نجاة الصغيرة
نجاة الصغيرة


«رسالة عتاب».. كيف بدأت علاقة نجاة بـ«نزار القباني»؟

بوابة أخبار اليوم

السبت، 11 أغسطس 2018 - 04:59 م

«سيدة القصائد العربية» لقب استحقته الفنانة الكبيرة نجاة، بعد تعاون مثمر وكبير مع الشاعر نزار قباني.. تعاون تحدثت عنه عدد كبير من وسائل الإعلام بعد مساهماته الكبيرة في مشوار "الصغيرة".

 

التوهج الفني الكبير الذي مرت به نجاة محمد كمال حسني والشهيرة بـ«نجاة الصغيرة» المصرية من أصل دمشق، والذي يعد اليوم 11 أغسطس هو يوم مولدها، جعلها من أشهر رموز الموسيقى العربية في "العصر الذهبي" للخمسينات والستينات من القرن العشرين.

 

وتعتبر العلاقة الفنية بين الشاعر الكبير «نزار قباني» والفنانة الكبيرة «نجاة الصغيرة»، علاقة خاصة فقد كانت هي القمة في "القصيدة المغناة"، وبفضل هذه القصايد استحقت لقب «سيدة القصائد العربية».

 

ولا تقتصر القصائد المغنّاة لنزار قباني على قصائد الحب بل تعدّتها إلى القصائد الوطنية على رأسها «أصبح عندي الآن بندقية» التي صدح بها صوت سيدة الغناء العربي عام 1968.

 

كما ارتبطت نجاة بقباني بقصائد متعددة، منها «أيظن» التي لحنها محمد عبدالوهاب عام 1960، واختيرت الأغنية كأجمل أغنية عربية لعام 1960، و«ماذا أقول له» تلحين عبدالوهاب 1965 وسجلت للإذاعة وأعيد التسجيل بعدها بأيام بسبب تلف التسجيل الأول.

 

رسالة عتاب «أيظن»


تلقيت يومًا ما الفنانة «نجاة الصغيرة»، رسالة من الشاعر الكبير «نزار قباني» وكانت تبلغ حينها 22 عامًا عندما استقبلت قصيدة «أيظن» ووجدت في ظرف الرسالة ورقة جميلة مكتوبًا عليها قصيدة شعريّة باللغة العربية الفُصحى مطلعها «أيظن»، وبتلك الكلمات روت الفنانة «نجاة» كواليس أغنيتها التي تلقت بسببها رسالة عتاب من «نزار».


تقول «نجاة»، في أحد أحاديثها الصحفية عن استقبالها لقصيدة «نزار»: «أحسست بعد قراءة هذا الشعر، أن هناك كنزًا بين كلمات هذه القصيدة، ولكن العثور عليه كان يتطلب صعوبة كبيرة، ولكني حقيقة لم أتلق القصيدة بارتياحٍ كبير، لأن مفرداتها صعبة ولم يسبق لي أن غنيت بتلك اللغة، فقدمتها للموسيقار كمال الطويل أسأله عنها وعن إمكانية تلحينها، فأجاب مستغربا: إيه ده؟.. وكذلك الملحن محمد الموجي، وقررت أن أرسل القصيدة للنشر في إحدى الصحف المصرية، تكريماً لصاحبها الذي أرسلها لي وخصني بها».


وأضافت «نجاة»: «بعد نشرها فوجئت بالفنان محمد عبد الوهاب يتصل بي ويقرأ لي القصيدة من الصحيفة، ويسألني هل هذه القصيدة لك؟ فقلت له نعم، وكان يريد الاستفسار إذا كانت القصيدة قد مرت علي أو قرأتها، وروت له ما جرى، فطلب مني أن أراه كي استمع إلى لحن الأغنية، كانت حينها الساعة الحادية عشرة صباحًا، وأكد عليّ أن ألتقيه بعد ساعتين، وبالفعل حينما ذهبت إليه كان اللحن جاهزاً، وغنيت أيظن للشاعر الكبير نزار قباني وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وخرجت الأغنية للحياة لتحقق حضوراً ساحراً في الأغنية العربية».


ووقت خروج الأغنية للنور قالت «نجاة»،أن الشاعر «نزار» لم يكن متواجدا في مصر أو سوريا وكان يعمل دبلوماسيا في السفارة السورية وذلك في مطلع ستينيات القرن الماضي، وغضب بشدة من أن تخرج أولى قصائده المُغنّاة إلى النور دون أن يسمعها أو يكون قريبًا.. فما كان لديه إلا أن بعث رسالة لـ«نجاة» تضمنت عتابًا لعدم حصوله على نسخة من الأغنية.



ووصل الرد علي رسالة لـ«نزار» من نجاة بطردٍ يحمل الأغنية، التي أسرع بها إلى مُسجّل السفارة لكنه لم يعمل لمشاكل تقنيّة، فبعث إلى الإذاعة الصينية يستشيرهم في حل، فمكنوه من سماعها على أحد أجهزة استديوهاتهم، فشعر حينها فعلًا بضمّة الأب لأول أبنائه.


قصيدة «ماذا أقول له»


تلك القصيدة توجز حكاية التردد بين الذهاب والإياب، بين البقاء والرحيل، وبين النسيان والحضور الذي يلغي كل مفردات الغياب رغماً عنه، ففي كل قصص الحب هناك جريمة هجر وتهمة صد تتبعها رغبة قوية في النسيان والهروب رغبة يتظاهر بها العشاق غير أنهم لا يجيدون الاستمرار فيها عندما يستعصي الأمر على المشاعر.


ينتصف عقد الستينيّات وتغني نجاة ثاني أشهر أغانيها لنزار «ماذا أقول له» من ديوان «الرسم بالكلمات» ويبدو لنا أن القصيدة أعقد لغويّاً من سابقتها، وكذلك موسيقى عبد الوهاب على بساطتها وكذلك أداء نجاة الذي يظهر جليّاً فيه أصداء كلثومية في الأداء، ولكن يظل النموذج الذي ابتدعه نزار في «أيظن» كما هو.


 فبدأت القصيدة أيضا بتساؤل واستنكار لامرأة تواجه رجوع حبيبها وتؤكد على انتهاء تلك العلاقة واستبعادها لأي فرصة لرجوعها إلى ذلك الحبيب، وبنفس المنطق السابق و يبدأ الشك في التسلل إلى عقلها وتتساءل هل من الممكن حقا كراهيته أم لا، ومثل «أيظن»، تلعب الفساتين دورها مرة أخرى فتتساءل «بأي ثوب من الأثواب ألقاه» وتتراجع شيئاً فشيئاً حتى يتأكد لها أن هي كانت مخطئة بشأنه وأن «حتى خطاياه ما عادت خطاياه» وأنها تريد رجوعه مرة أخرى وأنه أن جاء يسألها أن كانت تحبه أم لا فأنها «ألف أهواه».

 


قصيدة «اسألك الرحيلا»


دائماً يتقمص نزار قباني أحياناً لسان المرأة ويكتب بشيء من طبيعتها الناعمة وقد تخلّى تماماً عن ضمير المذكّر وأحاله إلى ضمير أنثوي يبوح بتلك الأشواق الدفينة في أعماق المرأة التي قد لا يتجرأ أحياناً على البوح والاعتراف، وهكذا، كان على هذا الشاعر الجماهيري الذي تسجل مجموعاته الشعرية أعلى نسبة مبيع، كان عليه أن يلعب دور المعترف نيابة عن مئات بل آلاف النساء اللواتي يخضعن لثقافة ذكورية يعتبرنها قيداً على قلب المرأة وعاطفتها.


مازال شعر نزار قباني العاطفي والوطني والسياسي قابلاً للحياة والحركة، رغم مرور سنوات طويلة على رحيله، وذلك ببساطة لأنه شعر الحياة وتفاصيل الحياة بحلوها ومرّها وبياضها وسوادها، ولذلك بالفعل فإن قباني قد أسس مملكة من الكلمات وما كان له أن ينجح في هذا التأسيس وهذا البناء الشعري الأخضر لو لم يذهب إلى نبض الناس ونبض الحياة .


شعر نزار قباني حيّ ومتجدد، بعكس أكداس من الشعراء العرب الثقيلي اللغة والجالسين على أوهام الإبداع، فإذا كتبوا شعراً في الصباح فإنه يتبخر في المساء، وبالتالي، لا شرعية إبداعية لهؤلاء الذين نقول لهم: نسألكم الرحيلا.

 

 

رأي الشاعر نزار قباني والموسيقار كمال الطويل فـي «نجاة الصغيرة»

تحدث نزار قباني عن علاقته الخاصة بنجاة الصغيرة، حيث وصف ما غنته من كلماته وأشعاره بأنها : "الأفضل تعبيرا عن قصائده".


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة