محرر «بوابة أخبار اليوم» مع البطل العباسي
محرر «بوابة أخبار اليوم» مع البطل العباسي


«بوابة أخبار اليوم» في منزل بطل أكتوبر أول من رفع العلم

عبدالعال نافع- محمد عيسوي

الثلاثاء، 29 مايو 2018 - 08:36 م

حرب أكتوبر المجيدة وذكرى العاشر من رمضان ما زالتا تتجسدان في روح أبطالهما الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل تراب الوطن، خاصة مع الحرب الضروس التي تشهدها البلاد في مناهضة الإرهاب في وقتنا الحالي، وبعد مرور 45 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة، مازال هناك بطل حقيقي يعيش بيننا وهو أول مجند رفع علم مصر وبشر بالنصر على أول نقطة حصينة في خط بارليف.

«بوابة أخبار اليوم» زارت البطل المجند محمد أفندي العباسي ابن قرية القرين بمحافظة الشرقية، وسط أحفاده وأبنائه وأهل قريته الذين يعتبرونه رمزًا لهم ومحل فخر، أينما تذهب يتردد اسمه في كل مكان، والجميع يعرفونه عن ظهر قلب، فهو بطلهم الذي جلب إليهم النصر.

على بعد 13 كيلو مترًا من مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية، تقع قرية القرين مسقط رأس البطل محمد العباسي، الملقب بمحمد أفندي العباسي، وطوال الطريق لم يكن الوصول إلى قريته ومنزله بالأمر الصعب، لأنه بمجرد ذكر اسم البطل هناك «ألف من يدلك».

عند وصولنا إلى منزله وجدنا رجلاً يجلس على كرسيه أمام منزله البسيط، بلحية بيضاء، تعلوه هيبة وشموخ الأبطال، صلبًا رغم قسوة السنين.. قابلنا البطل الجسور بترحاب كبير، ومع اشتياقنا لسماع حكاياته طلبنا منه أن يقص علينا ذكرياته مع النصر العظيم، الذي يعيش معه في كل لحظة تمر عليه في تلك الأيام كأنها حاضر يمر أمام عينيه.

 

يقول العباسي: «التحقت بكتاب القرية، وحصلت على الشهادتين الابتدائية والإعدادية، وتزوجت وأنا في عمر الـ17 من عمري، حتى رزقني الله بنجلي الأول جلال، قبل أن التحق بالتجنيد، لأقضي في الجيش 10 سنوات كاملة، منذ عام 1968، حتى أنني أصبت عدة إصابات في حرب الاستنزاف، حتى حققتنا النصر العظيم في 6 أكتوبر 1973».

إثارة الرعب في قلوب الإسرائيليين

ويضيف: «بداية تجنيدي كانت في الإسماعيلية، ومن ثم انتقلت إلى الجبهة في قناة السويس، كنا نحلم بالشهادة ولكن ليس قبل أن يأخذ كل منا روح اثنين أو ثلاثة من العدو، كانت مصر تمر بوعكة اقتصادية وكل الدخل كان مخصصًا وقتئذ للقوات المسلحة، تلقينا الأوامر بعبور 12 جندي قناة السويس ليلاً وتدمير دورية إسرائيلية، وبالفعل قمنا بتدميرها وعدنا بـ3 أسرى إسرائيليين، وعمنا بهم إلى شط القناة، الأمر الذي أثار الرعب في قلوب الإسرائيليين عن الجندي المصري الذي قام بكل هذا ومعه بندقية وكريك، ليردوا بعدها علينا بغارة من الطيران واستشهد منا 4 وتلقيت إصابات في فخذي الأيمن».

 

وتابع العباسي: «وفي يوم الجمعة التاسع من رمضان، حثنا الخطيب في الصلاة على روح  النصر والحرب وقوة إيمان الجندي المصري وصلابته في ميدان المعركة، وتلقينا الأوامر بالتمويه، منا من يتسلى بعيدان القصب، ومن يلعب ويغني حتى نعطي العدو رسالة بالاسترخاء التام، وبالفعل هذا ما حدث، وفي اليوم الثاني الموافق 10 رمضان السادس من أكتوبر، في تمام الساعة 2 ظهرًا كانت ساعة الصفر.. رأينا سرب الطيران المصري يمر فوق رؤوسنا ويوجه ضربات قاسية للعدو في أقل من 5 دقائق، ليأتي دورنا نحن المشاة في عبور قناة السويس على عوامة تحمل 10 جنود، لنقوم بتدمير خط بارليف المنيع، وتوجهت نحو دشمة حصينة منيعة في خط بارليف بصحبة قائد كتيبتي المقدم ناجي، وقتلت الجنود الإسرائيليين الذين يتوارون خلف تلك الدشمة، في الوقت الذي تدك فيه المدفعية المصرية حصون العدو، لتغذو مظاهر النصر والفرحة قلبي، وبدون أن أشعر تخليت عن الألقاب وناديت بكل قوتي (مبروك يا ناجي، مبروك يا ناجي)، ليرد القائد قائلاً: (مبروك يا عباسي ارفع العلم يا بطل)، فقمت بإنزال العلم الإسرائيلي ورفعت علم مصر».

 

محمد أفندي رفعنا العلم

ومضى يقول: «في ثاني أيام عيد الفطر كانت عودتي لقريتي القرين، ووجدت الأهالي في انتظاري ومأمور قسم القرين وأحضروا حصانًا لأمتطيه، مرددين هتافات النصر، وكان منها (محمد أفندي رفعنا العلم) اللقب الذي صاحبني حتى هذه اللحظة».

 

واختتم البطل العباسي قصته بقوله: «تلقيت العديد من التكريمات في عهد الرئيس السادات، وأهداني رجل أعمال فيلا في شارع الهرم، وأوجه ندائي للشباب المصري بأن يقتدوا بأبطال حرب أكتوبر المجيدة، وتلك الروح التي لا تقهر».

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة