عيادة طبيب الأسنان
عيادة طبيب الأسنان


أكثر من 18 ألف عيادة أسنان في مصر

مهنة للقادرين والفقراء يمتنعون..غياب الضمير يهدد المرضى بالسرطان

حاتم حسني

الإثنين، 07 مايو 2018 - 09:36 ص

 بالأسماء والأسعار..الرديء والجيد في خامات ومستلزمات طب الأسنان 

 

تأسيس عيادة للأسنان ليس بالأمر الهين على معظم الخريجين الجدد وحتى القدامى، فالتكلفة قد تفوق مئات الآلاف من الجنيهات بدءا من الكرسي إلى باقي التجهيزات والمعدات، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار جميع الخامات المستخدمة في الحشو والتركيبات.

 

فمن الطبيعي أن تنعكس التكلفة العالية لتأسيس عيادات الأسنان على أسعار الخدمات التي تقدم للمرضى، مع الأخذ في الاعتبار تفاوت أسعار التجهيزات والخامات ما بين الأوروبية الصنع والأمريكية والصينية وغيرها.

 

تفرض الطبقة الاجتماعية للمنطقة التي تقع بها عيادة الأسنان، اختيارات محددة في الخامات والمستلزمات التي تتناسب أسعارها وبالتبعية جودتها مع سكان هذه المنطقة، وهو ما لا يبرر استخدام "المضروب" من الخامات والتي يمكن أن تتسبب في إيذاء رواد العيادة من المرضى.

 

"بوابة أخبار اليوم" اخترقت عالم تجارة خامات الأسنان، بحثا عن حقيقة وجود مستلزمات مقلدة ومغشوشة يمكن أن تسبب مشاكل وأمراض عديدة لمستخدميها.

 

في البداية؛ أشار أحد أطباء الأسنان إلى أن تركيبات الأسنان تنقسم إلى ثابتة ومتحركة وبينهما الـ"Over Denture" ، ومن التركيبات الثابتة الطربوش "Crown" بأنواعه ومنها ما يصنع من البورسلين مع معادن أخرى والبورسلين فقط Emax، وتتراوح أسعاره ما بين ألف إلى 1500 جنيه، بالإضافة إلى الكباري الثابتة الـ"Bridge"، وطرابيش أسنان الأطفال التي تصنع من الاستلس استيل، مشددا على أن استخدام الأنواع المقلدة والمغشوشة في مواد لصق الطرابيش تتسبب في وجود روائح كريهة في الفم، بالإضافة إلى تحرك الطربوش من مكانه بعد مدة قصيرة .

 

وأضاف الطبيب -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن النوع الثاني من التركيبات هو الأطقم المتحركة والتي يجب إخراجها وتنظيفها يوميا، ومنها ما يصنع من الأكريلك، ومنها الأطقم المرنة الـ"Flexible denture" وتتراوح أسعارها ما بين 2500 إلى 3000 جنيه، بينما يتمثل النوع الثالث الـ"Over Denture" في أطقم الأسنان التي يمكن تثبيتها في عظام الفك، مشيرا إلى أن الفروق الأساسية بين أنواع الأطقم والتركيبات تتمثل في القدرة على التأقلم مع حرارة وشكل الفك إلى جانب القوة ومقاومة الكسر.

وعن حشو الأسنان، أوضح الطبيب أن الحشو نوعان، أولهما الأبيض الـ"Composite"وهو الأعلى سعرا حيث يمكن أن يزيد سعر الحشوة عن 400 جنيه، كما أنه الأكثر طلبا نظرا للونه الذي لا يتسبب في تشوه الأسنان، علاوة على أنه صحي، مضيفا أن النوع الثاني هو البلاتيني الـ"Amlagan" وهو الأرخص ويصل سعره إلى 150 جنيه للحشوة، وبعضه تدخل في صناعته مادة الزئبق الضارة بنسب متفاوتة، مضيفا أن الأنواع المغشوشة والمقلدة يتغير لونها ولا تعيش لمدد طويلة، مشيرا إلى أن أفضل أنواع الحشو هي الأمريكي والألماني "3M  - كمبوزت" . 

 

 

وتحدث الطبيب، عن الجديد في تجميل الأسنان من خلال تركيب غطاء أو كسوة رقيقة وقوية، وتستخدم للأسنان السليمة، موضحا أنها نوعان ثابتان، أحدهما يسمى "لامنيت" ويحتاج لبرد الأسنان قبل التركيب، والثاني لا يحتاج لبرد الأسنان ويسمى "لومنير"، لافتا إلى أن الأحدث هو النوع المتحرك الذي يسمى الـ"Snap" والمعروف بـ""هوليود سمايل" ويكون سعره في حدود 5 آلاف جنيه.

 

وكشف الطبيب، عن جريمة يمارسها بعض الأطباء من معدومي الضمير، وتحدث بشكل أوسع في القرى المناطق الشعبية الفقيرة، وهي استخدام مادة تسمى "بالبوتك" كحشو مؤقت، وتركها لمدة طويلة، مشيرا إلى أن هذه المادة كانت تستخدم في علاج الأسنان اللبنية للأطفال؛ لكونها لا تعيش طويلا، مؤكدا على أنه بعد عام على الأكثر من استخدام المادة المذكورة يحدث تآكل في عظام الفك؛ مما قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.

 

وكان حتما علينا إجراء جولة صغيرة داخل سوق تجارة مستلزمات طب الأسنان في منطقة شارع قصر العيني وبعض الشوارع المحيطة به، حيث أضافت هذه الزيارة معلومات لنا وتم دعمها بالصور.

 

داخل إحدى الشركات، اكتشفنا بعض المواد المعروفة عند الأطباء بردائتها، ومع ذلك يسمح بتداولها في الأسواق، رغم أن لها بدائل ذات جودة عالية، ومنها مادة "فارما كيزول" والتي تستخدم في قتل العصب، والتي أكد مدير الشركة أنها تباع بسعر 45 جنيها، وقد تسبب أمراضا خطيرة، موضحا أن المركب الأصلي منها سعره 500 جنيه.

وفي شركة أخرى، تعرفنا على أسعار الحشو، ومنها "المالجم كبسول" وهي عبوة تكفي لحشو ضرس واحد، ومصنعة في سويسرا وتباع بسعر 12 جنيها فقط، بينما وصل سعر العبوة الكاملة من الحشو الـ"Composite" لـ657 جنيه، ولكنها تكفي لعمل 15 حشوة، بما يعني أن تكلفة الحشوة منها لا تتجاوز 45 جنيها.

 

ومن جانب آخر، أفاد نقيب عام أطباء الأسنان د.ياسر الجندي، في تصريح خاص لـ"بوابة أخبار اليوم" أن عدد عيادات الأسنان المقيدة في النقابة بلغ 18286 عيادة في جميع محافظات الجمهورية، مضيفا أن عدد الأطباء المسجلين في النقابة بلغ 24500 طبيب، وهي الأرقام التي قد يكون لها دلالة في عدم قدرة بعض الأطباء على فتح العيادات الخاصة.

 

ومن جانبه قال رئيس الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص د.علي محروس، في تصريحه لـ"بوابة أخبار اليوم"، إنه لا يوجد حصر دقيق لعدد الشكاوى الواردة من عيادات الأسنان تحديدا، ولكنه أكد أن معظم الشكاوى والبلاغات التي ترد للإدارة من المرضى وذويهم، تتمثل في عدم إتباع تعليمات مكافحة العدوى، وغياب الضمير في تعقيم الأدوات التي تستخدم مع أكثر من مريض، علاوة على بعض الشكاوى من المغالاة في الأسعار.          

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة