صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


عالم الدعارة الخفي.. «قاصرات» وبودي جارد بـ300 جنيه في اليوم

أحمد رجب

الأحد، 29 أبريل 2018 - 09:40 م

«تعرفت على فارس، وعرض علي الزواج مستغلا حاجتي إلى المال بعد هروبي من بيت أهلي، وبعد موافقتي أحضر لي مأذونًا في إحدى الكافيهات وبعد انتهاء حفل الزواج -المزيف- اكتشفت أنني أصبحت عضوة في تنظيم عصابي متخصص في الدعارة وأن زوجي مجرد قواد» هكذا استهلت فتاة المنيا «سامية. أ» التي تبلغ من العمر  ١٧ عامًا، قصة دخولها عالم الدعارة من أضيق أبوابه.

 

«سامية» هربت من أسرتها لأحضان فارس القواد

تواصل «سامية» قصتها في عالم الدعارة، قائلة: «عقب انتهاء حفل الزواج، فشل «فارس» في فض عذريتي، وأقنعني بالذهاب لصديقه الطبيب الذي عرفت بعد ذلك أنه أحد معاونيه في العصابة، وتم فض عذريتي طبيًا، لأفاجأ بحقيقة زوجي المزيف وأنه مجرد قواد، عرض علي العمل في مجال الدعارة داخل منزله بمدينة الرحاب، بعدما أغراني بالملابس الثمينة والحياة السهلة التي أعجبتني في البداية، غير أنني حصدت في النهاية ما ذرعته مرًا».


تتابع الفتاة تفاصيل رحلتها في عالم الدعارة، أنها «تجاوبت مع فارس ومارست الرذيلة مع الرجال إلا أنه لم يكتف بذلك بل دفع بها إلى الشارع لاصطياد الرجال وأعطاها هاتفًا محمولًا لترتيب لقاءاتها مع الرجال راغبي المتعة الحرام».

 

وأقرت «سامية» في محضر التحقيقات بعدما تم إلقاء القبض عليها، بممارستها الرذيلة مرات كثيرة داخل السيارات الفارهة في الشوارع الجانبية لمنطقة الميرغني أو داخل شقة بالرحاب أو شقة أخرى في مدينة نصر وكلا الشقتين يمتلكهما المتهم الرئيسي وزعيم التنظيم «فارس».

 

وفي محاولة منها لتبرير انخراطها في هذا عالم الدعارة قالت «سامية» «عندما حاولت التخلص من تلك الحياة السيئة ورفضت هذا الواقع المرير، هددني فارس وأعوانه بنشر صور عارية لي على مواقع الإنترنت، وكذلك إرسال نسخة من تلك الصور لأسرتي في الصعيد، وهنا لم يكن أمامي غير الاستمرار في هذا العمل مُكرهة خوفا من تلك التهديدات، على الرغم من القبض علي  عدة مرات في قضايا تحريض على الدعارة في الطريق العام، إلا أنني كنت في كل مرة يتم الإفراج فيها عني يقوم فارس بإرجاعي للشارع مرة أخرى».

 

هنا انتهت شهادة «سامية» أمام النيابة العامة، بعدما تمكنت مباحث مكافحة جرائم الآداب في وزارة الداخلية من الإيقاع بها ضمن شبكة عصابة فارس التي تخصصت في تقديم القاصرات إلى راغبي المتعة الحرام في منطقة الميرغني بمصر الجديدة وألقت القبض على أعضائها المكونين من 10 أشخاص وقدمتهم إلى النيابة العامة.

 

سامية ليست الوحيدة بالتنظيم

لم تكن «سامية» الوحيدة التي روت قصتها داخل التنظيم، فهناك أيضًا فتاتين ضمن الشبكة قالا إنهما اعتادا على ممارسة الدعارة تحت قيادة «فارس» زعيم التنظيم، مقابل السماح لهما بالوقوف واصطياد الزبائن داخل حدود منطقة نفوذه وتحت حراسة رجاله مع توفير الحماية لهما مقابل تقاسم حصيلة نشاطهما معه، فقالت إحداهما أثناء التحقيقات: «اعتدنا ممارسة الدعارة داخل السيارات الفارهة أو داخل شقتي فارس فى الرحاب ومدينة نصر».

 

التشكيل العصابي.. الرحاب كلمة السر

وأوضحت تحقيقات النيابة في القضية رقم ٢٣٥٨ لسنة ٢٠١٨جنح التجمع الأول، أنه وردت تفيد قيام أحد الأشخاص ويدعى «فارس.ع» بإدارة نشاط واسع في مجال الدعارة بمعاونة «مايكل. ص» و«سمير. م» و«محمد. س» و«أماني. س».

 

على الفور بدأت التحريات التي أكدت تسهيل المذكورين أعمال الدعارة في مدينة الرحاب، وبناء على ذلك تم إصدار إذن من نيابة استئناف القاهرة بضبط المتهمين وتفتيش منازلهم، وانتقلت قوة أمنية بقيادة رئيس قسم المكافحة الدولية بالإدارة العامة لمباحث الآداب إلى الشقة المستهدفة وهناك تم إلقاء القبض على «محمد. س» ووالدته بعدما تأكد نشاطهما الإجرامي في تسهيل أعمال الدعارة واعترفا بتواجد باقي المتهمين بصحبة ٥ فتيات في منطقة الميرغني بمصر الجديدة لاستقطاب راغبي المتعة الحرام برفقة ٣ بودي جارد.

 

وتحركت القوة الأمنية بناء على المعلومات الجديدة إلى مكان وجود المتهمين وتبين وجود الفتيات أمام محلين شهيرين لاستيقاف السيارات الفارهة وعرض أنفسهن على قائديها في حراسة البودي جاردز مقابل مبالغ مالية وتم ضبطهن وتبين تواجد زعيم التشكيل «فارس. ع» برفقة «مايكل. ص» داخل سيارة هيونداي مطموسة اللوحات.

 

وما أن رأى المتهمان القوات حتى لاذا بالفرار بالسيارة، فحاصرتهم القوة الأمنية، وألقت القبض على جميع المتهمين ٣ فتيات و٣ بودى جاردز بينما فرت فتاتان فيما أقر جميع المتهمين بأنهم يعملون تحت قيادة المتهم الرئيسي.

 

300 جنية في اليوم سعر البودي جار

«مصطفى. س» بودي جارد، اعترف في التحقيقات، أنه كان يحرس الفتيات اللاتي يتم استقطابهن لراغبي المتعة الحرام لحساب زعيم الشبكة بهدف حمايتهن أثناء ممارسة الدعارة داخل السيارات في الشوارع الجانبية لضمان منع احتكاك الزبائن أو الأهالي بالفتيات، مقابل تقاضيه مبلغ ٣٠٠ جنيه في الليلة وتحديدًا من الساعة ٦ مساءً وحتى الـ١٢ منتصف الليل.

 

«هو ده شغلي الذي أكسب منه قوت يومي، وكان يعاونني فيه ٢ آخرين في حراسة الفتيات وتبليغي حال حدوث أي تعدي عليهن أو وجود أي تحركات شرطية في محيط المنطقة تحسبًا من القبض على الفتيات، ومقابل ذلك كنت أعطي كل شاب ٥٠ جنيهًا في اليوم مقابل ٦ ساعات عمل، والمتهم الرئيسي فارس وصديقه مايكل هما المسئولان عن المنطقة بالكامل».


سقوط «فارس» زعيم التنظيم

وكشفت تحريات مباحث الآداب اعتياد الشقي خطر «فارس» قواد الشبكة ومعاونيه استغلال ضعف وخوف الفتيات اللاتي يقعن تحت طائلته خاصة القُصّر منهن وتقديم المأوى والمأكل والمشرب والحماية لهن لخداعهن والتحايل عليهن حتى يمارسن الدعارة لحسابه، ومن ترفض يتم ضربها وتهديدها بنشر صورها عارية وإذا أراد التخلص منها يلفق لها القضايا وقتما يشاء.

 

وأوردت التحقيقات أن تحريات مباحث مكافحة جرائم الآداب قسم الاتجار بالبشر أثبتت أن المتهم كان يستخدم رقم هاتف محدد للتواصل مع زبائنه تم ضبطه بحوزة إحدى الفتيات المضبوطات.

 

ويوم إلقاء القبض على الشبكة، أعاد «فارس» تشغيل شريحة أخرى بنفس الرقم من شركة الاتصالات التابعة له وتسليمها إلى إحدى الفتيات لتسويق نفسها حتى يتمكن من التحصل على الأموال التي ينفق منها على أعوانه المحبوسين بالإضافة إلى توكيل محامين للدفاع عنهم.

 

وعلى الفور وضعت مباحث الآداب خطة للإيقاع بـ«فارس» فتمت الاستعانة بأحد المصادر السرية للإتصال برقم الهاتف الخاص بنشاط المتهم وإدعاء الرغبة في ممارسة الرذيلة وفور تلقي أفراد العصابة الاتصال من المصدر السري أرسلوا له صور فتيات صغيرات في السن عبر واتس آب وتم تحديد موعد للقاء في منطقة مدينتي.


مفاجأة.. قواد يقدم ابنته للباحثين عن المتعة الحرام

توجه المصدر السري رفقة قوة من الشرطة إلى المكان المتفق عليه وبعد إعداد الأكمنة اللازمة وفور اللقاء بـ٣ فتيات وأبدى الاستعداد لممارسة الرذيلة مقابل مبلغ ١٥٥٠ جنيهًا في الساعة الواحدة على أن يختار منهن واحدة ألقت القوة الأمنية القبض عليهن وتبين أن إحداهن ابنة عضو في التنظيم العصابي.

 

واعترفت إحدى الفتيات وتبلغ من العمر ١٧ عاما بأنها تعرفت منذ ٨ شهور على سيدة تدعى «فطومة. ى» وشهرتها «أمل شرقية» وهي التي قامت باستدراجها وتسليمها إلى المتهم الرئيسي لتشغيلها في أعمال الدعارة بعدما أغدق عليها بالهدايا وقدم لها إقامة داخل شقة مفروشة بمنطقة مدينة نصر كما اصطحبها إلى أشهر المحلات لشراء الملابس الجديدة لها وأقنعها في البداية بمجالسة الرجال في الكافيهات.

 

وأوضحت المتهمة خلال التحقيقات، أن  «فارس» أجبرها على النزول إلى الشارع لاصطياد الرجال وحاولت مرارا الهرب إلا أنه هددها بفضحها ونشر صورها عارية على الإنترنت بعدما كلف أحد أعضاء العصابة ويدعى «محمد. س» بفض غشاء بكارتها عندما أوهمها فارس بأنه أحضر مأذونًا لعقد قرانها عليه وبذلك أصبحت مؤهلة لممارسة الجنس بصورة كاملة.

 

وأسفرت المراقبة المستمرة عن تردد المتهم الرئيسي بصفة مستمرة على كافية في ميدان الحجاز بمصر الجديدة وأنه يتخذ هذا المكان مسرحا لمزاولة نشاطه بمعاونة المالك.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة