النول بقرية دسيا
النول بقرية دسيا


سقوط «الكليم» بضربة قاضية من السجاد والموكيت

محمود عمر

الإثنين، 30 أبريل 2018 - 01:32 ص

صناعة «الكليم» اليدوى كانت مهنة المئات من أهالى قرية دسيا التابعة لمركز الفيوم، والتى اشتهرت فى بدايات الثمانينات والتسعينات من القرن الماضى بعمل معظم أهلها فى تلك المهنة، وكانت معروفة بتصدير منتجاتها من «الكليم والسجاد» اليدوى لمعظم المحافظات، إلى أن اختفت تمامًا هذه المهنة فى القرية بسبب الركود الذى شهدته بعد تطور الصناعة وظهور المعدات والآلات الحديثة واتجاه معظم الأسر إلى الأشكال الحديثة المتواجدة فى الأسواق من السجاد والموكيت، ما تسبب فى ضعف الإقبال على شراء الكليم اليدوى، الذى كان يزين المنازل قديمًا .
ويشير سيد محمد «من صناع الكليم» بالقرية، إلى أنه ترك المهنة لعدم مواكبتها للعصر وعدم تدخل المسئولين لإنقاذها، ويوضح أن سبب كساد الحرفة يرجع إلى التجار قبل الصناع فى المقام الأول، حيث كانوا يعرضون منتجاتنا التى كانوا يشترونها منا بأبحث الأثمان بأسعار كبيرة جعل الناس يحجمون عن الشراء، بالإضافة إلى تطور الصناعة ودخول المنتجات الصينية إلى السوق المصرى بأسعار زهيدة، وهو ما جعل المواطنين يقبلون عليها ما تسبب فى كساد كبير للصناعة، جعلتنا نتحول ونبعد عنها ونبحث عن مهن أخرى كتجارة الملابس وما شابه.
ويوضح خليل إبراهيم، إلى أن المهنة انهارت فى نهاية التسعينات عقب خروج أنواع جديدة من السجاد والموكيت وانحصر العمل بالشغل اليدوى فى منتجات الكليم لارتفاع أسعار المواد المهمة من الصوف والخيوط وهو ما جعل كل أبناء القرية من محترفى المهنة يتركونها تمامًا، فيما يشير عيسى عبد الحميد إلى أن السجاد والكليم كانا يصنعان فى معظم منازل أهالى القرية وهما فرش يدوى يضعه البسطاء والفقراء فى منازلهم على الرغم من أن المهنة يمتهنها أصحاب الذوق الراقى الذين يبتكرون كل ما هو جديد بها لإخراج أشكال جميلة، وكانت تشتهر القرية بتصدير الكليم والسجاد إلى المحافظات الأخرى ولكنها الآن اختفت تمامًا وتحول صانعوها إلى مجالات أخرى منها بائعون وتجار ملابس وما شابه، حتى أن القرية لم يوجد بها أحد يمتهن هذه المهنة الآن.
ويشير أحمد عبد العزيز «من الأهالى» إلى أن أحد أهم أسباب انقراض المهنة فى القرية مشاكل التسويق وانتشار البدائل الرخيصة من الموكيت والسجاد الصناعى خاصة فى ظل ضعف الإمكانات وضعف التسويق، وعدم تقدير الصناعة اليدوية وشرائها بأبخس الأثمان دون تقدير لأصحابها ما أدى إلى هروب العمالة والأسر التى كانت تعمل بها إلى صناعات أخرى تأتى بعائد يتعايشون منه.
ويؤكد محمد عبد الحليم «مواطن» أن الكليم اليدوى والسجاد كانا يأخذان وقتًا كبيرًا فى صناعتهما فالقطعة الواحدة التى تبلغ طولها 3 أمتار فى 4 أمتار تأخذ ثلاثة أيام ويتم بيعها بمبلغ كبير للتجار المعروفين يتراوح ما بين 600 و700 جنيه ولكنه يشتريها من العامل بـ 50 جنيها للمتر ويبيعه بـ 200 و300 جنيه، ما أدى إلى توقف جميع العاملين بالمهنة خاصة فى بدايات سنة 2000 حتى اندثرت الصناعة تمامًا فى القرية التى كانت تشتهر بها.
وأضاف عبد العزيز محروس أن أحد أهم أسباب انقراض صناعة الكليم بالقرية التى كانت تشتهر بتصديره لكافة محافظات الجمهورية هو عدم الاهتمام بمحترفى المهنة وتركهم يغرقون فى براثن التجديد والآلات الحديثة وعدم إقبال المواطنين على شراء منتجاتهم جعلتهم يتحولون جميعًا إلى مهن أخرى واختفت الصناعة معهم تمامًا بعدما كانوا أساتذة هذه المهنة فى مصر.
< محمود عمر


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة