صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


علماء الأزهر يحرمون «الحوت الأزرق» ويطالبون بمنعها

زكريا عبدالجواد

السبت، 07 أبريل 2018 - 03:13 م

 وصف علماء الأزهر لعبة «الحوت الأزرق» وغيرها من ألعاب الموت بأنها إفساد في الأرض وحرام شرعا، مطالبين أولياء الأمور بتشديد الرقابة على أبنائهم حتى لا يقعوا فريسة لهذه الألعاب.

 

 وكانت دار الإفتاء قد أصدرت أول أمس فتوى بتحريم المشاركة في اللعبة المسماة بـ«الحوت الأزرق» والتي تطلب ممن يشاركون فيها إتباع بعض الأوامر والـتـحـديـات التي تنتهي بهم إلى الانتحار، وهو ما وقع فيه عدد من المراهقين مؤخرا في مصر وعدد من دول العالم.

 

وطالبت «الإفتاء» مـــن اســـتُدرج للمشاركة في اللعبة أن يُـسـارع بــالخــروج مـنـهـا، ونــاشــدت الآبـــاء بمراقبة سلوك أبنائهم وتوعيتهم بـخـطـورة هـــذه الألــعــاب الـقـاتـلـة، وأهابت بالجهات المعنية تجريم هذه اللعبة، ومنعها بكل الوسائل الممكنة، لما تمثله من خطورة على الأطفال والمراهقين.

 

وأوضحت دار الإفتاء فى فتواها أن الشريعة الإسلامية جاءت رحمة للعالمين، واتجهت في أحكامها إلـى إقامة مجتمع راق متكامل تسوده المحبة والعدالة والمثل العليا فى الأخـــــلاق والــتــعــامــل بين أفراد المجتمع.

 

وأضافت أنه مـــن أجـــل هـــذا كانت غـايـتُـهـا الأولــــى تهذيب الــفــرد وتـربـيـتـه ليكون مـــصـــدر خــيــر لـلـبـلاد والعباد، وجعلت الشريعة الإسلامية الحفاظ على النفس والأمن الفردي والمجتمعي مقصدا من أهم المقاصد الشرعية الخمسة وهـي: النفس، والـديـن، والنسل، والعقل، والمـال، فكل ما يتضمن حفظ هذه المقاصد الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوتها فهو مفسدةٌ ودفعها مصلحة.

 

 وأوضحت دار الإفتاء أن الشريعة قررت أن الأصل فى الدماء الحرمة، وسنت من الأحكام والحدود ما يكفل الحفاظ على نفوس الآدميين، ويحافظ على حماية الأفراد واستقرار المجتمعات.

 

 ومن جانبه أكد د. محمد مختار جمعة، وزيـر الأوقــاف، على ما جاء في بيان دار الإفتاء المصرية وكذلك بيان مركز الأزهــر العالمي للفتوى وحذر من المشاركة في هذه اللعبة، مطالبا بضرورة ترغيب أطفالنا في كل ماهو مفيد وتعهدهم بالرعاية والعناية التي تملأ وقت فراغهم بما هو نافع وتحصنهم من كل خبيث وضار.

 

 وأوضح أن الشباب هم رأس مال الأوطان وعلينا جميعا أن نتكاتف للأخذ بأيديهم إلى الطريق الصحيح لتحصينهم من الاستهداف الممنهج سـواء كـان بهذه اللعبة أو غيرها، من الإغراءات سهلة التداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى شبكة الانترنت.

 

وقال د. محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، إن الدين نهى عن إيذاء الإنسان أيا كان معتقده، وورد كثير من الأحـاديـث النبوية التي تحث على حفظ النفس، وحرمت الشريعة الإسلامية القتل، والتحريض عليه، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله.

 

وأوضح «مهنى» أن أي أذى للبشرية يكون صاحبه مسئولا عنه في الدنيا والآخرة، مؤكدا أن الله جعل الحكام في الأرض ليقيموا موازين العدل ويمنعوا عن رعاياهم ما يضرهم في أبدانهم وأخلاقهم ومن دل على إيذاء إنسان كان عليه إثم من أذاه.

 

 وطالب «مهنى» الآبــاء والأمهات بمراقبة الأبناء وتوعيتهم وتوجيههم لما ينفعهم والبعد بهم عما يضرهم، معتبرا أن الحد من انتشار هذه الألعاب وغيرها مسئولية مجتمعية يتشارك فيها المجتمع بكل جهاته المعنية.

 

و اتفق في الرأي د. أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهـر، قائلا إن حفظ النفوس من أعلى الواجبات الشرعية، وفقا لقوله تعالى «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» وقول النبي صلى الله عليه وسلم « من قتل نفسه بحديدة أو احتسى سما أو تردى من شاهق جبل يعذب يوم القيامة بما قتل به نفسه.

 

وأوضـــح «كـريمـة» أن نشر هذه الألعاب عبر الوسائل المختلفة غرضه تدمير الشعوب ويجب التصدي لها بحزم وعلى الجميع تحمل مسئوليته تجاه هذا الأمر، مشيرا إلى أن الأسرة تـعـد أهــم حـوائـط الـصـد بـدورهـا الـتـربـوي، بالترغيب لمـا فيه خير النشء والترهيب عما فيه الضرر.

 

وشدد «كـريمـة» على أهمية الـدور الـــدعـــوى لـلـمـؤسـسـات الـديـنـيـة، وأهمها المساجد بالدروس والكنائس بالعظات، ووضع هذه النصائح فى مناهج التربية الدينية، مؤكدا على دور الإعلام فى نشر التوعية الإيجابية فى جميع مناحى الحياة، وكـذلـك على أجـهـزة الــدولــة ذات العلاقة متابعة ما يتم بثه على شبكة الانترنت حتى نحد من انتشار هذه الألعاب المدمرة للفرد والمجتمع.

 

وقال الشيخ فكرى حسن إسماعيل من علماء الأزهر الشريف، إن هذه اللعبة وغيرها من وسائل التسلية المــدمــرة وهــى عمل شيطانى، ولا تندرج تحت مسمى الرياضة الذهنية ولايقرها عقل أو دين سماوى والإسلام يعتبر ميتها منتحرا ومن حرضه على ذلك يشترك معه فى الإثم، مؤكدا أن االله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان ليكون عرضة لـلأهـواء ولكن جعله بـنـيـان االله كـمـا جـــاء فــى الحـديـث الشريف «الإنسان بنيان االله فى أرضه.

 

 وطالب «إسماعيل» بتضافركل الجهات المعنية للحد من انتشار هذه الألعاب حتى نحفظ الفرد والأسرة والمجتمع من مخاطر تؤدى إلى الهلاك.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة