فيديو وصور| «الخردة كنز لا يفنى».. النفايات تتحول ذهبًا في «جمهورية السبتية»
فيديو وصور| «الخردة كنز لا يفنى».. النفايات تتحول ذهبًا في «جمهورية السبتية»


على طريقة عبد الغفور البرعي..

فيديو وصور| «الخردة كنز لا يفنى».. النفايات تتحول ذهبًا في «جمهورية السبتية»

محمد وحيد- نشوة حميدة

الثلاثاء، 29 يناير 2019 - 06:02 م

- «الحاج أشرف» 30 عامًا من العمل في الخردة.. ويؤكد: يومية الصنايعي 150 جنيهًا

- كيلو النحاس بـ40 جنيهًا.. والألومنيوم بـ20

- تاجر: «تجارة فيها ناس بتكسب بالملايين وناس على باب الله»

 
 
«مسامير وقطع معدنية وبرادات حديد ونحاس متناثرة وسط الأرجاء.. منتجات معدنية صدئة ومحركات سيارات وقطع غيار.. مواتير مياه وماكينات ومعدات قديمة تنتظر مصيرها المحتوم لتحويلها إلى ذهب».. ووسط كل هذا رجال أشداء وخلية نحل لا تكل ولا تمل من البحث عن الزرق.. هنا سوق الخردة في السبتية ببولاق أبو العلا، الشاهد على رحلة صعود العشرات من تجار الخردة، إلى عالم المال والأعمال والشهرة على طريقة «عبدالغفور البرعي».

 

يرجع تاريخ إنشاء «وكالة البلح» إلى بدايات القرن التاسع، وقد أطلق عليها هذا الاسم لأنها كانت سوقا مخصصة لتجارة البلح، الذي كان يأتي إليها عبر المراكب النيليلة الصغيرة من الصعيد بجنوب مصر، خاصة من أسوان، إلا أن تجارة البلح بدأت في التراجع تدريجيا واقتصر بيعه في السنوات الأخيرة على تجار الجملة في منطقة «الساحل» التي تبعد قليلا عن وكالة البلح.


ولفتت حيوية الوكالة التي يتوافد عليها يوميا صنوف عدة من البشر، يتركون في ظلالها حكاياتهم وصراعاتهم الصغيرة مع الحياة، أنظار صناع السينما والدراما، ففي منتصف الثمانينيات شاركت الفنانة نادية الجندي ببطولة فيلم شهير حمل عنوان «وكالة البلح» تدور أحداثه حول سيطرة التجار على بعض السلع والتحكم في السوق. وجذب الفيلم انتباه المشاهدين بحبكة درامية اختلطت فيها مشاعر الحب بصراع التجار في الوكالة.

 


وفى أواخر التسعينيات قدم الفنان نور الشريف المسلسل التلفزيوني الشهير «لن أعيش في جلباب أبي» ليحكي قصة شاب فقير قدم من الصعيد ليعمل بوكالة البلح، يجتهد ويكافح ليصل بعد تعب وجهد إلى مصاف كبار التجار والأثرياء. ومن ثم أصبحت الوكالة منجم خبرة ومكاسب مادية لكل من يقصدها سواء كان البائع أو المشتري الذي يفضلها للحصول على أرخص الأسعار وأعلى الخامات.

 
سوق الخردة 

مجموعة ورش ودكاكين داخل «سوق الخردة» يشكل عمالها خلية نحل، تعمل بعزيمة وإصرار مقاتلين من أجل تحويل سلعة معدومة القيمة إلى سلعة ثمينة، يطلبها الزبائن، بعد رحلة التصنيع وإعادة التدوير.

 


تدوير الخردة

رحلة صناعة وتدوير الخردة، كشفها لنا الحاج أشرف رمضان، الذي وهب 30 عامًا من عمره في سبيلها، مؤكدًا أنها مهنة شاقة، فليس من السهل أبدًا أن يصبح الفرد تاجر خردة ويخترق صفوف الأثرياء أو أصحاب رؤوس الأموال، خاصة إذا كان كسولاً، لا يبحث عن الرزق، وليس ممن يتقون الله في عملهم.
 
 
مش كله عبد الغفور البرعي

يقول الحاج أشرف، أحد تجار الخردة في منطقة السبتية: «الوكالة مش كلها عبد الغفور البرعي، دا كان زمان، والخردة ليست الدجاجة التي تبيض ذهبًا، فيومية الصنايعي 150 جنيهًا ولا تكفيه».

 


أسعار الخردة

وتابع: «كيلو الخردة الآن بـ4 جنيهات و70 قرشًا، وأشتري كيلو النحاس بـ40 جنيهًا، وكيلو الحديد بنفس السعر، والألومنيوم بـ20 جنيها»، موضحا أنه يقوم بفكها وتجميع كل معدن على حدة ثم بيعه للمخازن، متابعا: «الخردة فيها ناس بتكسب بالملايين وناس على باب الله».
 

رأس مال صغير 

وعن رحلته في عالم الخردة، أوضح أنه كان في البداية يعمل «صبي سمكري» في ورشة، وذات مره قرر أن يجمع بنفسه بقايا الأجهزة الكهربائية والمسامير والمواد المعدنية القديمة من الورش بعد أن «نامت صنعة السمكري»، ثم يقوم بتكسيرها ويبيعها إلى المحلات، وواظب على ذلك سنوات للحصول على قوت يومه وأولاده  بالحلال، حتى قرر إنشاء ورشة خاصة به، وتابع: «بالفعل استأجرت ورشة وبدأت في جمع وتحويل الكُهنة والبقايا المعدنية للسيارات التي لا قيمة لها إلى رأس مال صغير أصبح بعد ذلك كبيرًا».

 

وواصل حديثه قائلا: «الحمد لله مهنة حلوة، الحمد لله مستورة، بارك اللهم فيما رزق، ولا نطمع إلا في رضا الله».

 


مكاسب الصنعة 

وبخصوص مكاسب الصنعة، قال «الحاج أشرف»: «الزرق بتاع ربنا»، مؤكدا أن الخردة مهنة مربحة لمن يفهمها ويتقي الله في عمله، ويحرص على فهم كل كبيرة وصغيرة فيها، مضيفا: «في ناس في السبتية بقوا مليونيرات من الخردة».

 


أحوال الصنايعية

وعن أحوال الصنايعية، يقول: «الصنايعي يعمل في تكسير الخردة وفكها طوال اليوم، وهي مهمة شاقة جدا للكثيرين، لكنها تتطلب صحة جيدة»، موضحا أن يومية الصنايعي تتراوح ما بين 150 إلى 200 جنيه، أي من 6 إلى 7 آلاف جنيه شهريا، موضحًا أنها لا تكفي بسبب غلاء الأحوال المعيشية ومتطلبات الأسرة والحياة اليومية.


 
رسالة للتجار الصغار

وفي نهاية حديثه، أصر «الحاج أشرف» على توجيه رسالة إلى تجار الخردة وخصوصًا الصغار، قائلًا: «بمجهودك وصبرك، والرضا بالمقسوم تصبح تاجر كبير»، متابعًا: «تذكروا قول الله: ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، وقول الرسول: من غش أمتي فليس مني».

 
 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة