حيدر العبادي ومقتدى الصدر
حيدر العبادي ومقتدى الصدر


انفراجة في تشكيل الحكومة العراقية بعد أشهر من تعثر المفاوضات

أحمد نزيه

الإثنين، 03 سبتمبر 2018 - 12:50 ص

احتاجت الكتل السياسية المؤلفة لمجلس النواب العراقي إلى ما يربو على مائة يومٍ، لتتمكن أخيرًا من تأليف تكتلٍ برلمانيٍ موحدٍ، يتمكن من تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ويخرج البلاد من مأزقٍ سياسيٍ حقيقيٍ كانت في الطريق إليه.

 

ستة عشر كيانًا سياسيًا توحدوا اليوم تحت رايةٍ واحدةٍ، لتصبح أزمة تشكيل الحكومة العراقية على مشارف الانتهاء، ولتطوي معها العراق صفحة الخلافات والنزاعات السياسية، التي تعصف باستقرار بلاد الرافدين.

 

ستة عشر كيانًا يتقدمهم تحالف "سائرون" المدعوم من رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الحائز على أكبر حصة من مقاعد البرلمان العراقي (54 مقعدًا)، وائتلاف النصر، الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي، والذي حل ثانيًا في الانتخابات (42 مقعدًا)، إضافةً إلى ائتلاف الوطنية، الذي يقود رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، والحائز على 21 مقعدًا بالبرلمان.

 

وجرت الانتخابات البرلمانية في العراق في منتصف شهر مايو الماضي، وهي ثاني انتخابات في العراق بعد الانسحاب الأمريكي من بلاد الرافدين عام 2011، ورابع انتخابات تشهدها البلاد منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

الانتخابات شابتها بعض الانتهاكات التي عكرت صفوها على الصعيد السياسي، واستدعت إعادة فرز أصوات بعض المحافظات العراقية يدويًا من جديد، بعد أن شهدت تلك المحافظات خروقاتٍ عدةً على صعيد العملية الانتخابية.

أزمة الانتخابات انتقلت من مشهد التجاوزات التي شهدتها العملية الانتخابية، إلى مرحلة تأليف الحكومة العراقية، والعمل على الحيلولة دون إفشال تلك الانتخابات، وإرغام العراق على إجراء انتخاباتٍ جديدةٍ بعد الفشل في تأليف الحكومة، باعتبار عدم حيازة أي كيان سياسي على الأغلبية المطلقة أصبحت تتطلب تشكيل حكومة ائتلافية.

اتفاق مسبق

وبعد أن توصل 11 كيانًا سياسيًا في العراق لاتفاقٍ في وقتٍ سابقٍ يوم الأحد، يشكلون 162 نائبًا بالبرلمان الجديد، كان التحالف في حاجة لثلاثة أعضاء آخرين ليتمكن من حيازة الأغلبية المطلقة، حيث يتألف البرلمان العراقي من 329 عضوًا، والأغلبية المطلقة تتشكل من 165 عضوًا على الأقل.

لكن مع التحاق خمسة كيانات أخرى بالتكتل المشكل، أصبح عدد النواب المؤلفين لهذا التحالف 177 عضوًا، بزيادة اثني عشر عضوًا على الحد الأدنى المطلوب لتشكيل الحكومة العراقية.

وبات رهان التكتل الجديد هو إتمام عملية تشكيل الحكومة بنجاح، والعمل على تلافي ما يعكر صفو ذلك، لتبدأ من بعدها العراق مرحلة جديدة في حياتها السياسية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة