تحول معابد قدماء المصريين إلى قاعات أفراح وليالى ملاح
تحول معابد قدماء المصريين إلى قاعات أفراح وليالى ملاح


بعد تكرار أقامة حفلات الزفاف ومآدب العشاء.. هل تتحول معابد الفراعنة إلى قاعات أفراح؟

مصطفي وحيش

الإثنين، 05 نوفمبر 2018 - 12:01 ص

علي مدار التاريخ اشتهرت مدينة أسوان بجذبها للسياح لمشاهدة الآثار الفرعونية التي تملأ المحافظة، وطالما كانت مقصد عدد كبير من المشاهير أبرزهم الأغا خان زعيم الطائفة الأسماعلية، والى فرانسو ميتران رئيس فرنسا الأسبق.


ورغم انحسار الحركة السياحية إلا أنها مازالت جاذبة للسياحة بسبب طبيعتها الخلابة ومواقعها الأثرية والسياحية الفريدة وقادرة على جذب مشاهير وأغنياء مصر والعالم لإقامة أفراحهم ومناسباتهم السعيدة في أسوان، وشهدت السنوات الأخيرة العديد من زيجات وحفلات زفاف الأجانب والمشاهير في فنادق أسوان وخاصة فندق كتراكت الأثري وعلى رمال وشواطئ  جزرها العديدة.


وكان أبرز حفلات الزفاف التي أقيمت في أسوان، زفاف نجل السياسي والدبلوماسي عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، والذي أقيم في أحد فنادق المدينة، وكذلك شهدت المدينة زواج الفنانين كندا علوش وعمرو يوسف في فندق كتراكت. 


ومنذ أيام شهدت المدينة حفل زفاف الذي أصبح فيما بعد حديث الجميع، بعد ان أقيم في معبد الكرنك، لأبن وابنة  رجلي أعمال، ونظم الاحتفال به في ثلاثة أماكن مختلفة على مدار ثلاث ليالي حيث نظم حفل اليوم الأول فى معبد فيلة وحضره الضيوف بالملابس الرسمية والعروسان ببدلة رسمية وفستان أبيض، وفي اليوم الثاني كان حفله في مسرح مجهز خصيصًا بأحد جزر منطقة غرب أسوان، وأما اليوم الأخير والذي أثار الاستغراب كون الحضور كان بملابس النوم وأقيم في أحد فنادق أسوان .


وتسبب حفل الزفاف الأخير في موجه من الغضب بين العاملين بقطاع السياحة والمهتمين بالآثار في أسوان بعد تنظيمه في بهو معبد الكرنك، وأتهم صناع السياحة بأسوان وزارة الآثار بضرب سمعة مصر السياحية وقدسية معابد المصريين القدماء بعرض الحائط، وتدمير آثارها الخالدة بعد أن سمحت بتحويل معابدها إلى صالات للأفراح.


وأتهم عبد الناصر صابر، مرشد سياحي ونقيب المرشدين السياحيين السابق وزارة الآثار بتدمير سمعة مصر وإهدار قيمة آثارها الخالدة، وتحويلها من أماكن مقدسة إلى أماكن للهو والرقص وتناول الطعام، وقال أن الوزارة لم  تلق بالا لحالة الغضب والاستياء التي أصابت صناع السياحة بعد عشاء الكرنك.  


وقال صلاح ظافر الخبير السياحى، نرفض بشدة تحويل معابد وتاريخ أجدادنا إلى صالات طعام أو ساحات للرقص والغناء، لكننا نرحب بتصوير الأعمال الدرامية الكبرى خاصة الأجنبية بهذه المواقع لأن ذلك يساهم بشكل إيجابي في أبراز عظمة تاريخنا وجمال وطبيعة أسوان، وتعد أحد وسائل الدعاية الغير مباشرة والتي يكون لها مردود أقوى من الدعاية المباشرة.


وعلى النقيض رحب عمرو فوزى عضو غرفة شركات السياحة بأسوان  بإقامة أي فعاليات أو مهرجانات وحتى أفراح لتنشيط صناعة السياحة فكل هذه الأنشطة دليل على تتمتع أسوان بدرجة عالية من الأمن والأمان فضلا عن أنها أنها تنعش الفنادق والمنشآت السياحية، مؤكدا على ضرورة التعامل بحذر مع الأماكن الأثرية ووضع ضوابط معينة منها مثلا اختيار ساحات بعيدة عن الأثر وعدم السماح بالليزر أو الرقص حتى لا يتكرر ما حدث في معبدي فيلة و الكرنك. 


ومن جانبه دافع د. عبد المنعم سعيد مدير عام أثار أسوان والنوبة، عن نفسه وزملاءه وقال  أنه تم حجز عشاء لعدد 1000 شخص أمام مدرجات الصوت والضوء بمعبد فيله، بعيدًا تمامًا عن هيكل المعبد وأن الحجز تم من قبل أحد الشركات السياحية الكبرى، وأشار إلي أن وزارة الآثار لا تتعامل مع أفراد بل يتم حجز الحفلات من قبل شركات سياحة كبرى، والتي تتحمل أي خروج عن القواعد والقوانين المتفق عليها ضمن بنود الحجز.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة