الثلاثاء، 29 مايو 2018 - 05:48 م

يؤدي الرئيس عبد الفتاح السيسي اليمين الدستوري رئيسًا للبلاد مجددًا يوم السبت المقبل 2 يونيو، تزامنًا مع انقضاء ولايته الرئاسية الأولى التي امتدت لأربع سنوات منذ عام 2014.

وأُعيد انتخاب السيسي في أواخر مارس المنصرم رئيسًا للبلاد لولايةٍ ثانيةٍ وأخيرةٍ، وقد وصلت ولايته الأولى إلى خط نهايتها، فبات من المنتظر أن يتم تنصيب السيسي رئيسًا من جديد هذا السبت.

"أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، وأن احترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه"، هذا هو اليمين الذي سيحلف به السيسي يوم السبت المقبل لتبدأ من بعدها ولايته الثانية في حكم البلاد.

مراسم تنصيب الرؤساء تقليدٌ يتم تطبيقه في جميع أنحاء العالم، في الدول التي تتبع نظام الحكم الجمهوري، ولكل دولة خصوصيتها في ذلك الأمر، بيد أن جميعهم يتفق بأن هذه المراسم تُقام تحت مظلة البرلمان في تلك البلدان.

الولايات المتحدة

ففي العشرين من يناير كل أربعة أعوام يحين يومًا في الولايات المتحدة يُسمى يوم القسم الرئاسي، فيؤدي خلاله الرئيس المنتخب من قبل الشعب الأمريكي، اليمين الدستوري أمام نواب الكونجرس بغرفتيه، مجلس النواب ومجلس الشيوخ "السيناتورز".

وجرى التقليد أن يتم حلف اليمين الرئاسي بمبنى كابيتول الولايات المتحدة، وهو المبنى الرئيسي  للمجلس التشريعي الفيدرالي، أنشأه الرئيس الأول للولايات المتحدة جورج واشنطن.

وفي العشرين من يناير كل عام، يدلي الرئيس الأمريكي خطاب الاتحاد أمام نواب الكونجرس في المبنى ذاته، لكن هذا الخطاب يكتسب طابعًا آخر كل أربع سنوات مع تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب.

وكانت مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي في السابق تُجرى يوم الرابع من مارس، إلى أن تم تغيير الموعد بدءًا من عام 1937، وأول من أدى مراسم اليمين يوم العشرين من يناير كان الرئيس الثاني والثلاثون فرانكلين روزفيلت في تنصيبه الثاني عام 1937.

روسيا الاتحادية

ومن قائدة معسكر الغرب إلى زعيمة معسكر الشرق، روسيا، فقد جرى للتو تنصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيسًا للبلاد لولايةٍ رابعةٍ وثانيةٍ على التوالي مدتها ست سنوات تنتهي عام 2024.

 ذلك التنصيب كان السيسي ضمن قائمة الحضور خلاله، وقد كان حفل التنصيب يوم السابع من هذا الشهر، وهو اليوم الذي يُجرى تنصيب الرئيس كل ست سنوات، ومن قبل كل أربع سنوات، وهو المتزامن مع احتفالات يوم النصر في روسيا.

وفي روسيا تختلف مراسم تنصيب الرئيس وحلف اليمين الدستوري، فهي لا تُجرى في مقر البرلمان (مجلس الاتحاد الوطني "الدوما")، لكن الرئيس المنتخب يؤدي اليمين في قصر الكرملين، مقر الحكم في موسكو.

الرئيس الروسي المنتخب كتقليدٍ يمر على قاعات القديس جورج وقاعة سانت أندروز ثم قاعة ألكسندر، ثم ينتهي به الأمر في قاعات سلافسيا، حيث يؤدي اليمين الدستوري.

ينضم الرئيس المنتخب إلى منصة تضم رئيس المحكمة الدستورية ورئاسة مجلسي البرلمان، ويضع رئيس المحكمة الدستورية كلًا من الدستور وسلسلة رئاسة الرئيس على المنصة، وبعد أن يفرغ الرئيس المنتخب من خطابه يطلب منه رئيس المحكمة الدستورية أداء اليمين الدستوري، فيضع يده اليمنى على دستور الاتحاد الروسي ويقسم يمين الولاء له ولروسيا الاتحادية.

بعد ذلك يخرج الرئيس من قاعة سلافسيا، فتقوم فرقة عسكرية بإطلاق التحية العسكرية ببندقية سالوت بقذف إحدى وعشرين طلقة في الهواء الطلق.

فرنسا

أما في فرنسا فإن الرئيس المنتخب يتسلم مقاليد الحكم فور أدائه اليمين الدستوري أمام الجمعية الوطنية الفرنسية، برلمان البلاد، ثم يتوجه على الفور إلى قصر الأليزيه، مقر الحكم في البلاد، ليتسلم بعدها الحكم من الرئيس المنتهية ولايته، في حالة إن لم يكن الرئيس مُعاد انتخابه، وفي كل الأحوال لا يجوز انتخاب الرئيس في فرنسا لأكثر من ولايتين.

ويقسم الرئيس الفرنسي المنتخب على مبادئ الثورة الفرنسية (الإخاء والحرية والمساواة)، ويُنتخب رئيسًا لخمس سنواتٍ، بعدما كانت مدة الرئاسة في السابق سبع سنوات إلى أن تم تقليصها بدءًا من انتخابات عام 2002 إلى خمس سنوات فقط.

وتصاحب أحصنة حرس الشرف موكب الرئيس المنتخب في طريقه للأليزيه، وفور وصوله إلى القصر وتسلمه مقاليد الحكم، يلقي الرئيس خطابه الأول للشعب الفرنسي.

تونس

ومن الدول العربية، سنتحدث عن تونس، فإن الرئيس التونسي المنتخب يُؤدي اليمين الدستوري أمام البرلمان التونسي، وكتقليدٍ متبعٍ في تونس يقسم الرئيس المنتخب بوضع يده على مصحفٍ، كنوعٍ من تعظيم القسم، وجعله أكثر ثقلًا على الرئيس حال عدم وفائه بقسمه أثناء ولايته الرئاسية.

وفور أدائه اليمين الدستوري يتوجه الرئيس إلى قصر قرطاج، مقر الحكم، ليتم مراسمه تسلمه مقاليد الحكم ثم يُلقي خطابًا للشعب التونسي.