إطلاق إسرائيل قنوات بالعربية- صورة توضيحية
إطلاق إسرائيل قنوات بالعربية- صورة توضيحية


«بين الحرب النفسية ومساعي التطبيع».. ما حقيقة إطلاق إسرائيل قنوات بالعربية؟

أسامة حمدي

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018 - 03:38 م

«الفحام»: ما يتردد شائعات الإعلام الإسرائيلي وحرب نفسية موجهة ضد المنطقة العربية

 

«كامل»: إسرائيل تسعى للتطبيع الثقافي والتعامل معها كـ«أمر واقع».. واعتادت سرقة الفن المصري

 

«فهمي»: على «الهيئات الإعلامية» توضيح حقيقة تلك المعلومات.. ولو ثبت صحتها فهي ضد الأمن القومي

 

«النايل سات»: لا صحة لإطلاق قنوات إسرائيلية على القمر المصري.. وهذه أسباب وصول البث الإسرائيلي لنا

 

«يا سادة الإعلام انتبهوا!.. إطلاق باقة إسرائيلية من 24 قناة باللغة العربية قريبا: رياضة– سينما– دراما– أطفال– أخبا- محاولات لإطلاقها عبر أقمار عربية.. تحركات مريبة غير مصرية لشراء أرشيف الدراما المصرية من القطاع الخاص.. عروض مغرية لمنتجين مصريين متوقفين عن الإنتاج لتنفيذ دراما مصرية تنتج حصريا للعرض على قنوات غير مصرية.. شبكات إقليمية تعتمد موازنات ضخمة أفلام ومسلسلات عربية».

 

هذا كان التحذير الذي أطلقه المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق، خلال الأيام القليلة الماضية، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، محذرا من محاولات إسرائيلية لاختراق الهوية العربية والسطو على التراث الفني المصري، وتناقلته الصحف المحلية والعربية والمواقع الإلكترونية؛ لتثار حالة من الجدل الكبير محليا وعربيا حول حقيقة تلك التحذيرات وكيف يمكن التصدي لها؟.

 

وعقب تحذير «الشيخ» أعلن منتجون مصريون، عبر الصحف المحلية، أنهم تلقوا عروضا مغرية لإنتاج دراما مصرية يتم بثها عبر قنوات غير عربية تحت غطاء لبناني وخليجي، وكذلك عروضا مغرية لشراء الأرشيف الفني الذين قاموا بإنتاجه ليتم بثه عبر قنوات غير عربية.

 

كذلك ربط البعض تلك المعلومات وبين إعلان المحلل الإسرائيلي «إيدي كوهين»، المعروف بقربه من دوائر الحكم الإسرائيلية، عبر حسابه الشخصي على «تويتر»، قائلا: «في القريب العاجل سوف يتم بث 27 قناة إضافية باقة كاملة إسرائيلية على قمر «نايل سات» كلهم باللغة العربية.. وسوف يتم بث قنوات رياضية تنقل كافة الدوريات العربية».

 

في سياق هذا كله استطلعت «بوابة أخبار اليوم» آراء خبراء الإعلام والأمن، لتقييم حقيقة تلك المعلومات المتداولة، وفي حال صحتها ما مدى خطورتها، وكيف يمكن التصدي لها، ودور الهيئة الوطنية للإعلام والمجلس الأعلى للإعلام في هذا الصدد.

 

شائعات وحرب نفسية

 

في البداية يقول اللواء دكتور محسن الفحام، رئيس مباحث أمن الدولة العليا فرع مطار القاهرة سابقا والخبير الأمني، إن هذه المعلومات التي أطلقها المهندس أسامة الشيخ مبالغ فيها وبها مغالاة، وأنا أشكك في صحتها، وإسرائيل إذا قامت بإطلاق قناة أو إثنين باللغة العربية من الممكن تصديقه لكن إطلاق 24 قناة عربية فهذا رقم مبالغ فيه وغير موضوعي.

 

وتابع أن «الشيخ» ليس لديه معلومة مؤكدة بهذا الرقم وهذه الخطوة، وإنما يردد شائعات الإعلام الإسرائيلي وما ينشر به، والتي تأتى في إطار الحرب النفسية وحرب الشائعات على الدول العربية، ولا توجد معلومة مؤكدة من جهة موثوق منها يمكن الاستناد إليها.

 

دور الهيئات الإعلامية

 

وشدد د.عادل فهمي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أنه على الهيئة الوطنية للإعلام توضيح حقيقة تلك المعلومات المتداولة حول إطلاق إسرائيل حزمة قنوات عربية وسحب الأرشيف الثقافي المصري، وهل هو مشروع حقيقي أم مُصدّر من إسرائيل لإحداث نوع من اللغط في المنطقة العربية.

 

وأوضح أن تلك الخطوة من إسرائيل– إذا ثبت صحتها- فإنها ضد الأمن القومي المصري وضد السيادة الثقافية لمصر في الإقليم العربي، وتحتاج تلك المعلومات إلى من يؤكدها أو ينفيها من قبل الهيئات الإعلامية في مصر، منوها إلى أنه من الممكن أن يكون «بالون اختبار» فقط والأمر كله يتعلق بقناة واحدة كالتي أطلقتها إسرائيل في التسعينات.

 

المخاطر والحلول

 

وأكدت د.نجوى كامل، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن القنوات العربية لإسرائيل منذ فترة زمنية طويلة وهى تذيع الأغاني العربية لأم كلثوم والأفلام العربية والدراما المصرية، وهو أمر ليس جديدا، وحتى أيام النكسة 1967 كان الإرسال التلفزيوني الإسرائيلي يصل للجنود على الجبهة.

 

ولفتت إلى أنه في حال صحة المعلومات المتداولة حول إطلاق تلك القنوات الإسرائيلية الموجهة للعرب، فإن التركيز سيكون شديد على الإنتاج المصري والأرشيف الثقافي المصري كاعتماد شبكة قنوات روتانا الخليجية على الإنتاج الفني المصري.

 

وذكرت الأستاذ بكلية الإعلام، أن إسرائيل تريد أن تسوق لثقافتها وأنها موجودة والعالم العربي يشاهد قنواتنا ولا توجد مقاطعة ثقافية، وتطبيق التطبيع الثقافي معها، وأن وجود إسرائيل في المنطقة أمر واقع والشعوب العربية تتعامل معها أنها دولة «عادية» كباقي الدول بالمنطقة.  

 

وأوضحت أن مقاومة ذلك قانونا غير متوقع؛ لأن إسرائيل ستلجأ لشراء تلك المواد الفنية من الورثة، والأمر يعتمد على وطنية الشخص نفسه هل يقبل البيع لإسرائيل أم لا؟!

 

وتابعت د.نجوى، أنه من السهل سرقة المواد الدرامية والفنية عن طريق «اليوتيوب»، لكن السرقة تختلف عن امتلاك حقوق الملكية الفكرية بالشراء، مضيفة أنه من يقوم بالبيع لإسرائيل شخص غير وطني وفاقد للوطنية.

 

وشددت على ضرورة منع تلك القنوات من البداية من الظهور على أقمار عربية، وضرورة تكاتف الدول العربية لمنع وجود القنوات الإسرائيلية على أقمار عربية، منوهة إلى ضرورة تأكد السلطات المصرية من حقيقة الكيانات الموجودة الخليجية واللبنانية التي تقدمت بعروض الشراء للمنتجين المصريين وطبيعة عملها هل هي تشتري الإنتاج الفني لنفسها بالفعل أم تعمل لصالح جهات آخرى بالوكالة!

 

«النايل سات» تنفي

 

وكان أحمد آنيس، رئيس شركة النايل سات للأقمار الصناعية، قد نفى ما تردد من أنباء حول إطلاق باقة كبيرة من القنوات الناطقة باللغة العربية، يبلغ عددها 27 قناة، على القمر الصناعي المصري «نايل سات».

 

وأوضح «أنيس»، أن «النايل سات على تردد 7 درجات غرب، أما القمر الإسرائيلي على 5 درجات غرب، وقرب المدارات تجعل بعض القنوات تظهر على القمر المصري»، مطالبا بتحري الدقة في تداول الأخبار حتى لا تصنع بلبلة في الشارع المصري.

 

وتأتي تلك التصريحات بالنفي من قبل رئيس شركة النايل سات للأقمار الصناعية، بعد تغريدة المحلل الإسرائيلي «إيدي كوهين» التي زعم فيها إطلاق إسرائيل لحزمة قنوات موجهة باللغة العربية على الأقمار العربية.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة