السبت، 12 مايو 2018 - 10:15 م

عكف نظام الحكم في قطر من منذ قدوم الأمير السابق، حمد بن خليفة آل ثاني إلى سدة الحكم، على نهج سياسات تخالف دول الجوار، سعيًا من الدوحة لإيجاد موطأ قدمٍ للدولة الصغيرة ضمن صناعة القرار السياسي في الشرق الأوسط.

وعلى نهج والده سار أمير قطر الحالي، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فلم تختلف التوجهات القطرية التي دائمًا ما تتباين مع نظرائه في الخليج العربي، وكأن الدوحة تجد في خلاف الجوار وسيلةً للبروز على الساحة الإقليمية.

وتنتهج دولة الخليج، وعلى رأسها السعودية، سياساتٍ معاديةً لإيران، والتي تُعتبر خصمًا إقليميًا للرياض، جراء عدة أسباب، أبرزها الخلاف المذهبي بين الرياض وطهران.

وتشاطر دول الخليج الأخرى السعودية موقفها تجاه إيران باستثناء إيران، التي تحمل سياساتها وجهة تقربية تجاه قطر، على الرغم من نفي الدوحة لذلك الأمر.

وبدءًا من الخامس من يونيو الماضي، قاطعت السعودية رفقت الإمارات والبحرين ومصر، قطر، متهمين إياها بدعم الإرهاب والتقرب من إيران، ووضعت الدول الأربع شروطًا للدوحة من أجل إنهاء هذه القطيعة، كان من بينها خفض العلاقات الدبلوماسية التي تجمعها مع إيران.

رفضت قطر حينها تلك الشروط، التي اعتبرتها تدخلًا في شئونها، كما أشارت الدوحة إلى أن علاقاتها مع إيران لا تزيد عن علاقة طهران بعددٍ من دول المنطقة، وأنها لا تتعدى حدود ذلك.

دعوة أمريكية لقطر

لكن يبدو أن الواقع خلاف ذلك، فقد كشفت صحيفة "التليغراف" البريطانية، عن رسائل مسربة دعت خلالها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قطر إلى وقف ما اعتبرته الإدارة الأمريكية تمويلًا قطريًا للميليشيات الموالية لإيران.

ويقاتل التحالف العربي بزعامة السعودية ميليشيات جماعة أنصار الله "الحوثية"، المدعومة من إيران، في اليمن.

وتحدثت الصحيفة عن أن مسؤولين أمنيين أمريكيين، أعربوا عن قلقهم من ارتباط قطر بعدد من الميليشيات التي ترعاها إيران، والتي تعتبرها واشنطن منظمات إرهابية.

علاقات مع الحرس الثوري وحزب الله

ليس هذا فحسب، فقد زعمت الصحيفة أنه تم الكشف عن رسائل بريد إليكتروني، يقال إنها كانت موجهة من كبار المسؤولين في الحكومة القطرية إلى أعضاء قياديين في حزب الله، والمليشيات الشيعية المدعومة من إيران والتي تعمل في جنوب لبنان وكبار القادة في الحرس الثوري الإيراني.

وتصنف الولايات المتحدة جماعة حزب الله بزعامة حسن نصر الله على أنها منظمة إرهابية، وقد دعا ترامب قبل عامٍ الزعماء العرب والمسلمين إلى تبني ذات التصنيف، وذلك خلال قمة الرياض التي كانت في الحادي والعشرين من مايو الماضي.

وتجزم الصحيفة البريطانية بأن الرسائل التي كُشف عنها تُظهر وجود علاقات ودية بين أعضاء الحكومة القطرية وشخصيات بارزة في الحرس الثوري الإيراني مثل قاسم سليماني، وأيضا حسن نصر الله، رئيس حزب الله.

وتقول الصحيفة إن تفاصيل هذه المحادثات أظهرت أن الدوحة دفعت مئات الملايين من الدولارات، كفدية لتأمين الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى الميليشيات الشيعية في جنوب العراق.

في قمة الرياض دعا الرئيس الأمريكي ترامب القادة العرب والمسلمين إلى فرض العزلة السياسية عن إيران، في وقتٍ غاب أمير قطر عن تلك القمة، وبعدها بدأت بأسبوعين بدأت مقاطعة الدول الأربع للدوحة، والتي كان من أسبابها العلاقات التي تجمع الدوحة بطهران