الدكتور عصام صفي الدين
الدكتور عصام صفي الدين


معرض الكتاب يناقش كتب مؤسسة الثقافة العربية

نادية البنا

الثلاثاء، 29 يناير 2019 - 02:55 م

قال د. عصام صفي الدين المعماري الكبير ومؤسس بيت المعمار المصري، خلال ندوة «الكتب المؤسسة للثقافة العربية» عمارة الفقراء للدكتور حسن فتحي والتي دارت في القاعة الرئيسية قاعة ثروت عكاشة في اليوم السابع من معرض القاهرة الدولي للكتاب في يوبيله الذهبي أن ثروت عكاشه هو مؤسس جميع المؤسسات الثقافية الحديثة فرأى أنه لابد أن تقدم مصر دورها الريادي في الثقاقة في المنطقة.

 

كما أن د. سهير القلماوي التي كانت رئيسة الهيئة العامة للكتاب لها دور كبير في تنظيم معرض القاهرة الدولي للكتاب ليصبح موسم ثقافي ثانوي، مشيراً إلى أن كتاب عمارة الفقراء للمعماري حسن فتحي الذي يتحدث عن يوميات حسن فتحي اثناء إنجازه لبناء قرية الجورنة لم يكن ينوي المعماري نشرها ولكنه أراد تسجيل يومياته في بناء القرية فحسب حيث أنه أبدي عدة توجهات في العمل المناسب للريف من خلال عدة ممارسات باستخدام المادة المحلية المناسبة، وبالرغم من الضغوط التي تعرض لها حيث حاربه الكثير من أصحاب شركات الأسمنت والحديد إلا أنه استطاع بناء قرية الجورنة، حيث اهتم فتحي بالريف لأنه رأى أن الريف لم ينال الاهتمام المناسب الذي يحتاجه.

 

وأضاف عصام أنه استفاد أكبر استفادة من حسن فتحي كونه أحد تلامذته فكان يتحدث إليه عن أمور كثيرة تخص الريف وعمارته، وبعض تلاميذ حسن فتحي استطاعوا أن يسيروا علي نهجه وإضافة الجديد له ، والبعض الآخر تفرغ لنشر ثقافة العمارة، وأهم ما ميز فتحي هو منهجية الفكر حسب الأزمنة ليكون مناسب للهدف المطلوب تحقيقه، مشيراً إلي أن حسن فتحي بدأ الدراسة في المهندسخانة بعد أن ترك دراسة الزراعة، وعندما ذهب لزيارة الريف لفت انتباهه ما يعانيه الريف من عدم اهتمام بالعمارة الريفية فتقدم لدراسة الهندسة مما زاد لديه الرغبة لتأسيس هذا الفكر ووضع المناهج له، واهتم الكتاب بالتكنولوجيا المتوافقة والتي تعني استخدام التكنولوجيا المتاحة بما يتوافق مع طبيعة البيئة، والعمارة الانتمائية بكيفية انتماء العمارة للبيئة ، مشيراً إلي أن حسن فتحي هو رياده لم يسبقه أحد في تراث العمارة المصرية وهذا يحسب له، وتشمل الريادة إمكانات الإنسان المصري واستثمار خبراته ليصبح بناءً والتجريب والعمارة البيئية .

 

وأوضح عصام أن حسن فتحي لديه ايجابياته والتي تتمثل في التأسيس الأولي وسلبياته حيث كان لا يطيق المناقشة وكان يتميز بجرأة كبيرة في النقد والتي كان ينفر منها الكثير ، وكان فتحي العنان لفكره ولفكر الآخرين ولا يحددها في إطار معين ، لافتاً إلي أن الكثير قال عنه أنه لديه مجموعه من البدائل التصميمية والانشائية التي لم تنفذ علي أرض الواقع ، ففكر حسن فتحي أصبح فكر إنساني لا يخص مصر وحدها ولكنه انتشر في كثير من بلاد العالم ايماناً من حسن فتحي بأن أهم مشكلات العمارة تكمن في الفوارق المادية ، كما مدح فيه الكثير من الكتاب والمعمارين تكريماً له لما قدمه من فنون كثيرة وأفكار عظيمة في العمارة ،حيث كان يعتمد علي موارد البيئة الموجودة بشكل تام، مشيراً إلي أن، المباني الموجودة في الريف حاليا لم تتوافق مع مواصفات المباني الريفية، مشيداً بشخصية حسن فتحي كونه فنان أكثر من كونه معماري فكان يعزف الآلات الموسيقية وهذا ما أثر في عبقريته المعمارية.

 

وقال المعماري عمر رؤوف، أن شخصية حسن فتحي كمعماري لديها اهتمام كبير بجميع بلاد العالم ففي أحدى السنوات قام المركز الثقافي الفرنسي بإعداد تقرير عن أسماء أهم 100 معماري في القرن العشرين وكان حسن فتحي هو المصري والعربي والمسلم الوحيد في قائمة الأسماء، مشيرا إلى أن الكثير من الدول الغربية قامت بتطبيق أسلوب العمارة الخاص به في كثير من المدن، وحصل فتحي علي 6 جوائز عالمية من ضمنهم جائزة نوبل البديلة وأفضل معماري في العالم، كما أراد فتحي توفير منازل ملائمة للفقراء محدودي ومعدومي الدخل باستخدام مواد البناء الطبيعية التي تتميز بزهد ثمنها، وبالرغم من ذلك فهو لا يستخدم ماده واحده فقط للبناء ولكنه كان يستخدم المواد التي تتوافق مع ظروف البيئة

 

وأوضح عمر أن فتحي واجه الكثير من الصعوبات والضغوطات من أصحاب شركات الحديد والاسمنت مثل عثمان احمد عثمان وأحمد عز لمنعه من تنفيذ وتطبيق منهجه المعماري ومنعوه من التدريس في الجامعات حتى لا يتثنى له نشر ثقافته المعمارية ، واستمراراً لمسيرة.حسن فتحي قام وليام ليفيت الأمريكي بالسير على نهج حسن فتحي وقام ببناء منازل من الخشب فقط دون الحاجه الي الأسمنت والحديد مما أدى الى تقليل العشوائيات المنتشرة في شوارع أمريكا ، لافتاً إلي أنه من الممكن حل مشكلة الإسكان الاجتماعي إذا تم تطبيق منهج حسن فتحي في استخدام الموارد الطبيعية الموجوده في البيئة لبناء منزل بتكلفة أقل دون الحاجه الي استخدام أسمنت أو حديد .


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة