نيكي هايلي
نيكي هايلي


نيكي هايلي .. امرأة تُنصب نفسها عدوة للفلسطينيين

أحمد نزيه

الأربعاء، 29 أغسطس 2018 - 01:39 ص

امرأة تعتبر إحدى الشخصيات الفاعلة بقوة في القرار السياسي بالولايات المتحدة، إنها نيكي هايلي سفيرة بلادها لدى الأمم المتحدة، ومندوبتها الدائمة لدى مجلس الأمن، التي دأبت على اتخاذ مواقف سياسية محابية لإسرائيل في صراعها مع الشعب الفلسطيني.

تصريحاتٍ أدلتها نيكي هايلي لإحدى المعاهد الأمريكية رسخت موقفها المناهض لحقوق الشعب الفلسطيني، والمشكك في مطالبه المشروعة التي ينادي بها منذ أن وطأ الاحتلال بأقدامه في أرض فلسطين قبل نحو سبع عقود.

تشكيك في أعداد اللاجئين الفلسطينيين

نيكي هايلي انتابتها اليوم الريبة بشأن أعداد اللاجئين الفلسطينيين، طبقًا لإحصاءٍ أجرته هيئات تابعة للأمم المتحدة، مطالبةً وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بإجراء بحثٍ دقيقٍ حول أعداد اللاجئين.

وتتهم هايلي "الأونروا" بالمبالغة في أعداد اللاجئين، وقد أذعنت عن ذلك في تصريحاتٍ أسدتها يوم الثلاثاء لمؤسة الدفاع عن الديمقراطية الأمريكية (معهد بحثي بواشنطن يبدي تعاطفًا تجاه إسرائيل).

 وتقول الأونروا إنه يوجد نحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، معظمهم أحفاد أشخاص فروا من فلسطين في حرب 1948، وإنها تقدم مساعدات لهذا العدد من اللاجئين..

وخفضت الولايات المتحدة مساعدتها للأونروا هذا العام من 350 مليون دولار إلى 60 مليون دولار، وهي التي كانت قد تعهدت بدفع 350 مليون دولار خلال العام، قبل أن تحنث بتلك الوعود، بعد الموقف الفلسطيني سواء على الصعيدين الرسمي والشعبي الرافض لأن تلعب واشنطن دور الوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعدما اعترفت بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

وحول دعم الولايات المتحدة للأونروا، قالت هايلي "سنكون أحد المانحين إذا قامت أونروا بإصلاح ما تفعله.. إذا غيرت بشكلٍ فعليٍ عدد اللاجئين إلى عدد دقيق سنعيد النظر في شراكتنا لهم".

«حق العودة» محل شك عند هايلي

ليس هذا فحسب، فنيكي هايلي شككت اليوم في حق الفلسطينيين في طلب العودة إلى أراضيهم التي احتلتها إسرائيل، وتراه ليس ملزمًا لأي تسوية نهائية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في خطوة تؤجج مشاعر الفلسطينيين ضدها أكثر فأكثر.

ويقود الفلسطينيون منذ أواخر مارس الماضي، مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت شرارتها من غزة، صوب الأراضي المحتلة، ودفع ثمنها مئات الفلسطينيين الذين قضوا نحبهم خلال تلك المسيرات.

تأييد مطلق لتهويد القدس

وبالعودة للوراء قليلًا، إلى شهر ديسمبر الماضي، حينما اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل، كان موقف هايلي مثبتًا لقرار الرئيس الأمريكي.

وأجهزت هايلي على مشروع قرار مصريٍ في مجلس الأمن ضد القرار الأمريكي، القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وكسرت إجماع 14 دولة عضو بالمجلس، باستخدام حق النقض "الفيتو"، الذي أبطل مشروع القرار المصري الرافض للاعتراف بالقدس عاصمةً لدولة الاحتلال الإسرائيلية.

ولم تكتفِ مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لمجلس الأمن بذلك بل كثفت من تهديداتها آنذاك ضد البلدان التي ستصوت لصالح مشروع قرارٍ عربيٍ يدين قرار ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلةً حينها إن الولايات المتحدة ستسجل أسماء تلك البلدان، وستوقف المساعدات التي تمنحها إياهم.

تهديدات نيكي هايلي ومن قبلها دونالد ترامب لم تجدِ نفعًا، فقد صوّتت 128 دولة من جميع أنحاء العالم لصالح مشروع القرار العربي، في حين رفضته فقط تسعة بلدان من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، مقابل امتناع 35 دولة عن التصويت آنذاك.

وفي ضوء ما سبق ذكره، يتضح لنا أن إدارة الرئيس الأمريكي لا تزال على موقفها الداعم لإسرائيل على طول الطريق، دون الاكتراث بالحقوق التاريخية للفلسطينيين، التي سُلبت عنوةً، ولا يزال المحتل يتمتع بظهيرٍ أمريكيٍ رغم إجرامه المتواصل.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة