خيرت فيلدرز
خيرت فيلدرز


خيرت فيلدرز.. المتطرف الذي مرّ من إسرائيل ليتطاول على «النبي محمد»

أحمد نزيه

الأربعاء، 29 أغسطس 2018 - 08:33 م

يومًا ما في قديم الزمان رمى أحد مشركي قريش الرسول "صلى الله عليه وسلم"، بوصف "الأبتر"، أي الذي ينقطع نسله لأنه لم يعش له ولد، فكان الرد من المولى – عزوجل- لرسوله بآية لا تزال تتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها "إنَّ شانئكَ هو الأبترُ"، فبقى ذكر الرسول إلى يوم يبعثون، ومُحي ذكر من ظن أن اسمه سيبقى أكثر من النبي محمد.

خيرت فيلدرز بات حلقةً جديدةً من حلقات عداء اليمين المتطرف للإسلام، والوصول لحد التطاول على المقدسات الإسلامية، والتي يأتي في مقدمتها سيدنا محمد "عليه الصلاة والسلام"، دون الاكتراث بمشاعر المسلمين من أرجاء العالم، الذين يشتعلون غضبًا من تلك التصرفات التي تحمل ازدراءً للدين الإسلامي.

من الدنمارك أُوقدت نار الإساءة للرسول عام 2006، وأصبحت من بعدها هولندا مستنقعًا للإساءة للنبي محمد، فالإساءة التي ينوي فيلدرز أن يجعل ساحة البرلمان الهولندي مسرحًا لها تكمل سلسلة من الإساءات الهولندية المتطرفة للرسول الكريم.
 

ويعد خيرت فيلدرز، نائبًا بالبرلمان الهولندي وينتمي لتيار اليمين المتطرف، ويتزعم حزب الحرية اليميني، الذي أصبح ثاني أكبر أحزاب البلاد، وبات فيلدرز يتزعم المعارضة في البلاد.

 

ويوم الجمعة الماضي، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته للصحفيين، إنه من الصعب أن يتفهم "الهدف الإيجابي" الذي يأمل فيلدرز في تحقيقه لكن النائب المعارض يمارس حقوقه بموجب القوانين الهولندية المتعلقة بحرية التعبير.

 

مسابقة للإساءة للرسول

 

ويخطط فيلدرز لتنظيم المسابقة في مكتب الحزب داخل مبنى البرلمان، ويقول إن من حقه تنظيمها بموجب قوانين حرية التعبير السارية في البلاد.

 

كما يشير زعيم حزب الحرية إلى أنه سيقوم بتعليق تلك اللوحات التي تحمل رسوم مسيئة للرسول محمد "صلى الله عليه وسلم"، على باب الغرفة المخصصة للحزب داخل مقر البرلمان الهولندي.

 

حياته على المحك

وعلى ضوء ذلك، لم تعد حياة اليميني المتطرف فيلدرز في مأمنٍ من هجماتٍ فرديةٍ قد يقوم بها مسلمون استشاط دمهم غيرةً على نبيهم، فقد اعتقلت الشرطة الهولندية رجلًا يبلغ من العمر 26 عاما للاشتباه بتهديده بمهاجمة السياسي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز بسبب إعلانه عن تنظيم مسابقة للرسوم الكاريكاتيرية تصور النبي محمد، وذلك حسبما ذكر يون رينسن المتحدث باسم الشرطة الهولندية.

 

ومن المعتقد أن هذا الشخص نشر تسجيلًا مصورًا على فيسبوك، قال فيه إنه على بعد مسافة 5 دقائق من مبنى البرلمان في لاهاي.

 

وأضاف في التسجيل الذي عرضته محطة "إن.أو.إس" التلفزيونية الوطنية، أن فيلدرز سيكون هدفه الوحيد وأنه واثق من أن الله سيعينه على من يسخرون من النبي محمد.

 

ويبدو أن مصير ثيو فان جوخ ليس ببعيدٍ عن خيرت فيلدرز، فالممثل والمخرج الهولندي لقى مصرعه في نوفمبر عام 2004 على يد مغربي مسلم يُسمى محمد بويري، بعدما قام بإخراج فيلمٍ مسيءٍ للإسلام.

 

مواقف سابقة

 

ولا تعتبر نيته التطاول على النبي محمد أمرًا مستحدثًا على شخصية خيرت فيلدرز، فسبق له أن وصف المغاربة بالعنصريين، معتبرًا إياهم سبب المشاكل الإجرامية في هولندا إضافةً إلى الأتراك.

 

وفي بداية حياته، عمل فيلدرز بعد إنهائه دراسته الثانوية في إسرائيل لمدة سنتين، وهو لا يزال مولعًا بإسرائيل ولديه علاقاتٌ وطيدةٌ بعدد من قياداتها، ويرى فيلدرز أن إسرائيل تقاتل من أجل القدس نيابةً عن الأوروبيين.

 

ويعتبر فيلدزر القدس مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم، فقد قال من قبل "سقوط القدس في أيدي المسلمين، يعني سقوط أثينا وروما، لذا، إسرائيل هي خط الدفاع الأول عن الغرب، هذا ليس صراع حول الأرض بل معركة أيديولوجية، بين عقلية الغرب المحررة وأيديولوجية الإسلام الهمجية، -حسب وصفه-  هناك دولة فلسطينية مستقلة منذ عام 1946، وهي مملكة الأردن -حسب زعمه-".

 

أما بالنسبة لتطاول على الإسلام فليس بجديدٍ عنه أيضًا، فقد طالب من قبل بحظر القرآن في هولندا، علاوةً عن طلبه من المسلمين تمزيق نصف القرآن إذا ما أرادوا البقاء في هولندا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة