حوار| د.على حبيش: قطن مصر في المقدمة رغم السرقة الأمريكية - تصوير ياسر مسلم
حوار| د.على حبيش: قطن مصر في المقدمة رغم السرقة الأمريكية - تصوير ياسر مسلم


حوار| د.على حبيش: قطن مصر في المقدمة رغم السرقة الأمريكية

حازم بدر

الأربعاء، 09 مايو 2018 - 11:20 م

 - مهرب البذور مجرم خائن مثل مهرب الآثار

- مصافحة الرئيس لي بعد تكريمي في أفريقيا أعطى قيمة للجائزة

- من يشتكي أن أبحاثه حبيسة الأدراج لا يلوم إلا نفسه

- نصيحتي للباحثين: تواضعوا حتى ترى أبحاثكم النور

«تفقد الأسماك حياتها إذا خرجت من المياه»، وكذلك بدا لي د.على حبيش، نقيب العلميين الأسبق، فوجوده في مكتبه بالمركز القومي للبحوث، وإشرافه على الأبحاث التي تجرى فى مجال النسيج، هو أكسير الحياة الذى يمنحه القدرة على العطاء، وهو على مقربة من بلوغه عامه الـ82.. قد تتعاطف في البداية مع «د. حبيش» الذي أصبحت السماعة التي يحملها في أذنه اليمنى هي وسيلة التواصل بينه بين العالم الخارجي، وتقول لنفسك، أليس الأولى به أن يستريح؟، ولكن الحماس الذي يبدو واضحًا على وجهه وهو يجيب على كل سؤال، ينزع منك هذا الشعور، ويضع مكانه حالة من الانبهار بهذا الرجل الذي يعمل بحماس، لا يتلاءم مع تجاعيد الزمن التي حفرت أخاديدها على وجهه.

 

ورغم شهرة الرجل الأكاديمية التي اكتسبها من تاريخ طويل يمتد لأكثر من 50 عامًا، حصد خلالها عددًا لا يحصى من الجوائز، إلا أنه لم يأخذ حظه من الشهرة إلا فى 30 يناير 2017، عندما ترك الرئيس السيسي مقعده في القمة الأفريقية بأديس أبابا، ليتوجه إليه ويصافحه بعد إعلان فوزه بجائزة «كوامي نكروما» العلمية، ليثير ذلك شهية الإعلام للبحث عن تاريخ هذا الرجل المحتفى به.. ويعتبر «د.حبيش» هذه المصافحة «المعنوية» أهم كثيرًا من قيمة الجائزة المادية، وهو ما دفعه إلى وضع صورة لهذه اللقطة في صدارة مكتبه لتصافحها عين زائريه، لتفرض بالتالي نفسها على الحوار معه، الذي تطرق لقضايا كثيرة حول الربط بين البحث العلمي والتطبيق وكيفية النهوض بالصناعات النسيجية..

وإلى نص الحوار.

- بداية هل يمكن أن تعطينا ملخصا لأبرز الإنجازات البحثية التي أهلتكم لنيل الجائزة الأفريقية؟

يطلق تنهيدة عميقة استعدادا لتلخيص رحلته البحثية، قبل أن يقول: إلتحقت بوحدة كيمياء النسيج بالمركز القومي للبحوث عام 1961، وحصلت على الماجيستير من جامعة القاهرة، ثم سافرت إلى الهند للحصول على درجة الدكتوراه عام 1968، واخترت في مسيرتي العلمية القطن المصري، كمجال اهتمام بحثي، حيث كان القطن وقتها يواجه منافسة من الألياف الصناعية، التي كانت تتميز وقتها بمقاومتها للميكروبات وعدم تعرضها للكرمشة، فعملت من خلال الأبحاث على تحولات كيميائية للأقطان تكسبها نفس مزايا الألياف الصناعية.


تحولات القطن


- هل يمكن أن تشرح لنا  كيف أجريتم هذه التحولات؟

يمسك بورقة وقلم استعدادًا لتقريب فكرة هذه التحولات، ويقول محاولا تبسيط الفكرة بالرسم: القطن يتكون من السليولوز، وهو سلسلة طويلة من جزيئات الجلوكوز اتحدت مع بعضها، والمجموعات الفعالة في الجلكوز هي «الهيوركسيد جروب»، وما نفعله هو أننا نضيف مجموعات إلى جانبها، فمثلا نضيف مجموعات «فوسفور» و«نيتروجين» لإعطاء الأقطان خاصية مقاومة الحريق.


- ولكن يبدو أن القطن الذي أهلتكم الأبحاث حوله لنيل الجائزة، ليس هو القطن الموجود الآن؟

 تبدو على وجهه علامات الدهشة، قبل أن يسأل: من أين جاءك هذا الانطباع؟


- المعروف أن قطن «البيما» الأمريكي أخذ الصدارة من القطن المصرى؟
ينتفخ وجهه غضبا، قبل أن يدافع عن القطن المصري وكأنه أحد أبناءه، قائلا بنبرة صوت مرتفعة: القطن المصري لا يوازيه قطن في العالم، حتى ذلك القطن الأمريكي المسمى بـ «البيما»، وللعلم هذا القطن في الأساس هو قطن مصري، حيث تمت زراعته في أمريكا ببذور مصرية تم تهريبها إلى هناك، ورغم ذلك لايزال القطن المزروع على أرض مصرية هو الأفضل.


قطن البيما


- هل تقول ذلك من باب الغيرة أم بناءً على تجارب بحثية؟

ترتفع نبرة صوته أكثر وأكثر، قبل أن يقول: طبعا بناءً على تجارب بحثية أجريت مؤخرًا وشملت عدة عناصر مقارنة منها لمعة القطن وامتصاصه للمياه.


- كيف تقول أن القطن المصرى تميز في ذلك، رغم أن قطن «البيما» مصري في الأساس، كما قلت سابقا؟

يعيد هذا السؤال نبرة الصوت الهادئة للدكتور حبيش، قبل أن يقول وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة: ليس معنى أن تحصل على بذور من بلد أخرى، أن زراعة تلك البذور على أرضك ستعطى نفس النتيجة، طبعا مع المحاولة والأبحاث التي تجرى لتحسين الصفات الوراثية قد تقترب من نفس صفات البلد الأصلية أو تصل لنفس الصفات، ولكن حتى هذه اللحظة لايزال القطن المصري في المقدمة.


عقوبة تهريب البذور
 

-وكيف وصلت هذه البذور لأمريكا؟

تعود مشاعر الغضب لتظهر على وجه د.حبيش، قبل أن يقول: القطن المصري منذ أدخله محمد علي وحتى عام 1985 تقريبًا كان هناك رقابة شديدة جدًا على تهريب بذوره للخارج، وكانت هناك نصوص قانونية تنص على توقيع عقوبات مشددة على من يضبط متلبسا بذلك من أجل الحفاظ على التميز المصري في هذا المجال، لأن مُهرب هذه البذور في رأيي لا يقل خيانته لبلده عن مهرب الآثار.


- وهل تغير القانون فأصبح هذا الأمر مباحًا؟

يومئ بعلامة الرفض قبل أن يقول: لم يتغير القانون ولكن كان هناك تراخٍ في تنفيذه، فأصبحت بذور الأقطان المصرية مستباحة.


- أفهم من كلامك أن استعادة عرش القطن المصري تبدأ بإعادة الرقابة بما يمنع تهريب البذور؟

يصمت لوهلة قبل أن يقول: القطن المصري لم يفقد عرشه، فلايزال في المقدمة من حيث الصفات، ولكننا نحتاج إلى مزيد من الاهتمام به ليعود بقوة إلى الأسواق العالمية، وحسب معلوماتي بدأنا نهتم – حاليا – بهذا الأمر، من خلال حزمة تشريعات جديدة يتم الإعداد لها، وبعض الإجراءات التي أعلنت عنها وزارة الزراعة لتحسين الإنتاجية وتشجيع المزارعين على زراعته.


- غيرتك على القطن المصري التي تبدو واضحة تعطي انطباعا عن جودة أبحاثك التي تناولته، ولكن الملاحظ أن هذه الأبحاث لم تجلب لك الشهرة الإعلامية إلا عندما صافحك الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد حصولك على الجائزة الإفريقية؟

ترتسم على وجهه ابتسامة عريضة قبل أن يقول بلهجة يغُلفها الرضا والقناعة: الباحث بطبيعته لا يبحث عن الشهرة الإعلامية، ولكني والحمد لله كُرمت كثيرًا على أبحاثي، فلا توجد جائزة تمنحها الدولة لم أحصل عليها، فأنا أشعر أني حصلت على أكثر مما أستحق.


- ولكن الصورة التي وضعتها في صدارة مكتبك للرئيس وهو يصافحك بعد الفوز بالجائزة الأفريقية، تعطي انطباعا أن هذه الجائزة لها مذاق خاص بالنسبة لك؟

تنفرج أسارير وجهه قبل أن يقول بلهجة يغلفها الحماس: هذه من أجمل المصادفات التي حدثت لي في حياتي، فلم أكن أعلم أن الرئيس متواجد بالقاعة التي سيتم فيها إعلان الجوائز، وكانت لفتة كريمة منه أن يترك مقعده ويأتي ليصافحني ويهديني باقة من الزهور، فهذا الأمر أعطى لتلك الجائزة قيمة، وبدأ الكثيرون يسألون عنها للتقديم فيها.


مجلس أعلى للبحث العلمي


- إذا أتيحت لك الفرصة للحديث مع الرئيس في هذا اليوم، ماذا كنت ستقول له؟

لم يفكر كثيرا وخرجت الكلمات من فمه سريعة: منذ زمن بعيد ونحن نطالب بأن يكون الرئيس على رأس مجلس أعلى للبحث العلمي، لأن وجود الرئيس على رأس منظومة البحث العلمي يفتح الأبواب المغلقة، ويعطي إرادة سياسية لقضية تطويره، لذلك لم أكن أتردد في تقديم هذا المطلب للرئيس إذا كانت الظروف مواتية للحديث معه حينها.


- من حسن حظك أنه لم تتح لك الفرصة، لأن الانتقادات قد توجه لك حينها، بأنكم تسعون لإقحام الرئيس في كل التفاصيل، وهذا ليس دوره؟

يبتسم قائلا: أعرف أن الرئيس لديه الكثير من المهام، ولكن ما أعرفه أيضًا أن هناك مشروعات عملاقة يهتم الرئيس بتنفيذها، وهذه المشروعات يجب أن تستفيد من البحث العلمي، فنحن في أمس الحاجة لأن يكون الباحثون جزءًا من هذه المشروعات، وهذا لن يتحقق إلا بأن يكون الرئيس على رأس مجلس أعلى للبحث العلمي.


البحث والتطبيق


- يبدو من متابعة تصريحاتكم أن انتظارك تحقيق هذه الأمنية لم يمنعك من الإنجاز، فكان من اللافت تصريح لك قلت فيه إن أبحاثك ليست حبيسة الأدراج، وهو قول نادر في مجتمع يشتكي أغلب باحثيه أن أبحاثهم لا ترى النور؟

يضغط هذا التعليق على جرح غائر لدى د.حبيش، فيهب صارخا: من الأقوال التي تغيظني هي قول بعض الباحثين إن أبحاثهم لا ترى النور، فمن واقع تجربتي العملية خلال 50 عامًا في مجال البحث العلمي أستطيع القول إنه إذا كان لديك بحث قابل للممارسة العملية في الصناعة، فلن تجد أدنى مشكلة في تنفيذه، إذا كانت لديك الرغبة والنية في ذلك، وإذا تواضعت وأشعرت رجال الصناعة بأهمية بحثك، ولكن للأسف بعض الباحثين لا يفعل ذلك، ثم يشتكى أن بحثه حبيس الأدراج.


- الباحثون يرددون في هذا الإطار أن التسويق ليس مهمتهم، وأن مهمتهم تنتهى بإنجاز البحث؟
لم ينجح هذا التعليق في إعادته لحالة الهدوء، ليواصل انفعاله قائلا: الوضع المثالي أني قبل أن أبدأ العمل، يجب أن أتحدث مع رجال الصناعة، لأن تحقيق ذاتي كباحث لا يتحقق بإنجاز بحث، لكنه يتحقق عندما يكون هذا البحث له تأثير على القطاع الذي يخدمه، وهذا لن يتحقق إلا بالحديث مع رجال الصناعة.


تواضع الباحث


- أفهم من ذلك أنك تلوم على بعض الباحثين أنهم ليسوا متواضعين مع رجال الصناعة؟

 يصمت لوهلة قبل أن يقول: نعم بعض الباحثين يشعرون بأنهم أهم من رجال الصناعة، وهؤلاء لن يحققوا أي نتيجة، ولذلك نصيحتي دائما للباحثين أنه إذا كانت لديك النية لإنجاز بحث قابل للتطبيق، فيجب عليك أن تتواضع وتذهب بنفسك لرجال الصناعة، لأنهم إذا لم يفتحوا لك الباب لتطبيق تجاربك البحثية عندهم فلن تحقق شيء.


كما أنصحهم دائما باختيار الموضوع القابل للتطبيق، لأن بعض الباحث ينجز أبحاثا يظن أنها تطبيقية، لكنها في الحقيقة أبحاث أساسية تميل إلى النزعة النظرية.


-أشعر أنك تلقي بالمسئولية كاملة على الباحثين، وكأن الدولة ليس لها دور؟

يصمت لفترة تطول بعض الشيء قبل أن يقول: هناك الكثير من المطالب التي ننتظر تحقيقها، ولكن هل معنى ذلك أن نركن لهذه الحالة ولا نأخذ خطوة إلى الأمام حتى لو كانت الظروف الصعبة.


دور الدولة


- وكيف تكون الدولة داعمًا للبحث العلمي من وجهة نظرك؟

يفتح أحد أدراج مكتبه ليلتقط بعض الأوراق، قبل أن يقول وهو يشير إليها: الإجابة على سؤالك هذا كانت موضوعا لهذه المحاضرة التي ألقيتها منذ فترة في أحد المؤتمرات، وكنت أتحدث فيها على ضرورة تبني الدولة استراتيجية عليا للتنمية، ويكون العلم والتكنولوجيا والابتكار هي الأداة لتحقيق ذلك، فأي بلد هدفه تحقيق التقدم، وهذا لن يأتي إلا بالتنمية، والتنمية تحتاج إلى العلم والتكنولوجيا والابتكار، يعني مثلا إذا قرر أي بلد أن تنميته تقوم على الزراعة، فيجب توجيه العلم والتكنولوجيا والابتكار لهذا المجال، ولو قرر أن تنميته تكون في مجال الفضاء، فيجب توجيه العلم والتكنولوجيا والابتكار لهذا المجال، وهكذا.


وينظر د.حبيش في الأوراق التي وضعها أمامه، ليقول: كذلك ينبغى على الدولة أن تتحول إلى ما يعرف بـ «اقتصاد المعرفة»، وهو أيضا لن يقوم إلا بالعلم والتكنولوجيا والابتكار، فأي منتج في الدنيا له عدة مكونات، وكل مكون يدخل في تصنيعه جزء من المعرفة، التي لن تأتي إلا بهذه العناصر الثلاثة.


ويواصل حديثه عن دور الدولة مضيفا: يجب أن تهتم الدولة أيضا بالتعليم لتتغير فلسفته ويصبح قائما على الفهم والحوار والتحليل والإبداع وليس الحفظ والتكرار.


- هذه الآراء التي قلتها لدور الدولة تكشف عن باحث بميول سياسية.. ألم تفكر في احتراف السياسة؟

يطلق ضحكة عالية قبل أن يقول: عملت لفترة كرئيس أكاديمية البحث العلمي، وكان البعض ينظر لهذه الوظيفة على أنها وظيفة سياسية، لكني لم أكن أشعر بذلك إلا عندما حدث خلاف بيني وبين الوزير.

لكن لو سألتنى أيهما أحب إلى قلبك، أقول لك عملي البحثي البعيد عن المناصب، فأنا في معملي حر نفسي أنتظر الوحي الذي يهبط عليّ بالأفكار التي أقوم بتنفيذها، وهذه متعة لا تضاهيها متعة، أما في المناصب يكون شغلك الشاغل، هل سأظل في المنصب أم لا، هل الوزير متحمس لوجودي أم أنه ينوي تغييري، وشتان فرق بين هذا وذاك.


عضوية الشورى


-إذا كان الأمر كذلك، لماذا قبلت عضوية مجلس الشورى في عهد الإخوان؟

يضحك قبل أن يقول: ولماذا تريد تذكيري بهذه الفترة؟.. ويضيف: كل ما هنالك أن من يحكمون في تلك الفترة اختاروني لأن أشارك في هذه المهمة، فهل يمكن أن أرفض وأنا بطبيعتي أحب أن أخدم بلدي في أي مهمة أكلف بها.


- لكن المعروف أن اختياراتهم يحكمها معيار الانتماء للجماعة؟

يضحك قبل أن يقول ساخرًا: لا أنت كده جاى تورطني.. ويضيف وقد تخلى عن السخرية لتصبح ملامحه أكثر جدية: اختياري لعضوية مجلس الشورى كان محاولة من الإخوان لترضيتي بعد أن تخلوا عن دعمي لأواصل الترشح على منصب نقيب العلميين.


-وهل كنت تفوز في انتخابات النقابة بدعمهم؟

يومئ بالموافقة قبل أن يقول: هم من طلبوا مني الترشح للانتخابات عندما كنت رئيسا للأكاديمية، وكانوا يريدون أن أكون واسطة بينهم وبين الدولة، وظللت نقيبا لمدة 17 عامًا، ولكن عندما آلت إليهم الأمور رشحوا نقيبًا منهم ليتولى أمر النقابة، وكنوع من الترضية لي رشحوني لعضوية مجلس الشورى.


-ولكن قبولك لهذا المنصب، من المؤكد أنه قيد حريتك في انتقاد أي سلبيات كنت تراها في ممارساتهم تحت قبة المجلس؟

يشير بعلامة الرفض بإصبعه، قائلا: أتحدى أن تجد كلمة صدرت مني تحمل مجاملة لهم، كان عملي يقتصر على نطاق اللجنة التي أعمل عضوا بها، ولم أكن مهتما بالقوانين التي كان يتم الإعداد لها، ورأى البعض فيها محاولة منهم للسيطرة على مفاصل الدولة.


حملة الصناعات النسيجية


- نعود للمجال الذي تحب الحديث فيه، وهو عملك كباحث، وهذه المرة أحب أن أعرف الهدف من الحملة القومية للصناعات النسيجية التي ترأسها؟

تشعر بعلامات الارتياح على وجهه وهو يستعد للحديث عن هذه الحملة، ليبدأ حديثه قائلا: جاءت فكرة هذه الحملة في جلسة جمعتني برئيس أكاديمية البحث العلمى، حيث اقترحت عليه أن نجمع الباحثين العاملين في مجال الصناعات النسيجية بفروعه المختلفة في مشروع كبير ووافق رئيس الأكاديمية وعرض الأمر على مجلس الأكاديمية لتنطلق الحملة القومية للصناعات النسيجية فى 2004.


-  مضى على انطلاق الحملة إذن 14 عامًا، من المؤكد أنها حافلة بالإنجازات، فهل يمكن أن تطلعنى على بعضها؟

يصمت لفترة تطول بعض الشيء لاختيار المحطات التي سيتوقف عندها في رحلة الـ 14 عامًا، قبل أن يقول: خلال هذه الحملة درسنا 12 صنفا تجاريا من الأقطان المصرية، للإجابة على عدة تساؤلات أهمها ما هى الأقطان المثلى للزراعة؟، وما هى الأقطان التى تنتج ملابس ضد الكرمشة، كما عالجنا الكثير من المشكلات التي تعاني منها الشركات؛ ومنها أن مادة النشا التي تستخدم كمادة «بوش» في الصناعة، تتميز بأنها لزجة، ويسبب ذلك مشكلات مثل انسداد المواسير التي توصل تلك المادة من مكان لآخر فى المصانع، فساهمنا في حل تلك المشكلة بإضافة مادة إلى النشا عالجت تلك المشكلة، كما كانت بعض الشركات تشتكي من عدم قدرتها على الوصول إلى درجة الحرارة اللازمة لعملية الصباغة، وساعدنا أيضا فى حل هذه المشكلة.


-وماذا فعلتم في المشكلة التي أعلنتم عن اكتشافها مؤخرًا، وهي وجود مركبات الفينول في بعض الملابس؟

تظهر مشاعر الحماس واضحة على وجهه، قبل أن يقول: هذا الاكتشاف من أهم إنجازات الحملة، حيث طلبت منا إحدى الشركات مساعدتها فى معرفة سر رفض إحدى الدول لشحنة من الملابس تم تصديرها بحجة احتوائها على عنصر «الفينول»، وذلك برغم تأكيد الشركة أنها لا تستخدم هذا العنصر.

ويضيف: قمنا بتحليل كل مدخلات عملية الإنتاج لنكتشف أن بعض الصبغات التي تستخدمها الشركة بها عنصر «الفينول»، وهي لا تدري ذلك.


- وما هي المشاكل التي يسببها عنصر «الفينول» حال وجوده في الملابس؟

لم تختف مشاعر الحماس من وجهه، وقال وهو يشير بإصبعه لجذب مزيد من الانتباه لخطورة تلك المادة: الفينول إذا تفاعل مع أكسجين الجو ينتج مادة سامة يمكن أن تتسبب فى وفاة مرتدى الملابس.


- إذا كان الأجانب اكتشفوا المشكلة ورفضوا الشحنة، فماذا عن الوضع محليا؟

تبدو مشاعر الفخر واضحة على وجهه، قبل أن يقول: اطمئن فالحملة نجحت في اكتشاف المشكلة ووجهت المصانع بعدم التعامل مع الصبغات التي تحتوي على هذه المادة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة