«أفران المحافظة» تهدد حرفة الفخار بالانقراض.. والعاملون: «مصيرنا التشرد»
«أفران المحافظة» تهدد حرفة الفخار بالانقراض.. والعاملون: «مصيرنا التشرد»


«أفران المحافظة» تهدد حرفة الفخار بالانقراض.. والعاملون: «مصيرنا التشرد»

شيماء مصطفى- شيماء محمد- محمد مصطفى بدر

الأحد، 26 أغسطس 2018 - 05:07 م

- العاملون بقرية الفواخير مهددون بالسجن حال عودتهم للفرن البدائي.. والأفران الحديثة متوقفة

- أصحاب الورش: المهنة تنقرض.. ونطالب بتدريب العمال على الأفران الحديثة وحل المشكلات

 

بعد توقف 150 ورشة لصناعة الفخار عن العمل بقرية الفواخير بمدينة الفسطاط؛ بسبب مشكلات فنية بالأفران التي تعاقدت عليها محافظة القاهرة لصالح تلك الورش، وذلك بحسب البيان الصادر عن غرفة صناعة الحرف اليدوية باتحاد الصناعات، قامت «بوابة أخبار اليوم» بجولة في «قرية الفواخير» بمصر القديمة لرصد شكاوى العاملين والمشكلات التي تعاني منها الحرفة.


وكانت محافظة القاهرة قد سلمت ورش الفخار أفران حديثة بديلا عن الأفران البدائية الضارة بالبيئة، لكن غرفة صناعة الحرف اليدوية باتحاد الصناعات أكدت في بيانها أن تلك الورش لم يتم فحصها من قبل لجنة فنية، ما نتج عنها ظهور مشكلات عدة ولاسيما عدم وجود «الولاعات» الخاصة بالأفران، ما تسبب في توقف تلك الورش.  

 
«أفران المحافظة» لا تعمل 


في البداية يقول صلاح محمد، صاحب أحد ورش صناعة الفواخير، إن المحافظة جلبت للورش فرن جديد يستخدم في حرق المنتجات الفخارية، ويعمل بالغاز والكهرباء، وذلك حفاظا على البيئة، بديلا عن الفرن البدائي الذي كان يعمل بالخشب، لكن لم يتم توصيل الغاز حتى الآن بالقرية حتى يتم بدء العمل بالأفران الجديدة، وهو ما سبب توقف العمل بالقرية.


السجن والغرامة عقوبة العودة للفرن البدائي


والتقط منه «أشرف. م»، أحد العاملين بصناعة الفواخير بمنطقة الفسطاط، طرف الحديث قائلا: «نخاف من ممارسة عملنا بالفرن البدائي حاليا، خوفا من السجن ودفع غرامة، لأن محافظة القاهرة أكدت لجميع العاملين بقرية الفواخير أنه من سيقوم بالعمل بالفرن البدائي سيتعرض للسجن والغرامة».


وأضاف أن المحافظة أرادت تطوير صناعة الفواخير حفاظا على البيئة، وتم توفير الفرن الجديد الذي يعمل بالغاز بديلا عن الفرن الذي يعمل بالأخشاب لتفادي التلوث الناتج عن عملية الحرق، لكن لم يتم توصيل الغاز حتى الآن بالقرية حتى يتم بدء العمل بالأفران الجديدة.


وأوضح: «تم تسليمنا الأفران منذ شهرين، وعلى الرغم من ذلك العمل متوقف حتى الآن، والكثير من العاملين بالقرية قاموا بتحويل فرن المحافظة كمخزن لأدواتهم».


تدريب العمال 


وطالب المحافظة بتوصيل الغاز في أسرع وقت ممكن للقرية، لأن جميع العاملين بالقرية ليس لديهم عمل آخر يقومون به لتوفير احتياجاتهم، لافتا إلى ضرورة تدريب العاملين بالقرية على استخدام الفرن الجديد إذ أن غالبية العمال يجهلون طريقة تشغيله واستعماله.


وعلق «صلاح . م» على خطة التطوير الجديدة التي تتبعها المحافظة قائلا: «أعمل في المهنة منذ 50 عاما، وورثت فن صناعة الفواخير عن أجدادي، وأقوم حاليا بتوريثها لأحفادي، وليس بإمكان أي شخص تعلم الحرفة التي تحتاج خبرة وتعتمد على الأعصاب في تخمير الطين وتشكيل الفخار والإبداع والابتكار».


وأضاف أن كثير من العاملين بحرفة صناعة الفواخير قاموا بتغيير نشاط عملهم، وهناك عاملين قاموا بتشغيل الأفران بالكهرباء والغاز على نفقتهم الخاصة.


ونوه على أن أصحاب الحرفة في طريقهم للانقراض، وهناك ورش مغلقة كثيرة في القرية، وإيجارها يصل لـ3000 جنيه شهريا، وذلك دفع كثير من العاملين بالمهنة لتركها والبحث عن عمل آخر.


الفرن الحديث وزيادة الأسعار


وأكد «أشرف. م» أحد العاملين بقرية الفواخير، أن الفرن البدائي أفضل من فرن المحافظة الجديد لأنها تحتاج شراء أنبوبة بوتاجاز في كل مرة، وذلك سيكلفني كثيرا وسيؤثر ذلك على أسعار المنتجات الفخارية، وسيقوم الزبون برفض شراء تلك المنتجات بأسعارها المرتفعة، ولكن الفرن البدائي كنا نقوم بتشغيله بالخشب وتكلفة المنتجات الفخارية كانت قليلة للغاية.


وأضاف أن أصحاب الورش يقومون باستخدام فرن المحافظة كمخزن لأدوات عملهم بعد أن تم هدم الأفران البدائية الخاصة بهم، كما أن فرن المحافظة يجبرنا على إنتاج منتجات صغيرة نظرا لأن حجمه صغير لا يسع المنتجات الفخارية الكبيرة التى كنا نقوم بتصنيعها.


انقراض المهنة


ولفت إلى أن العاملين بالورش يحرصون على تطوير المهنة بشكل مستمر لكن قرارات المحافظة تجبرنا على ترك مهنتا، وحاليا 15 ورشة من إجمالي 150 ورشة تمارس عملها بشكل عشوائي. 


حل الأزمة


وقال مسعد عمران، رئيس غرفة صناعة الحرف اليدوية باتحاد الصناعات، إن الغرفة قامت بتسليم محافظة القاهرة مواصفات فنية للأفران المطلوبة وتم إنتاج أفران بمواصفات خطأ، وغير قابلة للتشغيل.


وأكد عمران في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم» أن الغرفة تتواصل حاليا مع محافظة القاهرة لحل تلك المشكلة في أسرع وقت ممكن لإنقاذ العاملين بقرية الفواخير من تلك الأزمة.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة