هبة عبدالعزيز
هبة عبدالعزيز


يائيل ابنة ديان ... طوبي للخائفين «١»

هبة عبدالعزيز

السبت، 09 يونيو 2018 - 03:59 م

"إنني أحس بالذنب نحوك، فقد قتلت الجانب الطيب فيك وهو الخوف، لقد كنت نموذجا سيئا لك... لقد قتلتك لأنني نفسي قتلت بنفس الطريقة من قبل"....

"لقد كنت فاسدا وقويا في البداية وهأنذا أنتهي فاسدا وضعيفا .. ان المرء يحتاج إلي شجاعة لكي يخاف .. ولم تكن لدي هذه الشجاعة ولا أنت فأنت مهدد بمصيري ، سوف تجن وتدمر كل ما حولك، وتدمر نفسك قبل كل شيء، نصيحتي لك أن تترك أولادك يلعبون كالأطفال، لا تدعهم يشبون علي هذا الطراز الجديد الذي يزعمون .. لا تصنع منهم صخورا .. إنني أترك الأرض لكي ألحق ممن هم أحسن مني مثل "لاميش"!".

كتب تلك الكلمات "جيديون"أو الملقب ب"الصخرة"، وذلك في رسالة طويلة كان قد تركها لخليفته في حمل هذا اللقب "نيمرود"، كتبها قبل أن يفرغ الرصاصة في جوفه وينتحر ....

ولكن من هما "جيديون"ونيمرود" ؟؟.

أنهما أبطال رواية "طوبي للخائفين" ل "يائيل دايان".

ممممم "دايان"!!.

نعم ... إنه هو تماما كما تبادر إلي أذهانكم .... ف "يائيل" هي ابنه الصهيوني الإرهابي "موشي دايان" أحد أهم القادة العسكريين في إسرائيل.

و"طوبي للخائفين" بخلاف أنها رواية مكتوبة بطريقة فنية جذابة ومتقنة، إلا أن فكرتها الأساسية أو محور أحداثها هو أكثر ما لفت انتباهي ، فكم هي خطيرة جدا تلك الرواية! وكأن الكاتبة تريد أن تخلص في نهايتها إلي أن "اسرائيل" تخشي السلام أكثر من الحرب! وتوضح لنا أيضا أن الصهيونية عقيدة فاسدة تقوم بالأساس علي إفتراض وجود عدو، لذا فهي تعزف علي لحن الخوف طوال الوقت. وهذا المعني هو ما حاولت "يائيل" إبرازه وتجسيده من خلال أحداث وأبطال روايتها ، تلك الرواية التي هي أشبه أن تكون تحقيقا وتحليلا نفسيا للمجتمع الإسرائيلي ولدولة اسرائيل.. ومن خلال تطور الأحداث في رواية "طوبي للخائفين" تكشف لنا "يائيل" بنظرة نقدية جريئة عن الأزمة العميقة في المجتمع الإسرائيلي من خلال "الفرد" كاشفة عن زيف النموذج المعصوم الذي خلقه الأدب الايديولوجي الصهيوني العنصري.وسأستكمل معكم بإذن الله في الأسبوع المقبل سرد باقي أحداث الرواية والتعليق عليها.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة