المسجد الإبراهيمي
المسجد الإبراهيمي


الحرم الإبراهيمي.. ساحة مباركةٌ تشهد على دنس الاحتلال الإسرائيلي للأرض

أحمد نزيه

الأربعاء، 05 ديسمبر 2018 - 07:33 م

في أرضٍ مباركةٍ رقد فيها نبي الله إبراهيم بسلامٍ آمنًا مطمئنًا وبنيه من بعده إسحاق ويعقوب، كان تعاقب الأيام يحمل دنس ذريةٍ من نسلهم استباحوا الأرض والعرض، ودنسوا مسجدًا لله، فكان هؤلاء هم اليهود الغاصبون، الذين يحتلون فلسطين منذ نحو سبعة عقود.

مستوطنون إسرائيليون ليلة أمس الثلاثاء نصبوا الشمعدان على سطح المسجد التاريخي، خلال احتفالهم بأحد أعيادهم، يُدعى عيد الأنوار، واسمه لديهم "الحانوكاه "بالعبرية،

انتهاكٌ جديدٌ ليس بغريبٍ عن الاحتلال الإسرائيلي، الذي طالما دنس المسجد ذاته، ومن قبله الحرم القدسي والمسجد الأقصى.

 

الموقف الفلسطيني الرسمي

 

ما حدث أمس استدعى موقفًا فلسطينيًا على الصعيد الرسمي، فأصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بيانًا اليوم الأربعاء 5 ديسمبر تندد خلاله بالتصعيد الإسرائيلي في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، وإجراءات التهويد التي تتبعها سلطات الاحتلال اللإسرائيلية.

 

واعتبرت أن ذلك يأتي بشكلٍ متزامنٍ مع تصعيد عمليات استباحة الحرم ونصب الخيام في ساحاته وتكثيف اقتحامه وأداء طقوس تلمودية (طقوس دينية يهودية) فيه على طريق تهويده بالكامل وفرض السيادة الإسرائيلية عليه.

 

وطالبت الخارجية الفلسطينية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" بالاضطلاع بمسؤولياتها تجاه المسجد الإبراهيمي

 

وأدرجت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في يوليو من العام الماضي البلدة القديمة في الخليل، والتي يقع بها الحرم الإبراهيمي، على لائحة التراث العالمي.

 

واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن التصعيد الاستيطاني الممنهج يشكل استخفافًا بقرارات منظمة اليونسكو ومطالباتها بوقف عمليات استهداف المواقع الأثرية والدينية في مدينة القدس وبيت لحم بما فيها الحرم الإبراهيمي، وقد حثت في بيانها المجتمع الدولي على التحرك من أجل إجبار إسرائيل على تنفيذ القرارات الأمية.

 

ودائمًا ما تضرب إسرائيل بالقرارات الأممية عرض الحائط، ووضعية مدينة القدس المحتلة خير دليل على ذلك، وتستند تل أبيب إلى ظهير أمريكيٍ يشكل ساترًا في وجه اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل على المستوى الأممي.

 

ومن جانبه، اعتبر مدير الحرم الإبراهيمي حفظي أبو سنينة، نصب الشمعدان اعتداءً خطيرًا على حرمة المسجد وإساءة لمعلم إسلامي، مؤكدًا عدم أحقية المستوطنين بوضع الرموز على المقدسات الإسلامية.

 

وشدد على أن السيادة في الحرم الإبراهيمي شأن فلسطيني بحت، وأن السلطات الإسرائيلية ومستوطنيها يمارسون حربا شرسة على المقدسات بلا هوادة، مطالبًا الأمتين العربية والإسلامية بالتدخل العاجل للتصدي للسياسات الإسرائيلية الهادفة إلى الاستيلاء على المقدسات.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة