الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب


«فقراء أمريكا».. وعود ترامب التي تبخرت في الهواء

ناريمان فوزي

الإثنين، 11 يونيو 2018 - 11:46 ص

يعيش العالم في فجوة اقتصادية لا تخفى على أحد، وخلقت لدى المجتمعات حالة من الـ«طبقية»، وأضرت بالطبقة الوسطى التي تلاشت بالفعل لدى الكثيرين.

 

وتعتبر الولايات المتحدة أرض الأحلام بالنسبة للملايين من الشباب حول العالم، فالحلم الأمريكي يظل يداعبهم ويدفعهم لفعل المستحيلات من أجل تحقيقه، والفوز بالعيش الرغد والحياة وسط مجتمع يتظاهر باحترام الحريات، ولا يوجد به فقير أو عاطل أو منبوذ.

 

ولكن تلك الصورة الخيالية، باتت حقيقتها واضحة، وتأكد الجميع من صدقها ليس هذا فحسب بل تهاوت وعود رؤسائهم وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الذي وعد بإعلاء مصالح الفقراء فوق أي مصلحة، ومساندتهم والعمل على رفع مستوى معيشتهم، ولكن بعد مرور عام ونصف العام على حكمه، تبخرت تلك الوعود الانتخابية، ولم يظل على أرض الواقع سوى فقراء ازدادوا فقرا.

 

ولخص خبير في الأمم المتحدة - مختص بشؤون حقوق الإنسان، إلى أن الفقر في الولايات المتحدة واسع النطاق، ويستفحل في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي يبدو أن هدف سياساته هو إلغاء شبكة الأمان التي تحمي ملايين الفقراء فيما تكافئ الأغنياء.


 

ودعا فيليب ألستون - مقرر الأمم المتحدة، بشأن الفقر المدقع وحقوق الإنسان، والسلطات الأمريكية إلى توفير حماية اجتماعية قوية ومعالجة المشكلات الكامنة وراء ذلك بدلا من معاقبة ومحاصرة الفقراء، قائلا في تقريره:«إنه على الرغم من تقليص الرعاية الاجتماعية، وإمكانية الحصول على تأمين صحي فقد منح الإصلاح الضريبي الذي قام به ترامب كبار الأغنياء والشركات الكبرى مكافآت مالية غير متوقعة مما زاد من التفاوت».

 

وأضاف أن السياسات الأمريكية المتبعة منذ الحرب التي أعلنها الرئيس ليندون جونسون على الفقر في الستينات كانت تتسم بالتقصير  في أفضل الأحوال، لكن السياسات التي تم انتهاجها في العام المنصرم استهدفت عن عمد إلغاء وسائل الحماية الأساسية للأكثر فقرا ومعاقبة العاطلين وجعل حتى الرعاية الصحية الأساسية امتيازا يتم اكتسابه بدلا من أن تكون أحد حقوق المواطنة.

 

وأشار ألستون إلى أن ما يصل إلى 41 مليون شخص يشكلون نحو 12.7% يعيشون في فقر فيما يعيش 18.5 مليون في فقر مدقع ويشكل الأطفال واحدا من كل ثلاثة فقراء، وأضاف أن الولايات المتحدة لديها أعلى معدل لفقر الشباب بين الدول الصناعية.

 

لكن البيانات التي استشهد بها في التقرير من مكتب الإحصاء الأمريكي تتوقف عند عام 2016 ولم تقدم أرقاما للمقارنة بشأن مستويات الفقر قبل وبعد وصول ترامب للسلطة في يناير من عام 2017.

 

من جهة أخرى، نوه خبير متخصص في الشأن الأمريكي بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حقق أكبر خسائره، بسبب هذا التقرير الأممي الذي تحدث عن ارتفاع نسب الفقر والبطالة في عهده في أمريكا، مضيفا في تصريحات خاصة للوكالة الروسية"سبوتنيك"، بأن ترامب تعامل مع الأمريكيين منذ اليوم الأول بعقلية رجل الأعمال، والشعب الأمريكي تفهم هذه النقطة، خاصة مع وعود الرئيس بتحسين الاقتصاد والارتفاع بمستوى الدخول، اعتمادا على توفير ما يتم إنفاقه في الشرق الأوسط تحديدا.

 

ووعد ترامب شعبه منذ البداية، بأن يتوقف عن إنفاق ضرائبهم على تمويل المخططات الأمريكية - وتحديدا الحروب - في منطقة الشرق الأوسط، واتخذ بالفعل إجراءات استبدال الضرائب الأمريكية بأموال الخليج، ولكن المحصلة لذلك كان يجب أن تعود على المواطن الأمريكي، الذي اتضح أنه «ازداد فقرا»، كما أنه حقق خطوات كاملة تتعلق بالإصلاحات الداخلية المطلوبة، حتى أن الشكل النهائي لإدارته الأمريكية لم تتضح معالمه بعد، في ظل حالة من الاضطراب داخل أروقة الإدارة، بسبب موجة الإقالات التي يقوم بها كل فترة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة