بيزنس عمليات السمنة - صورة تعبيرية
بيزنس عمليات السمنة - صورة تعبيرية


«هوس التخسيس» ينعش بيزنس عمليات السمنة.. وخبراء يكشفون المخاطر والبدائل

أسامة حمدي

الثلاثاء، 02 أكتوبر 2018 - 08:44 م

- «الباسل»: تسرب مكان العملية وهشاشة العظام والفشل الكلوي والحصوات.. أبرز المخاطر

- 19 مليون مصري مصابون بالسمنة بينهم 3 مليون طفل.. ومصر ضمن أعلى 10 دول بالعالم

- 10 مليون امرأة تعاني من السمنة.. ومصر الأعلى عالميا بحلول 2025.. وهذه هي الأسباب

- «عبد العزيز»: السمنة تسبب أمراض القلب والسكري والضغط والكبد والكلى.. وهذه هي البدائل

- خبراء يكشفون جدوى كريمات التخسيس وحزام الساونا وحقن «الميزوثيرابي» والشاي الأخضر

 

السمنة هي مرض العصر، وتشكل تهديدا خطيرا على الصحة العامة للإنسان، وبات يعاني كثيرون من مخاطرها الجسيمة، إذ كشفت نتائج الدراسة التي نشرها باحثون متخصصون في مجلة «نيو إنجلاند الطبية» العام الماضي، أن 19 مليون مصري يعانون من السمنة المفرطة، ما يشكل نسبة 35٪ من السكان البالغين؛ وهي أعلى نسبة في العالم، علاوةً على ذلك فإن 3.6 مليون أو 10.2٪ من عدد الأطفال المصريين يعانون من «البدانة».

 

وحذرت الدراسة من أن ذلك يُعدُّ أزمة صحة عامة مُقلقة ومتنامية؛ ما يتسبب بمخاطر حقيقية قد تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، وبأمراض القلب، وبحالات متنوعة من مرض السرطان، وهو ما ينبغي التعامل معها والتصدي لها بجدية وعلى وجه السرعة.

 

كما كشفت منظمة الصحة العالمية أن مصر ضمن قائمة الدول الـ10 الأكثر تضررا من السمنة، كما كشفت دراسة أمريكية نشرتها صحيفة «الديلي ميل» أن حوالي 10 ملايين امرأة في مصر تعاني من السمنة، وتشير الخريطة العالمية للسمنة إلى أن مصر بحلول عام 2025 ستكون الأعلى في العالم.

 

كشفت تلك الدراسات والأرقام عن تفشي مرض السمنة في مصر بشكل كبير، ومدى خطورتها، وبالتزامن معها تنامت في مصر بشكل ملحوظ عمليات جراحة السمنة مثل قص المعدة، وتحويل مسار المعدة، وتركيب حزام للمعدة، وبالون المعدة، وشفط الدهون، وتدبيس المعدة، وثني المعدة، علاوة على حلول آخري انتشرت كحزام الساونا، وحقن الميزوثيرابى، وعمليات الليزر، وكريمات التخسيس، والشاي الأخضر والصيني؛ كل ذلك على أمل التخلص من كابوس السمنة وتحقيق حلم الرشاقة والقوام الممشوق.

 

وتتناول «بوابة أخبار اليوم» في سياق هذه السطور أنواع عمليات جراحة السمنة، ومدى خطورتها ومضاعفاتها، ومعدلات الأمان فيها، وكم تبلغ تكلفتها؟ ومتى يستوجب الأمر التدخل الجراحي؟ والحلول البديلة والأكثر أمنا من التدخل الجراحي، ومدى جدوى وسائل التخسيس بالإعلانات التلفزيونية، وكيفية تجنب مخاطر السمنة من الأساس، والنظام الغذائي المتبع للتخلص منها، ولاسيما ممارسة الرياضة وفوائدها.

 

أسباب السمنة

 

في البداية يقول الدكتور حمدي الباسل، الأستاذ بالمعهد القومي للتغذية، إن السمنة تُعرّف بأنها الزيادة المفرطة للوزن مع زيادة نسبة الدهون في الجسم، وهناك العديد من الأسباب التي تؤدى إلى الإصابة بالسمنة، أولها أسباب وراثية ما بين 40% إلى 70%، مضيفا أنّ أحد أهم المسببات الوراثية الرئيسية في حدوث السمنة هو هرمون «الليبتين».

 

وتابع أن هناك جينات في جسم الإنسان مسئولة عن حدوث السمنة، وهذه الجينات مرتبطة بشهية الإنسان نحو الطعام، وليس بسبب حدوث اضطراب في جين واحد.

 

واستطرد الدكتور «الباسل»، أن الأسباب النفسية تؤدي إلى الإصابة بالسمنة فهناك العديد من الأشخاص حينما تتدهور أوضاعهم النفسية تزداد شهيتهم للطعام، وتجعلهم يتناولون كميات كبيرة من الأغذية دون الانتباه للسعرات الغذائية الهائلة التي تحويها، لافتا إلى أن بعض الأدوية تسبب الإصابة بالسمنة.

 

وأوضح أن تناول الأطعمة كثيفة السعرات الحرارية كالأغذية الغنية بالدهون والحلويات والنشويات، وتناول طعام إضافي بين الوجبات؛ كل هذا يجعل الإصابة بزيادة الوزن عالية جداً، ولاسيما قلة الحركة وعدم ممارسة أي نشاط جسدي وتراكم الدهون يتسبب في الإصابة بالسمنة.

 

أمراض السمنة

 

وذكر الأستاذ بالمعهد القومي للتغذية، أن السمنة تؤدى إلى زيادة مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض كأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم.

 

قياس السمنة

 

ولفت الدكتور «الباسل» إلى أن السمنة تقاس بأساليب عديدة أهمها ما يُعرف بمؤشر كتلة الجسم (BMI - body mass index) ويتم حساب مؤشر كتلة الجسم عن طريق قسمة الوزن بالكيلوجرامات على مربع الطول بالمتر، ويكون الشخص مصاباً بالسمنة إن كان هذا المؤشر لديه يصل إلى 30 أو أكثر.

 

عمليات جراحة السمنة

 

وتابع الأستاذ بالمعهد القومي للتغذية، أن عمليات جراحة السمنة تشمل عملية «تدبيس المعدة» أي تصغير حجم المعدة، والتحكم في قدرة المعدة علي التمدد، وتكبح هرمونات الجوع، وتتم من خلال تدبيس المعدة إلي جزئين دون فصلهم، ويصبح حجم المعدة الجديدة أصغر من المعدة الأصلية، وهناك طرق مختلفة لعملية تدبيس المعدة ومنها:

 

1- حزام المعدة: يتم بتركيب بالون المعدة الذي يتحكم في حجم المعدة، ولا تشمل أي استئصال لجزء المعدة لأنها تقوم بعمل ممر صغير في الجزء العلوي من المعدة لمرور كمية محددة من الطعام و بذلك تقليل كمية الطعام التي تتناولها.

 

2- تصغير المعدة الطولي: قد يطلق عليه البعض تكميم المعدة، ويتم فيه استئصال جزء كبير من حجم المعدة يصل إلي 25% من الحجم الأصلي للمعدة، وترك جزء صغير منها للحد من كمية الطعام التي تتناولها والشعور بالشبع بعد فترة قصيرة.

 

3- التدبيس العمودي الحلقي: يتم تدبيس جزء من المعدة بشكل دائم ويساعد هذا الإجراء في فقدان الوزن حوالي 60 – 70% من الوزن الزائد في سنة واحدة بعد الجراحة.

 

4- ربط المعدة برباط قابل للتعديل: يتم عن طريق استخدام رباط من السيليكون، والذي يمكن تعديل حجمه عن طريق حقنه بمحلول ملحي، أو سحب ما به من محلول ملحي عن طريق منفذ يتم وضعه تحت الجلد مباشرة، ويمكن القيام بهذه العملية بالمنظار، وعادة ما يطلق عليها اسم ربط المعدة.

 

5- ثني المعدة: وفيها يتم تكميم المعدة عن طريق تدبيس جزء منها على شكل «كُم» بالخياطة عوضا عن قص وإزالة نسيج المعدة، مما يحفظ قدراتها الطبيعية على امتصاص الغذاء، ويقلص ثني المعدة من حجم المعدة بشكل كبير مما يساعد المريض على الشعور بالشبع من كميات أصغر من الطعام.

 

نظام غذائي بعد العمليات

 

وأوضح الدكتور «الباسل» أنه بعد جراحات تخفيف الوزن مباشرة، يجب على المريض اتباع نظام غذائي يقتصر على السوائل وذلك يشمل: الشوربة وعصير الفاكهة والمشروبات الخالية من السكر والحلويات الجيلاتينية، كما يجب على المريض الاستمرار على هذا النظام الغذائي حتى تزول آثار العملية الجراحية من الجهاز الهضمي.

 

وتابع: «الخطوة التالية هي تناول أطعمة مضروبة بالخلاط أو مهروسة ويجب أن تكون خالية من السكر لمدة أسبوعين على الأقل، وذلك يتضمن أغذية سائلة أو طريّة تحتوي على نسبة عالية من البروتين مثل اللحوم الطرية، ومنتجات الألبان كما يجب تجنب الأغذية التي تحتوي على نسبة كربوهيدرات عالية».

 

مخاطر ومضاعفات عمليات السمنة

 

ولفت الأستاذ بالمعهد القومي للتغذية، إلى أن عمليات جراحة المعدة قد تؤدى إلي مجموعة من المضاعفات والمشكلات مثل:

 

1- الإصابة بانتفاخ وإسهال بعد تناول الطعام، مما يستلزم تناول وجبات صغيرة أو استعمال بعض الأدوية.

 

2- حدوث تسرب في مكان العملية، وفتق جراحي وعدوى، أو التهاب. 

 

3- الإصابة بأمراض العظام الأيضية التي تتجلى على هيئة هشاشة العظام، وفرط نشاط الغدة الجار درقية الثانوي، والتي تحدث كنتيجة لنقص امتصاص الكالسيوم، كما اتضح وجود علاقة طردية بين نسبة الإصابة بالكسور وعمليات تخفيف الوزن بشكل عام.

 

4- فقدان الوزن بشكل سريع بعد عمليات تخفيف الوزن قد يساعد على الإصابة بحصوات المرارة، عن طريق زيادة قابلية العصارة الصفراوية على تكوين الحصوات.

 

5- فرط أوكسالات البول، والتي قد تؤدي إلى اعتلال الكلية بالأوكسالات، وبالتالي الفشل الكلوي الدائم.

 

6- انخفاض نسبة السكر في الدم، بسبب زيادة إفراز الإنسولين، والتي قد تحدث كنتيجة لفرط تنسج خلايا الجزر البنكرياسية.

 

7- نقص في المغذيات الدقيقة كالحديد، وفيتامين ب12، والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون بسبب عمليات سوء الامتصاص.

 

في أي حالات السمنة يستوجب التدخل الجراحي؟

 

أشار الدكتور «الباسل»، إلى أن عمليات جراحة السمنة تتم عندما يفشل مريض السمنة في إنقاص وزنه باتباع الحميات الغذائية وممارسة الرياضة، وعادة ما يتم هذا التدخل في حال كانت مؤشر كتلة الجسم أكثر من 40.

 

واستطرد، أن خيارات العمليات الجراحية للسمنة تنقسم إلى ثلاثة أنواع؛ وذلك حسب طريقة عملها فالخيار الأول يعمل على تحديد كمية الأكل الداخل للجسم مثل رباط أو حزام المعدة أو تصغير المعدة، والثاني يعمل على تحديد كمية امتصاص الدهون من الأكل مثل عمليات تصغير المعدة وتحويل الأمصار، أما الثالث فيعمل على تحديد كمية الأكل الداخل للجسم وامتصاص الدهون مثل عملية تدبيس المعدة وتحويل الأمصار.

 

تجنب المضاعفات والمخاطر بعد العمليات

 

وذكر الأستاذ بالمعهد القومي للتغذية، أنه لتجنب مخاطر عمليات جراحة السمنة يجب عدم تناول الطعام الذي يحتوي على سعرات حرارية عالية مثل السكريات والمشروبات الغازية والدهون المشبعة، وكذلك الوجبات السريعة والحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف كالخضروات والفاكهة وتناول الأطعمة الغنية بأوميجا3 والموجودة في بعض المكسرات مثل الجوز واللوز، والحرص على ممارسة التمارين الرياضية، فهى أمر هام لمرضى السمنة، فهذه التمارين تعمل على إنقاص الوزن وعلاج السمنة على المدى البعيد.

 

كريمات التخسيس

 

وقال الدكتور «الباسل»، إن كريمات التخسيس انتشرت مؤخرا بدعوى أنها تساعد على التخسيس الموضعي لبعض مناطق الجسم، وهى عبارة عن خليط من أي كريم مرطب أو زيوت نباتية مع الزنجبيل أو خل التفاح، وفى بعض الأحيان مع الشطة الحارة.

 

وشدد على أن كريمات التخسيس لا تأثير لها على دهون الجسم، وذلك لأن الدهون توجد في الجسم كخلايا دهنية تحت طبقات الجلد وحول الأعضاء الداخلية للجسم، لذا استخدام تلك الكريمات على الجلد فإنها لن تؤثر على طبقات الدهون الداخلية، بل تؤدى فقط إلى فرط تعرق الجلد.

 

شفط الدهون و«الميزوثرابي»

 

وأكد الأستاذ بالمعهد القومي للتغذية، أن عملية شفط الدهون هي الحل الوحيد لمشكلة السمنة، إلى أن ظهرت عملية الحقن الموضعي لإذابة الدهون والمعروفة بالميزوثيرابي، وهى مناسبة للبروزات الصغيرة والمتوسطة أما الكبيرة فليس لها غير عمليات شفط الدهون، أما عن أنسب مناطق للعلاج بحقن الميزوثيرابى هي فوق وأسفل «السرة»، ومنطقة الفخذ من الخارج والداخل، والذراعان من الخلف، وبروزات في الظهر.

 

حزام الساونا

 

وألمح الدكتور «الباسل»، إلى أن استخدام حزام الساونا يساعد الجسم على التعرق الشديد والوزن الذي يتم فقده هو ماء فقط وليس دهون ويتم عودة ذلك الوزن بمجرد تناول الماء لذا لا يمكن الاعتماد عليه فقط كوسيلة للتخسيس أو تفتيت الدهون.

 

الشاي الأخضر والصيني

 

وأردف الأستاذ بمعهد التغذية، أن تناول الشاي الأخضر والشاي الصيني يساعد في التخسيس ويرجع السبب في ذلك إلى كون مستخلصات الشاي الأخضر غنية بمركبات الكاتيشين التي تعزِز من عمليات التمثيل الغذائي، وبالتالي فإنّها تزيد من حرق الدهون، ولكن تأثير الشاي وحده غير كاف لتحقيق خسارة الوزن الفعليّة، إنّما يجب أن يصاحب ذلك نظام غذائي صحي وقليل من السعرات الحراريّة وممارسة للرياضة.

 

الرياضة والأغذية والتخلص من السمنة

 

وقال الدكتور أشرف عبد العزيز, أستاذ التغذية وعلوم الأطعمة ووكيل كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، إن عمليات جراحة السمنة تحدث في حالات السمنة المفرطة، أما حالات السمنة المتوسطة فيفضل إتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة للحصول على الوزن المثالي، وذلك بتناول أطعمة منخفضة الطاقة، والألياف الغذائية، والسعرات الحرارية المنخفضة «زيرو سعر حراري»، والأطعمة التي تتطلب لهضمها وامتصاصها طاقة أكبر من الجسم نظير الطاقة التي تحتويها تلك الأغذية.

 

وتابع الدكتور «عبد العزيز» أن هناك أطعمة تخلص من السمنة كالجزر والتفاح، إذ يحتوى على سعرات حرارية قليلة، وألياف غذائية كبيرة، مضيفا أنه ينبغي التقليل من كمية الطاقة الداخل للجسم من الطعام كالتي تحتوي على سعرات حرارية أقل وزيادة كمية الطاقة الخارجة من الجسم بالرياضة والنشاط البدني.

 

واستطرد أن الوجبات عالية البروتين كالأسماك تخلص من السمنة، لكنها تؤثر على وظائف الكلى، ويجب عمل تحليل لوظائف الكلى، لافتا إلى أن السكريات والدهون أكثر المسببات للسمنة.

 

وأشار إلى أن السمنة تسبب أمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى والكبد، مضيفا أن الوزن التقريبي للجسم هو حذف 100 من الطول فمثلا لو الطول 160 يكون الوزن 60 كجم.

 

ولفت أستاذ التغذية وعلوم الأطعمة، إلى أنه لا جدوى من وسائل فقد الوزن المعلن عنها دائما سوى بممارسة الرياضة، مضيفا أن تناول الشاي الأخضر يجب أن يكون بعد الأكل وليس على «الريق»، محذرا من منتجات لشركات مجهولة المصدر مثل كريمات التخسيس ولاصقات تخسيس لأنها تضر بالصحة.

 

وحذر من يلجئون للتخلص من السمنة لأدوية مرضى السكري «سكر الدايت» لأنها تؤثر على وظائف البنكرياس في إفراز الأنسولين.

 

أسعار عمليات جراحة السنة

 

ترواحت أسعار عمليات جراحة السمنة بين 35 – 45 ألف جنيه لعملية مجرى الطعام، و25-35 ألف جنيه لعملية تركيب حزام المعدة والاستئصال الجزئي لها، و15 ألف جنيه لعملية البالونة.

 

كما أعلن عدد من الأطباء عن توفير نظام التقسيط على العمليات كأن يدفع 50% والباقي بالتقسيط، ما يكشف رواج تلك العمليات مؤخرا في مصر.  

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة