الإثنين، 09 أبريل 2018 - 02:15 ص

"لقد انتصرنا.. حققت المجر نصرًا عظيمًا"، هكذا هلل رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، بفوز حزبه بالانتخابات التشريعية بالبلاد، مما يمهد لبقائه في الحكم في البلاد لولايةٍ رابعةٍ وثالثةٍ على التوالي في حكم البلاد.

وبعد إحصاء 74.6 في المائة من الأصوات، أظهرت بيانات المكتب الوطني للانتخابات فوز حزب "فيدس" الحاكم الذي ينتمي إليه أوربان بالانتخابات، حيث حصد ثلثي مقاعد البرلمان، فيُنتظر حصوله على 134 مقعدًا في البرلمان المؤلف من 199 مقعدًا، في حين سينال حزب يوبيك نحو 26 مقعدًا، مع حلول الحزب الاشتراكي المجري المعارض في المركز الثالث بعشرين مقعدًا.

ويتولى أوربان السلطة منذ عام 2010، وقد أُعيد انتخابه عام 2014 لولايةٍ ثانيةٍ على التوالي وثالثةٍ في حياته، بعدما كان قد تولى مقاليد الحكم لأول مرة خلال الفترة ما بين عامي 1998 و2002.

توجه بعيد عن الليبرالية

وينتمي أوروبا وحزبه "فيدس" إلى اليمين الشعبوي الأوروبي المناهض لسياسات الهجرة والرأسمالية، ودائمًا ما ينادي رئيس الوزراء المجري إلى تحقيق ديمقراطية لا ليبرالية، وقد اتبع خلال سنوات حكمه الثماني أسلوب حكمٍ يحد من الحريات، تحت شعار المصلحة القومية، فيما تتتهمه المعارضة في البلاد بالإضرار بدولة القانون وانتهاج سياسات أدت إلى تراجع قيم الديمقراطية بالبلاد.

أوربان ذاك السياسي الذي أبدى إعجابه بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يعتبره زعيم اليمين الحاكم في بولندا، باروسلاف كاتشينسكي، طريقًا لحرية الأمم وسيادتها وكرامتها، حسب رأيه، فكل ذلك عند كاتشينسكي، الذي شغل منصب رئيس الوزراء بلاده من قبل، مرتبط باسم أوربان.

معركة ضد اللاجئين

معركة أوربان الحقيقية، تتمثل في قضية الهجرة، والتي جعلته يدخل في مشاحناتٍ سياسيةٍ مع الاتحاد الأوروبي، الذي تشغل بودابست عضويته، حيث يرفض أوربان سياسات الهجرة، كما يرفض بشكلٍ قاطعٍ استقبال لاجئين في بلاده.

وفي غضون ذلك، أجرت المجر مطلع شهر أكتوبر عام 2016 استفتاءً حول رفض خطة الاتحاد الأوروبي توزيع اللاجئين على بلدان الاتحاد، بيد أن الاستفتاء فشل في الوصول للنصاب القانوني (نسبة 50% من إجمالي من يحق لهم التصويت)، ليصبح هو والعدم سواء، على الرغم من تصويت أغلبية كاسحة خلاله لصالح رفض خطة الاتحاد الأوروبي.

وأيد 98% من المصوتين المجريين في هذا الاستفتاء مساعي رئيس الوزراء أوربان لتجنيب البلاد نحو 1300 لاجئ هي حصة المجر من توزيع اللاجئين من قبل الاتحاد الأوروبي، غير أن نسبة المشاركة بلغت 40.4% ليتم إبطال نتيجة الاستفتاء.

وعلى الرغم من خلافاته مع الاتحاد الأوروبي خاصةً في مسألة الهجرة، إلا أن أوربان لم يهدد أبدًا بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي، أو تنظيم استفتاءٍ شعبيٍ بالمجر في هذا الصد، على غرار ما حدث في بريطانيا.