جانب من الحوار
جانب من الحوار


حوار| سفير غينيا فى القاهرة: الرئيس السيسى حقق خطوات متميزة فى مواجهة الإرهاب

ريهام نبيل

الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 - 11:38 م

- اتفقنا مع الأزهر على تدريب أئمتنا.. والقوافل الطبية المصرية تساهم فى تقدمنا
- تجاوزنا عدم الاستقرار.. وألفا كوندى يبذل جهودا كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية
- نشر السلام مسئولية الدول المحورية بالقارة وتعزيزالتجارة البينية يحقق الرخاء لنا جميعاً

منذ سنوات طويلة اتسمت العلاقات المصرية الغينية بالتميز، لهذا لم يكن مستغربا أن تحمل إحدى جامعاتها اسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لكن آفاق التعاون لا تزال فى حاجة إلى المزيد من التعزيز، ومع استعادة مصر لدورها الإقليمى فى القارة السمراء أصبحت الأحلام ممكنة، كما أنها صارت أقرب إلى حيز التنفيذ على أرض الواقع. فى هذا الحوار يتحدث سوريبا كامارا سفير جمهورية غينيا فى القاهرة عن أهم ملامح العلاقات الحالية، ويطرح وجهة نظره فى سبل تطويرها.

كيف ترى العلاقات المصرية الغينية ؟ وما أبرز جوانب التعاون المشترك بين البلدين؟
- العلاقات بين مصر وغينيا جيدة منذ بدايتها حتى الآن، كما أنها تتطور للأفضل، حيث يوجد تعاون كبير بين البلدين فى النواحى التعليمية وتدريب عناصر من القوات العسكرية الغينية فى مصر ، بجانب تدريب الموظفين الغينيين فى مجالات الزراعة والاعلام والصحة.

 العلاقات على المستوى السياسى متميزة ولكن ماذا عن العلاقات الاقتصادية والتجارية؟
- العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين هى أساس كل العلاقات أما على مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية فلا يوجد تبادل كبير بين البلدين، ولكن فى الفترة الأخيرة تعمل السفارة مع الحكومة المصرية على تطوير المجال الاقتصادى والتجارى بين مصر وغينيا.

ما أبرز الأنشطة التجارية التى ترى أنها ستعود بالنفع على الدولتين؟
- مصر دولة عظيمة وكبيرة وتصدر الكثير من المنتجات لكل الدول الافريقية، وغينيا تشتهر بالمنتجات الزراعية، لذا من الممكن أن يتعاون البلدان فى المجال الزراعى.

 هل تقصد التعاون فى الصناعات الزراعية أم فى مجال الزراعة ؟
- مصر تمتلك خبرة فى تصنيع الكثير من المنتجات، وغينيا ليس لديها مصانع كبيرة أوالمعدات اللازمة للتصنيع الزراعى، فمن الممكن أن يتم التعاون فى هذا المجال هذا بجانب أن بلادنا تنتج كميات هائلة من المحاصيل ولديها مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية يمكن أن تحتاجها مصر.

ما أهم المجالات التى يمكن لرجال الأعمال المصريين المشاركة بها؟
- بالفعل لدينا ثروات وموارد طبيعية ومن المفترض أن نعمل على استغلالها بشكل صحيح وينبغى على المستثمرين فى كلا البلدين عقد اجتماع لتحديد احتياجات كل طرف ومعرفة المجالات التى ستفيد البلدين بالاستثمار فيها.

 تواجه مصر الارهاب وتحارب الفكر المتطرف بكل قوة فكيف ترى ماتحقق على أرض الواقع؟
- ما قامت بها مصر فى مواجهة الإرهاب خلال الفترة الماضية كان متميزا، خاصة بعد أن تولى الرئيس السيسى منصبه، فعلى مدار 5 سنوات قضيتها فى مصر تابعت تطورات ملحوظة فى هذا الملف، لكن القضاء على الإرهاب يحتاج لتكاتف جميع الدول من أجل تحقيق هذا الهدف.

 قمت بزيارة إلى جامعة الإسكندرية وبناء عليها تم الاتفاق على ارسال قوافل طبية إلى العاصمة كوناكرى.. ما التأثير العملى لهذه القوافل؟
- أى دولة تريد التقدم لابد أن يكون شعبها سليما، وسيكون لهذه القوافل أثر ملحوظ فى غينيا، لأنها ستعالج المرضى الذين ليس لديهم القدرة على العلاج، كما أن الأطباء الغينيين سيستفيدون من خبرة نظرائهم المصريين.

ما أوجه الاستفادة من التعاون فى مجال البحث العلمى؟
- يوجد تعاون مشترك فى مجال البحث العلمى، بجانب أن عددا كبيرا من الطلاب الغينيين يدرسون فى مصر بسنوات الجامعة والدراسات العليا، كما يوجد بروتوكول تعاون بين جامعتى الإسكندرية وجمال عبد الناصر فى كوناكرى، يأتى ضمن بنوده تبادل الأبحاث العلمية بين الجامعتين، لكننا مازلنا فى بداية البروتوكول لذا لن أستطيع رصد أى فوائد حاليا.

 وجود جامعة لديكم تحمل اسم الزعيم الراحل عبدالناصر يعكس عمق العلاقات التاريخية، فكيف ينظر الغينيون للدولة المصرية الآن؟
- الغينيون لديهم فكرة جيدة جدا عن مصر وهى بالنسبة لهم بلد جميل وصديق أيضا، والدليل على ذلك أن أى رحلة طيران قادمة من غرب أفريقيا لا تخلو من غينيين بين ركابها.

 أجريتم مباحثات مع شيخ الأزهرلتدريب الأئمة الغينيين فما آخر تطورات ذلك ؟
- لقد قابلت المسئولين فى الأزهر،وأكدوا إمكانية تدريب 10 أئمة غينيين، فأرسلنا مذكرة لبلادنا لاتخاذ اللازم، لكنهم أرسلوا إلينا الأسماء بدون صور جوازات السفر، التى كان الأزهر سيستخرج التذاكر على أساسها، ولازلنا نستكمل الأوراق اللازمة المتبقية لبدء هذه الخطوة فى أقرب وقت.

 هل هناك دورات ينظمها الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا للكوادر الغينية ؟
- بالفعل مازالت الدورات التى ينظمها الصندوق فى مجالات الزراعة والصحافة والأمن والتعاون العسكري مستمرة.

 ما الخطوات التى حققتموها فى المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة ؟
- لا أستطيع تحديد الأرقام التى وصلنا إليها الآن، لكن رئيس جمهورية غينيا وجميع أعضاء المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة يعملون بكل جدية ونشاط من أجل توفيرها لكل إفريقيا فى عام 2020، وقد حدث تطور كبير فى هذا الشأن.

 هل ترى أن الأوضاع الآن فى غينيا اختلفت وأصبح المناخ جاذبا للاستثمار؟
- عدم الاستقرار كان منذ فترة طويلة، أما حاليا فيبذل الرئيس ألفا كوندى كل الجهود لجذب المستثمرين من مصر وكل دول العالم، وتوفير المناخ الذى يجعلهم مطمئنين على أموالهم خاصة أن حالة الاستقرار التى تتميز بها بلادنا الآن جعلت المستثمرين يشجعون بعضهم على الاستثمار فيها نظرا لكثرة الفرص، وخير مثال على ذلك شركات المناجم من كل دول العالم الموجودة فى غينيا، بجانب الشركات التى تعمل فى مجال الطاقة المتجددة وسلاسل الفنادق الكبيرة، وهو الأمر الذى يؤكد اختلاف الوضع تماما.

 ما أهم نتائج اتفاق التآخى بين هيئتيّ المعارض فى البلدين الذى تم توقيعه؟
- للأسف نتائج هذا الإتفاق ضعيفة، ويرجع ذلك لقلة حجم التبادل التجارى بين البلدين.

 كيف ترى الأوضاع فى الشرق الأوسط وما دور الدول المحورية فى القارة السمراء فى تخفيف حدة التوتر بين الدول المتنازعة؟
- يجب على كل الدول المحورية نشر السلام بين الدول المتنازعة، والسعى للحل الدبلوماسى والديمقراطى لأنه الحل الأمثل، خاصة أن المشاكل التى تعانى منها أى دولة تؤثر على الدول المجاورة، أما بالنسبة للأوضاع فى الشرق الأوسط فهى معقدة جدا، لكن مع الإرادة السياسية يمكن حل كل المشاكل.

 سبق أن طرحت اللجنة الوزارية العليا بين البلدين مقترح انشاء مركز ثقافى مصرى فى غينيا فما آخر تطورات ذلك؟
- بدأت فكرة إنشاء مركز ثقافى مصرى من جامعة الإسكندرية، وقد أرسل وزير التعليم العالى المصرى دعوة لنظيره الغينى لتوقيع الإتفاقية، ولكن فى ذلك التوقيت حدثت مظاهرات طلابية فى إحدى الجامعات بولاية كوناكرى، غير أننا نسعى حاليا لتنفيذ هذه الاتفاقية.. خاصة أنه بالرغم من العلاقات الجيدة بين مصر وغينيا إلا أن هذا المركز سيكون خطوة هامة جدا فى تطوير العلاقات الثقافية بين البلدين.

ألا ترى أن الثقافة عادة ما تأتى فى ذيل أولويات التعاون؟
- بالفعل الثقافة فى ذيل الأولويات وهذا أمر سيئ فمن الضرورى توطيد التعاون الثقافى بين دول القارة لزيادة التعارف بين الشعوب وهو الأمر الذى سيؤدى لزيادة التعاون بصورة أكبر فى مختلف المجالات.

ما أهم ملامح الحركة الثقافية والأدب فى بلادكم؟ وهل وصل بعض أدبائكم للعالمية؟
- الثقافة لا تقتصر على الأدباء فقط، ولكنها تشمل مجالات كثيرة، وقد حاربت غينيا من أجل تطوير الثقافة فى أفريقيا خاصة أننا نعطى أهمية بالغة للثقافة ، فقد كانت العاصمة كوناكرى عاصمة الكتاب العالمية فى 2017، كما أنه لدينا أدباء مشهورون جدا لكنهم ليسوا معروفين فى الدول العربية بسبب اللغة، لذا قابلت مدير المركز القومى للترجمة المصرى، للاتفاق على ترجمة أعمال هؤلاء الأدباء للغة العربية  لكى يكونوا معروفين للشعب المصرى والدول العربية.

 بصفة عامة كيف يمكن أن تستفيد القارة السمراء من مواردها الطبيعية؟
- لكى تستفيد دول أفريقيا من مواردها الطبيعية، لابد من تكاتفها مع بعضها من أجل تحقيق هذا الهدف.

 هل ترى أن تنشيط التجارة البينية بين دول القارة يحتاج إلى إبرام المزيد من الاتفاقيات؟
- نعم لابد من إبرام هذه الاتفاقيات بين دول القارة بصفة عامة، لأنها ستؤدى إلى توطيد العلاقات ، خاصة أن رئيس الاتحاد الافريقى أكد فى كيجالى على حتمية توطيد العلاقات التجارية وتزايد التجارة البينيةلأنها ستحقق منافع كبيرة، وتعتبر أداة لتحقيق الرخاء لكل أفريقى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة