اللواء محمد عباس منصور
اللواء محمد عباس منصور


أحد أبطال المدفعية بحرب أكتوبر: نفذنا أكبر تمهيد نيراني بطول الجبهة قبل العبور

محمد محمود فايد

الخميس، 04 أكتوبر 2018 - 12:58 م

يحتفل الشعب المصرى فى ذلك الوقت من كل عام بذكرى أغلى وأكبر وأعظم انتصار فى تاريخ البشرية المصرية، وهو انتصار السادس من أكتوبر.

 

فهو يوم لا ينسى حقق فيه خير أجناد الأرض الأبطال ما انتظروه على مدار 6 سنوات منذ هزيمة 67 وانتصروا على الجيش الإسرائيلى فتمكنوا من عبور قناة السويس فى الجهة الجنوبية وتدمير خط بارليف، وتدمير مواقع الجيش الإسرائيلى، وكسر شوكتهم الذين سقطوا قتلى وأسرى على يد جيش مصر العظيم لتتهاوى معه أسطورة الجيش الذى لا يقهر وليعرف العالم كله حقيقة جيش إسرائيل.

 

وبمناسبة مرور 45 عاما على نصر السادس من أكتوبر، التقت «بوابة أخبار اليوم» مع اللواء أركان حرب محمد عباس منصور، أحد أبطال سلاح المدفعية الذين شاركوا في نصر أكتوبر في نطاق الجيش الثاني الميداني، ليفتح لنا خزائن أسراره، ويروي الكثير من الكواليس الخاصة بالحرب وبالمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع الأسبق، الذي كان قائد مدفعية الجيش الثاني في نصر أكتوبر 1973.

 

من هو اللواء محمد عباس منصور؟ 

 

اللواء أركان حرب محمد عباس منصور ، خريج الدفعة 35 حربية عام 1956، وكان برتبة مقدم ورئيس عمليات «رمز من رموز المدفعية» في نطاق الجيش الثاني في أكتوبر من عام 1973، وكان قائد مدفعية الجيش الثاني حينها ، هو العميد محمد عبد الحليم أبو غزالة الذي أصبح بعد ذلك وزيرا للدفاع.

 

عيد المدفعية

 

تحدث اللواء محمد عباس عن مرحلة ما بعد يونيو 1967، حيث قال إن الثامن من سبتمبر عام 1968 تم اتخاذه عيدا للمدفعية لما حققه رجال المدفعية المصرية من بطولات في ذلك اليوم، حيث كان قرار اللواء عبد التواب أحمد هديب، مدير المدفعية، بناءً على المعطيات السياسية والعسكرية وردًا على قيام العدو الإسرائيلي بقصف "الزيتية" بمدينة السويس، بتنفيذ قصفة نيران مركزة قوية ضد جميع الأهداف المعادية على طول مواجهة قناة السويس وبعمق حتى 10 كيلو مترات، وذلك بغرض تدمير الخط الدفاعي الأول الذي بدأ العدو الإسرائيلي بناءه على الجانب الشرقي للقناة وتكبيده خسائر فادحة.

 

وأضاف أن الخسائر قدرت، بإسكات 17 بطارية مدفعية، وتدمير 6 بطارية مدفعية، و19 دبابة، و27 دشمة مدفع ماكينة، و8 مواقع صواريخ أرض أرض، و4 مخازن وقود ومنطقة إدارية .

 

وكان لقصفة النيران التي نفذت لمدة 3 ساعات متتالية بتجميع نيران 38 كتيبة مدفعية يوم 8 سبتمبر 1968، الأثر الأكبر في رفع الروح المعنوية لقواتنا المسلحة، وإثبات أن جيش مصر هب من كبوته ليقول كلمته فى الصراع الدموى الدائر بين العرب وإسرائيل، وأيقن العدو فى هذا اليوم أن السيطرة النيرانية آلت للقوات المسلحة المصرية.

 

حرب الاستنزاف

 

وأوضح اللواء أركان حرب محمد عباس منصور، أن القوات المسلحة من ضمنها إدارة المدفعية قاموا بتنظيم صفوفهم مرة أخرى وإعادة توزيع الكتائب والفرق والألوية وفقاً لخطط مدروسة، وذلك في إطار الاستعداد لاسترداد سيناء مرة أخرى من العدو الإسرائيلي.

 

وأضاف أن ذلك ساهم في رفع الروح المعنوية للضباط والجنود ولقيادات القوات المسلحة، وقامت المدفعية بعدة أدوار بطولية حتى وقف إطلاق النار في عام 1973.

 

نصر أكتوبر 1973

 

وتحدث اللواء محمد عباس عن دور المدفعية في نصر أكتوبر من عام 1973، حيثُ كشف أنه تم تزويد سلاح المدفعية المصرية بالعديد من الأسلحة الثقيلة والدقيقة، مثل المدافع عيار130 مليمتراً و155 مليمتراً و240 مليمتراً، كما تم تزويدها بالصواريخ الأكثر تطوراً المضادة للدبابات والعديد من الأجهزة والمعدات الفنية الحديثة الخاصة بالاستطلاع وإدارة النيران.

 

وبعد الضربة الجوية المركزة التي قامت بها القوات الجوية على طول خط بارليف، قام ما يقرب من 2300 مدفع على طول خط القناة بإطلاق قذائفها في اتجاه الضفة الغربية للقناة تجاه العدو الإسرئيلي وضرب التمركزات ومراكز القيادة والسيطرة ومحطات الردار الخاصة بالعدو الإسرائيلي.

 

وتم تنفيذ أكبر تمهيد نيراني بطول الجبهة، وهو ما ساهم فى نجاح اقتحام قناة السويس وتنفيذ مراحل العملية الهجومية، الأمر الذى ساعد قوات العبور المتتالية على الاقتحام ومهاجمة جميع حصون خط بارليف، وإسقاط النقاط المعادية شرق القناة، وفى تلك اللحظات الحرجة لعبت الصواريخ المضادة للدبابات دورا مؤثراً فى تدمير دبابات العدو وعناصره المدرعة.

 

وكشف أنه في الثامن من سبتمبر عام 1973 كان هناك لواء إسرئيلي مدرع وصل بين إحدى فرقتين مصريتين، وتم إبلاغ قوات المدفعية بإحداثيات تمركز قوات العدو الإسرائيلي، وعلى الفور قمنا بقصف تلك التمركزات، ورصدت الحرب الالكترونية التابعة للقوات المسلحة المصرية، استغاثات من القائد الإسرئيلي بالقيادة الإسرائيلية لمساعدته.

 

المواقف الإنسانية لـ«أبو غزالة» 

 

وتحدث اللواء أركان حرب محمد عباس منصور، أحد أبطال سلاح المدفعية الذين شاركوا في نصر أكتوبر ، عن العميد محمد عبد الحليم أبو غزالة الذي كان قائد مدفعية الجيش الثاني في نصر أكتوبر 1973، وأصبح وزيراً للدفاع فيما بعد.

 

حيث قال «منصور» المواقف الانسانية والبطولية للمشير أبو غزالة كانت كثيرة جدا، والتي من خلالها ، أصبح القادة والضباط والجنود في حالة معنوية مرتفعة، فقد كان المشير أبو غزالة برفقة أبطال المدفعية على الجبهة طيلة الوقت وكان يأكل ويشرب ويجلس معهم، كما أن المواقف الانسانية للراحل مع الأبطال على الجبهة لا تنسى.

 

وفي ختام حديثه طالب بضرورة نشر بطولات أبطال القوات المسلحة في نصر أكتوبر بجميع وسائل الإعلام وفي المدارس والجامعات والمؤسسات، وذلك لتوضيح الأعمال البطولية لهولاء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم فداءاً للوطن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة