وحدة مصر والسودان
وحدة مصر والسودان


مصر والسودان.. وحدة تُسممها «موزة قطر» ورجالها

أحمد نزيه

الأحد، 06 مايو 2018 - 08:25 م

◄ الدوحة تبرعت بتنفيذ المخطط الأمريكي لانفصال جنوب السودان 

◄ حاولت إثارة جدلا تاريخيًا بين الشعبين عبر «الأهرامات»

 

كالنافخ في النار، تقف دويلة الكيلومترات «قطر»، في منتصف طرق دول الجوار القريبة والبعيدة، مشعلة حرائق الأزمات العرقية والحدودية بينها، مستمدة من غازها وقودًا لها.


على مساحة 11 ألفًا و571 كيلومترًا مربعًا، تتخذ قطر من شرق شبه جزيرة العرب موقعًا لها؛ غير أنها باتت وقود اللهب المشتعل في الوطن العربي على امتداد 14 مليون كيلو متر مربع تمثل مساحته.


انفصال جنوبي بطعم قطري
مسألة تفتت السودان كانت قطر محركًا له من وراء الستار، فكانت الصخرة التي تحطمت عليها وحدة هذا البلد، حتى أصبحت الدوحة جزءًا من الأزمة وليس حلا لها، وتطور الأمر ليصبح هناك ما يسمى بالنزاعات الحدودية والعرقية بين مصر والسودان، ثم مسألة انفصال جنوب السودان عن الشطر الشمالي، والتي بصمت قطر عليها، بعدما ساهمت في بزوغ يوم التاسع من يناير عام 2011، الخاص باستفتاء تقرير المصير للجنوبيين.


من خلف قناة الجزيرة، ارتدت قطر عباءة نشر سمومها في النوبة لتقع مصر والسودان ضحيتين للدغاتها، محاولة اللعب على عاطفة النوبيين الموجودين جنوب مصر، من أجل إشعال النزعات الانفصالية في مصر من جهة، وافتعال أزمات سياسية بين مصر والسودان من جهة أخرى.

جغرافيًا، لا يخفى على أحد النوبة مقسمة إلى نصفين؛ جزءٌ في السودان وآخر في مصر، بعدما كانت البلدان قبل عام 1956 دولة واحدة قبل انفصال السودان عن مصر.

أيهما أقدم أهرامات الجيزة أم السودان؟

هنا يقول النائب بمجلس النواب، سمير غطاس، إن قطر أرسلت طائرة خاصة نقلت رموز الحركة النوبية إلى الدوحة، حيث أقيم هناك احتفال بالهوية الثقافية النوبية، كان ذلك في اليوم التالي لاغتيال النائب العام المصري هشام بركات.


وخلال زيارةٍ قامت بها الشيخة موزة، والدة أمير قطر إلى السودان، في مارس من العام الماضي، زارت الشيخة موزة أهرامات النوبة بالسودان، في محاولة لإثارة البلبلة بين البلدين، في ظل الجدل التاريخي بين البلدين حول هوية الحضارة الأقدم إذا كانت الفرعونية أم النوبية السودانية.


ولم تكتف «الأم موزة» من خلال زيارتها للأهرام أن تُظهر أن أهرامات الجيزة وأهرامات السودان يحظيان بنفس الدرجة من المساواة والاهتمام، في محاولةٍ لإثارة الخلافات بين البلدين في هذا الشأن. 

لعبة التقسيم


ومن قبل لعبت قطر، في عهد أميرها السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، دورًا في تقسيم السودان إلى شطرين جنوبي وشمالي، إذ يروي الكاتب الصحفي السوداني، ثروت قاسم، أنه في يوم السابع من ديسمبر عام 2009، قاد بعض قادة تحالف جوبا المعارض، مسيرة سلمية في أم درمان بهدف تسليم رئيس المجلس التشريعي القومي، أحمد إبراهيم الطاهر، مذكرة تطالب بإجازة قانون الاستفتاء الخاص بتقرير المصير للجنوب.


وكان قانون الاستفتاء آنذاك يهدف إلى مراقبة الحركة الشعبية للاستفتاء، واعتماد الاستفتاء بأغلبية 50% +1، وبمشاركة 60% من الناخبين المسجلين زائد واحد، مع حتمية تسجيل وتصويت جنوبي ما قبل 1956 في الإقليم الجنوبي وليس في الشمال أو دول الشتات.


ورفض رئيس المجلس التشريعي القومي بأم درمان قانون الاستفتاء آنذاك، ليتصل بعدها سلفا كير، رئيس جنوب السودان بعد الانفصال، بالقس فرانكلين جراهام في شارلوت في ولاية نورث كارولاينا طالبًا المساعدة الأمريكية.


ويضيف الكاتب السوداني، أنه بدوره اتصل القس الأمريكي، بالدكتورة سامنثا باور بالبيت الأبيض، وأبلغها بالأمر لترفعه إلى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما.


أوباما وحليف الدوحة

ولم يجد أوباما عونًا له في ذلك الأمر في المنطقة العربية، إلا أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حيث طلب منه التدخل لتمرير قانون الاستفتاء، وهو ما تحقق بالفعل بعد رسالة أرسلها حمد إلى الرئيس السوداني، عمر البشير، تضمن تعهدات أمريكية بعد المساس بالرئيس السوداني، الملاحق من الجنائية الدولية، في تنقلاته الخارجية شريطة إبلاغ واشنطن بها مسبقًا، وهو ما جعل البشير يطلب من إبراهيم الطاهر الموافقة على قانون الاستفتاء وفقًا للرؤية الجنوبية.


وبهذا تكون قطر قد لعبت دورًا محوريًا في تقسيم السودان، يتمثل في تمرير قانون الاستفتاء، والذي انطوى على اعتراف الخرطوم بشرعية الاستفتاء الذي نظمته جوبا مما مهد لانفصال الجنوب عن السودان.

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة