د. إيمان مرعي
د. إيمان مرعي


حكايات| إيمان مرعي.. قصة مروضة «الكائنات الدقيقة» مع تحلية المياه

حسنات الحكيم

الثلاثاء، 03 يوليه 2018 - 04:40 م

تلعب الكائنات الحية الدقيقة دورا مهما في الطبيعة، وكل يوم يكشف العلم فائدة جديدة لها، إلا أنه تحتاج لمروض يستفيد منها فى تحسين حياة الإنسان.

ومن هذا المنطلق عكفت د. إيمان مختار مرعي أستاذ مساعد الميكروبيولوجى بكلية الزراعة جامعة عين شمس وفريق علمي برئاسة أ.د. عبد الغني الجندي أستاذ الري المتفرغ بقسم الهندسة الزراعية بالكلية منذ عدة سنوات على إجراء العديد من الأبحاث عن معالجة المياه وتحليتها.

اكتشف الفريق أن هذه الكائنات الحية الدقيقة تلعب دورا مهما في المعالجة البيولوجية لمياه الصرف الصحي وتحلية المياه المالحة بطريقة آمنة ومحافظة على البيئة والصحة العامة لاستخدامها في الزراعة.

نتائج مبهرة


تقود د. إيمان: «قمت أنا والفريق البحثي برئاسة أ.د. عبد الغني الجندي بإنتاج مركبين بيولوجيين في صورة سائلة (محلول) أحدهما بكتيري والآخر طحلبي بهدف استخدامهما في تحلية المياه المالحة، وكذلك معالجة مياه الصرف الصحي بعد معاملتها فيزيائيا في محطات تجميع مياه الصرف، ومعالجتها بأماكن ومواقع مختلفة بمصر، وتمت تجربة هذه المركبات في عدة مواقع بمحافظات مختلفة».

 

اقرأ حكاية أخرى: عالم مجنون خطط لإنقاذ أوروبا عبر تجفيف البحر المتوسط


وتضيف: «توصلنا إلى نتائج مبهرة، حيث بلغت نسبة الإزالة للمادة العضوية الموجودة من 80- 85 %، كما وصلت نسبة إزالة  العناصر الثقيلة- مثل الحديد والزنك والرصاص والنحاس والمنجنيز- إلى 75- 85%، وذلك بعد 24 ساعة في حالة المركب البكتيري و32 ساعة للمركب الطحلبي، وتم نشر ذلك بمؤتمر دولي بأمستردام بهولندا عام 2016».
ترويض الكائنات الدقيقة

وعن استخدام الكائنات الدقيقة، قالت «مرعي»: «قمنا بتعديل تركيب هذين المركبين لزيادة كفاءتهما وقدرتهما على تحلية المياه المالحة، حيث تم استخدامهما في تحلية مياه عالية الملوحة مجمعة من مواقع بسيناء».

وأوضحت أن العملية أسفرت عن نتائج ممتازة في خفض الملوحة وتحلية المياه، حيث كان تركيز الملح في المياه قبل المعاملة 21632 جزءاً فى المليون، وبعد المعاملة لمدة 60 ساعة بالمركب البكتيري انخفضت إلى 13248 جزءا في المليون أي تمت إزالة الملوحة بنسبة 38% وبعد 72 ساعة بالمعاملة بالمركب الطحلبي انخفضت النسبة إلى 14393 جزءا في المليون أي إزالة الملوحة بنسبة 33%، وتم نشر هذا البحث دوليا عام 2017.


اقرأ حكاية أخرى: بالدبابات والمدرعات.. معركة سياحية مصرية في قاع البحر

 

إضافة علمية
 

وتشير العالمة المصرية، إن هذين المركبين يعتبرا من المركبات التي تلعب دوراً مهماً في توفير مياه يمكن استخدامها مرة أخرى في ري بعض النباتات غير الورقية التي تؤكل وكذلك زراعة الغابات اعتمادا على القرار الوزاري رقم 51-92/2013 الخاص بمواصفات وخصائص مياه الصرف الصحي المعالجة المستخدمة للزراعة، حيث وجدنا أن المياه الناتجة بعد انتهاء المعالجة أو التحلية بيولوجيا تكون غنية بالعناصر الغذائية المهمة بالنسبة للنباتات وهي النيتروجين والبوتاسيوم والفوسفات، ولا شك أن استخدام هذه المياه- التي تعتبر مهدرة ولا يستفاد منها- في الزراعة يوفر كميات هائلة من مياه النيل التي تستخدم لهذا الغرض ويساهم في ترشيد استهلاك المياه لأغراض الزراعة خاصة في ظل توجه الدولة لترشيد المياه.

جوائز
 

وعن تكريمها والجوائز التي حازت عليها تقول: «الحمد لله حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات منها الميدالية الذهبية والدبلومة الفخرية من الاتحاد الفيدرالي الفرنسي للمخترعين، والميدالية الفضية والدبلومة الفخرية من معرض جنيف الـ 46 الدولى لشباب المخترعين بسويسرا هذا العام 2018، كما تم منحى ميدالية ذهبية من جمعية الصداقة السويسرية المصرية، وحصلت على شهادة معتمدة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وأكاديمية البحث العلمي، إلى جانب منحى درع تكريم من أ.د. أحمد جلال عميد كلية الزراعة جامعة عين شمس وهو من التكريمات التي أعتز بها جدا لأنه صادر من كليتي العريقة التي أعتز وأفخر بالانتماء إليها».

 

اقرأ حكاية أخرى: جسدك ليس ملكك.. أنت مستوطن من وحوش خفية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة