اللواء محمود خلف
اللواء محمود خلف


اللواء محمود خلف: حرب أكتوبر غيرت العقيدة القتالية في العالم

محمد محمود فايد

الجمعة، 05 أكتوبر 2018 - 10:15 ص

تحتفل مصر والقوات المسلحة بمرور 45 عاماً على ذكرى نصر السادس من أكتوبر عام 1973، التي لم تكن مجرد معركة عسكرية استطاعت فيها مصر أن تحقق انتصارا عسكريا على إسرائيل. 

 

فقد كانت حرب أكتوبر اختبارا تاريخيا حاسما لقدرة الشعب المصرى على أن يحول حلم التحرير وإزالة آثار العدوان إلى حقيقة لقد ظل هذا الحلم يؤرق كل مصرى من العسكريين والمدنيين الرجال والنساء. 

 

تلك الحرب التى تحملت فيها القوات المسلحة المسؤولية الأولى وعبء المواجهة الحاسمة وكان إنجازا هائلا غير مسبوق، إلا أن الشعب المصرى بمختلف طوائفه وفئاته كان البطل الأول للحرب وتحقيق نصر أكتوبر حتى أن تلك الحرب المجيدة يطلق عليها حرب الشعب المصرى كله حيث لا توجد أسرة مصرية لم تقدم شهيدا أو مصابا أو مقاتلا فى تلك الحرب. 

 

«بوابة أخبار اليوم» التقت مع اللواء محمود خلف، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، وقائد الحرس الجمهوري الأسبق، وأحد أبطال نصر أكتوبر، وقد شارك في معظم الحروب التي خاضتها مصر بداية من حرب اليمن في الستينيات مرورا بحرب‏67‏ ثم حرب الاستنزاف والتي استمرت ست سنوات وصولا لحرب‏73‏. 

 

والذي أكد خلال الحوار أن  نصر أكتوبر أصبح  مرجعا وسندا تاريخيا للمراجع العسكرية وتطوير الأسلحة فى العالم، نتيجة أن الحرب غيرت العقيدة القتالية فى العالم، مشيراً إلى أن الشعب المصري هو صاحب الانجاز الحقيقي والذي أصر علي النصر مهما كلفه الأمر، وروي لنا كيف استعد الجيش للحرب ونجح في وضع خطة الخداع الكبرى للإسرائيليين لضمان اكتمال النصر. 

 

ويسترجع المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية ذكرياته وقت الحرب، حيث أوضح أنه كان قائد أركان حرب مجموعة الصاعقة بقيادة الجيش الثاني الميداني. 

 

ومن العمليات المهمة على خط بارليف الذي قامت بها مجموعة الصاعقة مع مجموعة المشاة والتي عملت معه من القنطرة حتى الإسماعيلية، هي تدمير  اللواء 200 المدرع بالكامل، بحيث لم تكن هناك ماسورة في موضعها في تلك المدرعات. 

 

لدرجة أن موشي ديان عندما شاهد ذلك اللواء بعد تدميره يوم 7 اكتوبر لطم بالتعبير العامي وجاءته حالة هيستيرية، وصرح وقتها بخراب الهيكل الثالث وذهب للقاء جولدمائير ليطلب سحب القوات لأنه يخشي من وصول القوات المصرية لقلب إسرائيل.

 

مرحلة ما بعد بعد حرب يونيو 67 

 

قال اللواء محمود خلف إن القوات المسلحة قامت بإعادة تنظيم صفوفها مرة أخرى بعد حرب يونيو 67، وقد وضعت القيادة العسكرية المصرية التحديات أمامها لمعالجتها والتي تتمثل في خط بارليف واحتلال الأرض وقدرة الطيران الإسرائيلى على الوصول إلى عمق الأراضى المصرية. 

 

وأضاف أن القوات المسلحة المصرية استطاعت إعادة بناء نفسها مرة أخرى وقامت بدراسة نقاط ضعف العدو بدقة ودون تهويل وبعمل استخباراتى هائل، وبدأت التخطيط لاستغلالها أفضل استغلال لتحقيق النتائج المرجوة وعلى رأسها الانتصار فى الحرب. 

 

خطة الخداع الاستراتيجى 

 

قال اللواء محمود خلف، إن القوات المسلحة والقيادة السياسية استطاعوا أن يقنعوا العدو الإسرائيلي أنهم لن يستطيعوا شن حرب شاملة لتحرير سيناء، ولكنه يمكن أن يقوم بمناوشات للتأثير على المعنويات فقط، وأعطت القوات المسلحة للعدو من المظاهر التى تؤكد له صحة التقارير بأن مصر لن تحارب. 

 

خط بارليف 

 

كشف اللواء محمود خلف أن خط بارليف الذى يعد أكبر ساتر ترابي صناعي فى التاريخ انهار فى 6 ساعات فقط، بفضل الإرادة والعقلية المصرية حيث استطاعت عبقرية سلاح المهندسين العسكريين على إنهاء أسطور «الخط الذي لا يقهر»، فأغلقت فتحات «النبالم» قبل الحرب مباشرة واستخدمت المياه فى مواجهة الخط الذى انهار أمام العبقرية المصرية. 

 

الضربة الجوية 

 

كما أن الضربة الجوية حققت نتائج مذهلة حيث دمرت خطوط الدفاع الأمامية للعدو وحققت إنجازًا كبيرًا تمثل فى تدمير شبكات الاتصال للعدو، وبالتالى أصبحت اسرائيل لا تعرف ماذا يحدث فى سيناء وعلى الجبهة الشرقية للقناة وظلت لمدة 24 ساعه لا تعرف ماذا حدث. 

 

وأوضح اللواء محمود خلف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وأحد أبطال نصر أكتوبر 1973 أن عامل الوقت كان مهمًا للغاية وحاسم فى المعركة مع العدو الإسرائيلي، كما أن حرب أكتوبر بها دروس كثيرة من تاريخنا، فكل ما حدث في حرب أكتوبر هو دروس للتاريخ، إلا أن الدرس الأكبر المستفاد من انتصار أكتوبر هو قوة الشعب وإرادته، حيث كان الشعب هو صاحب الإنجاز الحقيقي في تلك المعركة. 

 

والظروف الحالية تستدعي دروسا كثيرة من وحي التاريخ، فلا أحب شخصيا أن تأخذ ذكرى الحرب شكل الأغاني والأنشطة الشكلية، فقيمة الانجاز التي تمت خلال حرب 6 أكتوبر، لا تأتي إلا بسرد الوقائع التي سبقت الحرب لأن المقارنة بين الحال التي كنا عليها والحال بعد الحرب هي أصدق تعبير عن حجم الانتصار.

 

فقد استعد الشعب للمعركة وربط الحزام، ولذلك أجمع الكل علي أن الشعب المصري كان صاحب الإنجاز في الحرب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة