تحتجزهما تركيا بثمانية جنود أتراك طلبوا اللجوء في اليونان.

وقال كاتروجالوس عن عملية مبادلة الجنديين اليونانيين حينها "هذه مجرد أوهام، نحن لسنا في حرب مع تركيا لنقوم بتبادل سجناء، مثل هذه الروايات مصدرها الإعلام التركي".

مساومة من قبل

ومن قبل ساوم الرئيس التركي الولايات المتحدة علانيةً في أواخر سبتمبر الماضي بإعلانه استعداده تسليم واشنطن القس الأمريكي، أندرو برانسون، المحتجز في تركيا منذ أكتوبر عام 2016، مقابل تسليم الولايات المتحدة تركيا فتح الله جولن، المقيم في ولاية بنسلاديفيا الأمريكية.

وتوترت العلاقات بشدة طيلة العام الماضي بين تركيا وألمانيا، بعدما أقدمت أنقره على اعتقال نشطاء ألمان في أكثر من مناسبةٍ، كوسيلة ضغط على امتناع برلين عن الاستجابة لنحو 2300 طلبٍ تركيٍ لتسليم عسكريين أتراك لاذوا بالفرار إلى ألمانيا في أعقاب فشل الانقلاب العسكري.

وهز عرش أردوغان في تركيا انقلابٌ عسكريٌ كاد يطيح بحكمه في السادس عشر من يوليو عام 2016، بيد أن فشله جعل الرئيس التركي يبطش يده تجاه كل من يظن أن له يدًا في محاولة الانقلاب تلك.

ويتهم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، أردوغان باستخدام الانقلاب العسكري ذريعةً للنيل من المعارضين في البلاد، وانتهاك الحقوق والحريات، خاصةً مع استمرار فرض حالة الطوارئ في البلاد المعمول بها في البلاد، منذ اندلاع الانقلاب، ويتم تجديدها باستمرار من قبل البرلمان التركي، المُسيطر عليه من قبل حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه أردوغان.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة