أسامة عبدالخالق سفير مصر فى إثيوبيا
أسامة عبدالخالق سفير مصر فى إثيوبيا


حوار| سفيرنا بإثيوبيا: مصر تسعى لشراكة قارية لحل أزمة اللاجئين

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 08 فبراير 2019 - 10:11 م

قال أسامة عبدالخالق سفير مصر فى إثيوبيا، إن القارة الإفريقية تنتظر الكثير من قيادة مصر للاتحاد الإفريقى فى دورته المقبلة، موضحا أن التجربة المصرية المميزة فى استضافة اللاجئين مثار إعجاب إفريقى ودولي.

كما أكد على عزم مصر حل أزمة اللاجئين عبر مشاركتها مع العديد من الدول، وعملها الدائم لإحلال السلام ومد يد التنمية والعون لكل الأشقاء الأفارقة.. والسطور المقبلة تكشف المزيد من الحقائق حول رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى فى الحوار التالي:

كيف يتم الاستفادة من قضية اللاجئين خاصة أن هذه الدورة للاتحاد الأفريقى ستكون عن هذا الموضوع؟

- بدايةً، لم يتم اختيار هذا الموضوع لعوامل انسانية فقط تتعلق بالوضع المتأزم لملايين من المواطنين الافارقة، وانما نظراً لما يمثله هذا التحدى من عبء اقتصادى ضخم يحد من الطموحات التنموية للدول الافريقية الى جانب تهديده لاستقرار مجتمعاتهم وانظمتهم السياسية. من هذا المنطلق، ستعمل الرئاسة المصرية مع هذا الموضوع على ثلاثة مستويات الأول: على المستوى الدولي، من خلال توعية المجتمع الدولى بالوضع فى القارة الافريقية، حيث تشير الاحصائيات الى وصول عدد النازحين بالقارة الى ما يقارب (12 مليونا) أى تستحوذ على ما يقارب 25% من اجمالى عدد النازحين عالمياً، والبناء على ذلك لحشد الدعم المالى والسياسى اللازم لذلك من الشركاء الدوليين.

ثانياً على المستوى القاري: من خلال العمل على تكاتف وتجميع الجهود القارية فى هذا الصدد واشراك التجمعات الاقتصادية والآليات الاقليمية المختلفة وكذا منظمات المجتمع المدنى فى المبادرات التى سيتم وضعها لمواجهة تلك المشكلة بحيث يتم خلق نوع من الشراكة القارية لمواجهة هذا التحدي. ثالثاً على المستوى الوطنى : من خلال ابراز الدور المصرى الرائد فى هذا الشأن بداية من التأكيد على استضافة مصر لعدد كبير من اللاجئين بلغ (٥ ملايين لاجىء مقيم فى مصر) وتوفير كل الخدمات الأساسية لهم دون إقامة اى معسكرات للاجئين إلى جانب المركز الأفريقى لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات والذى ستستضيفه مصر لمساعدة الأشقاء الأفارقة على إعادة الاندماج فى أوطانهم عقب انتهاء الصراعات وهو ما سيكون له أكبر الأثر فى مساعدة القارة الأفريقية علي  تخطى أحد أهم التحديات الأساسية للقارة فى القرن الـ21.

كيف ترون دور رجال الأعمال المصريين في تنمية التعاون المصري الإفريقي؟

- يمثل القطاع الخاص بشكل عام، عاملاً أساسياً فى عمليات وآفاق التعاون سواء على المستوى الثنائى او على المستوى القارى، وللقطاع الخاص دور اساسى فى القارة الافريقية بشكل خاص نظراً للاحتياجات الضخمة والمتنوعة للشعوب الافريقية،والتطلعات التنموية الطموحة للقيادات السياسية بالقارة. وفى ضوء رغبة مصر فى تعميق العلاقة الاستراتيجية بينها وبين القارة الأفريقية على كل المستويات السياسية والثقافية والاقتصادية، فرجال الأعمال المصريين دور محورى فى تنمية أواصر تلك العلاقة سواء فى المجال الاستثمارى من خلال التركيز على القطاعات التى تتمتع مصر فيها بميزة نسبية ولديها فى نفس الوقت مجال للنمو بالقارة كقطاعات الصحة، والتصنيع الدوائى والاتصالات، والإنشاءات، علماً بأن حجم الاستثمارات الاجنبية المباشرة بالقارة بلغ 42 مليار دولار فى عام 2017 (ما يقارب 3% من حجم التدفقات الاستثمارية عالمياً). أو على المستوى التجاري، وذلك بالاستفادة من المبادرات على المستوى القارى واهمها اتفاقية التجارة الحرة القارية والمتوقع دخولها حيز النفاذ العام الجارى بما سيتيح سوقا لما يزيد على 1.2 مليار مواطن افريقى.

ما أهم التحديات التي تواجه القارة على المستوى الأمني والتنموي؟

تواجه القارة الافريقية عددا ضخما من التحديات سواء على المستوى التنموى أو على المستوى الأمنى والنزاعات المسلحة إلا أن الدول الافريقية قد نجحت باتخاذ عدد من الخطوات الايجابية فى اطار اجندة 2063 بالتركيز على عدد من المجالات ولعل أهمها الدفع بمجال التكامل الاقتصادى الذى يعد القاطرة الاساسية للنمو بالقارة وذلك من خلال مشروعات واعدة على رأسها مشروعات البنية التحتية، إلى جانب اتفاقية التجارة الحرة القارية واخيرا من خلال عقد النسخة الاولى للاجتماع التنسيقى «قمة افريقية مصغرة» بين الاتحاد الافريقى والتجمعات الاقتصادية الاقليمية فى نيامى فى يونيو الجاري.

وعلى الصعيد الأمني، يعتبر ملف السلم والأمن أحد الملفات الأساسية على جدول أعمال القارة وأجندة الرئاسة المصرية حيث يتم العمل على تفعيل مركز إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد الصراعات فى أفريقيا لاسيما فى ضوء أن النزعات باتت ذات طبيعة معقدة لتضافر عوامل الإرهاب والجريمة وعدم الاستقرار السياسى ومصر لديها فى هذا الصدد خطة تنفيذية الطابع طموحة تتسق مع الأهداف الأفريقية المتوخى تحقيقها.

كيف ترى تطور العلاقات المصرية - الإثيوبية؟

- العلاقات المصرية - الاثيوبية ذات طبيعة استراتيجية بالمعنى الحقيقى للمفهوم وانعكاس لظروف ترتبط بعوامل التاريخ والجغرافيا. وتكامل المصالح وهو ما ينعكس عمليا فى تكليف القيادتين السياسيتين للحكومتين بحكم وعيهما العميق بوحدة المصير ووجود آفاق رحبة للغاية لتطوير شراكة استراتيجية حقيقية تخدم مصالح الشعبين بالعمل المكثف على ترجمة تلك الرؤية إلى خطط تنفيذية محددة.

ما حجم التبادل التجارى بين مصر وإثيوبيا.. وكيف يصل إلى الحجم المأمول؟

- يبلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين 184 مليون دولار تمثل أهم الصادرات المصرية منها 177 مليون دولار حيث تمثل أهم الصادرات المصرية الدقيق، الزيوت، والنحاس ومنتجاته بينما تتمثل أهم الواردات المصرية من إثيوبيا فى البن والبذور الزيتية، وتسعى مصر لزيادة معدل التبادل التجارى مع إثيوبيا فى ضوء الامكانيات المتاحة حيث تبلغ الواردات الاثيوبية من العالم ما يقارب 17 مليار دولار، وذلك فى إطار استراتيجية الدولة المصرية لزيادة الصادرات إلى القارة الأفريقية و التى لا تتعدى حاليا الـ 4 مليارات دولار أى اقل من 10٪ من اجمالى الصادرات المصرية.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة