وكيل الأزهر الأسبق الشيخ محمود عاشور
وكيل الأزهر الأسبق الشيخ محمود عاشور


مواقف خالدة في حياة وكيل الأزهر الأسبق الشيخ محمود عاشور

إسراء كارم

الإثنين، 02 يوليه 2018 - 01:17 م

رحل عن عالمنا العالم الجليل الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، صباح الاثنين ٢ يوليو.

واستعرض الشيخ أحمد ربيع، وهو من علماء الأزهر الشريف، مواقف خالدة من حياته، والتي جاءت كالتالي:

الموقف الأول: «الخطبة الأولى»

- سئل الشيخ محمود عاشور ما هو الموقف الذى مر بك فى الحقل الدعوى ولا تستطيع نسيانه؟ 

فقال: «أذكر أننى خطبت الجمعة للمرة الأولى في حياتي وكان عمري لا يتجاوز الخمسة عشر عاما، وقد حدث ذلك أثناء قضاء الإجازة في القرية حيث فوجئت بجدي يطلب مني أن أخطب الجمعة».

«كان ذلك يوم الثلاثاء وقال أمامك ثلاثة أيام لتعد خطبة جيدة ـ وكان جدي هو الذي يتولى أمر الخطابة في مسجد القرية ـ وبالفعل بدأت في تحضير الخطبة وبعد أن انتهيت عرضتها على جدي فقال هذه خطبة جيدة ولكن غير هذه النقطة وضع هذه هنا وتلك هناك وأعاد صياغة ما كتبت».

«وقال لا تقرأ من ورقة لأن ذلك يجعلك تنسى ولو وقعت الورقة من يدك لأفسدت الصلاة كلها لكن حدد عناصر رئيسية ثم تحدث عن كل عنصر دقيقتين أو ثلاث وبالفعل جعلت موضوع الخطبة موزعا على عدة عناصر».

«ومساء الأربعاء جلس جدي فى المنضرة، وقال لي اعتبرني أنا والكراسي والأثاث كالمصلين في المسجد وألقي الخطبة ولما انتهيت قال هذا جيد وفي صباح الجمعة أجرى جدي معي ما يمكن أن نسميه البروفة الآخيرة وأثناء الصلاة جلس بجوار المنبر وبعد الأذان قال لي: تفضل ياأستاذ وهذه هي المرة الوحيدة التي قال لى فيها ياأستاذ في حياته وبدأت الخطبة فقلت الحمد لله ويبدو أن صوتى كان منخفضا جدا لدرجة أن أحدا لم يسمعه فتنحنح جدي في إشارة لي بأن أرفع من صوتي»

«وبعد الصلاة أعرب لجدي بعض المصلين عن إعجابهم بي وبالخطبة فقال لهم مزهوا وفرحا إن محمود هذا ولدي وبعد أن ذهبنا إلى البيت قال لي كنت مستعجلا وأنت تلقي الخطبة هل كان أحد يضربك بالكرباج وأعطاني ريال فضة وكان هذا المبلغ ـ الكبير فى ذلك الوقت ـ مكافأة لأول خطبة جمعة خطبتها فى حياتي».

 

الموقف الثاني: « جده والأزهر»

- كان الشيخ محمود عاشور في كفالة جده، الذي كان من الأزهريين المحبين للعلم والدعوة - وإن ولم يكمل تعليمه فب الأزهر ولكنه كان يمارس الدعوة بما حصله من علوم ومعارف، فكان حفيده محمود هو الأمل بالنسبة له ليحصل ما لم يحصله هو، ولذلك وهبه للأزهر.

 

 وغضب عليه عندما تقدم بأوراقه إلى كلية دار العلوم لأنه كان يرغب فى أن يراه عالما من علماء الأزهر وشيخا لأحد معاهده الدينية، ويحكي الشيخ محمود عاشور لحظة علم جده بتقدم أوراقه لدار العلوم فيقول: «تقدمت بأوراقى إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وكان جدي في ذلك الوقت في مرضه الآخير الذي مات فيه ولما أخبرته بما فعلت حزن حزنا شديدا وقال يابني لقد وهبتك للأزهر فلماذا تقدمت لكلية دار العلوم؟ هل لأن هذه الكلية توجد فيها بنات؟ وقال إذا ذهبت إلى دار العلوم فإن ربي وقلبي غاضبان عليك ولن أسامحك أبدا وهنا تدخل أحد أقاربي، وقال إن جدك يحبك حبا عظيما ولا تجعله يموت وهو غاضب عليك وبالفعل سحبت أوراقي من كلية دار العلوم، ثم التحقت بكلية اللغة العربية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة