احتفال سكان المقابر بشم النسيم
احتفال سكان المقابر بشم النسيم


فيديو وصور| شم النسيم في ترب الغفير.. رنجة وفسيخ مع سكان «الآخرة»

نشوة حميدة

الإثنين، 09 أبريل 2018 - 07:01 م

الحاجة هويدا.. 60 عامًا من الاحتفال بعيد الربيع في المقابر

«الجدة» تستعد بـ«صواني الرنجة» والخس.. والأسرة تلتف حول المائدة

الأهالي تستغيث بالـ«السيسي»: نظرة يا ريس.. ويحلمون بوحدة في «الإسكان الاجتماعي»

 

جيران الموتى.. أحياء خارج نطاق الحياة، هكذا يعيش المئات من الشباب والأطفال والنساء والشيوخ فوق رفات الموتى بمقابر الغفير في القاهرة، فزحفوا إليها بعد أن فقدوا الأمل في امتلاك سكن آدمي من «أوضة وصالة» في الإسكان الاجتماعي، أو حتى «عشة» في العشوائيات تأنس وحشتهم، فلم يجدوا أمامهم سوى أضرحة المقابر ليأوون إليها.

 

شوارع صامتة.. واحتفالات «ترب الغفير»

في تلك البقعة التي يحيط الموت كل جنباتها، ولا يَعرِف للحياة فيها مقصدا، لم يترك سكان ترب الغفير- كغيرهم من المصريين أي مناسبة يختلسوا منها لحظات سعيدة إلا واحتفلوا بها-، علها تخفف من وطأة معاناتهم.

«بوابة أخبار اليوم» رصدت جانبًا من احتفال أسرة من قاطني «ترب الغفير» بشم النسيم، داخل «حوش» مكون من غرفتين وصالة، فرشت «الحاجة هويدا» فيه حصير، ووضعت عليها أطباق «الرنجة» التي جهزتها منذ أيام، إضافة  لـ«الخس والبصل والعيش» والتف أبنائها وأحفادها حولها لقضاء هذا اليوم.

رنجة الحاجة هوايدا

ووضعت «الحاجة هويدا» صواني الرنجة والخس والبصبن والعيش «المفقع» على المقبرة التى استخدمتها كمائدة، والتفت العائلة حولها بعد صلاة الظهر، ثم ذهب كل إلى حاله.

 

60 عاما من شم النسيم

أكدت «الحاجة هويدا» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنهم يعيشون حياتهم كأي مواطنين عاديين، واستعدت لتلك المناسبة منذ أيام، وطالما تحتفل بشم النسيم وسط أولادها وأشقائها وأحفادها.

وأضافت: «عزمت ولادي وأحفادي واحتفلنا بشم النسيم في الضريح، بنجيب حصيرة كبيرة ونقعد زي أى بيت، ونقضى يوم سعيد».

وأوضحت أنهم سكنوا الضريح منذ 60 عاما، بعد أن سقط منزل والدها في باب الشعرية، وفقدت كل أمال العودة إلى هناك، مستطردة: «البيت وقع علينا، وجينا قعدنا هنا من 60 سنة، مع حمايا اللي كان ساكن هنا، وادينا عايشين».

نظرة يا ريس

وأشارت إلى أنهم يحرسون الضريح بمعرفة أصحابه، كما يعيشون فيه بعد تجهيزه بأثاث من أَسَرَة وصالون ومطبخ وحمام، كأي بيت مصري، موضحة أن أكثر ما يعاني منه سكان «ترب الغفير» حوادث السرقة والاغتصاب، وحالات الخطف، بالإضافة إلى انتشار متعاطي المخدرات.

 وعن مطالبهم، قالت «الأم والجدة» في نهاية حديثها: «حالتنا صعبة، عاوزين مجاري هنا، أو الحكومة تدينا شقة، وتعالجنا، نظرة يا سيادة الريس».

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة