محمود كساب

السبت، 27 أبريل 2019 - 05:22 م

التنمية المحلية: حظر «التوك توك» من شوارع العاصمة وعواصم المدن

قائدو المركبات: «خراب بيوت».. ولا نملك ضمانات إنشاء مشروعات خاصة

-ورئيس شعبة «المواد البترولية»: يستهلك أكثر 55% من بنزين 80

 

«لا صوت يعلو فوق صوت التوك توك».. هذا هو الحال في شوارع مصر، فعلى الرغم من قرار وزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوي بمنع سير «التوك التوك» في الشوارع الرئيسة، إلا أنه مازال يتحرك بحرية كاملة.

 

آليات التنفيذ

 

ورصدت «بوابة أخبار اليوم» على أرض الواقع، آليات تنفيذ قرار المحافظ على في الشوارع الرئيسية بمحافظة القاهرة، إلا أننا رصدنا ما لا يحمد عقباه.

 

البداية كانت عندما أصدر وزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوي، قرارًا بحظر سير التوك التوك بالشوارع الرئيسية وترخيصه وتحديد الأماكن الذي يسير فيه، وعلى الرغم من ذلك تكدست شوارع القاهرة بسير «التوك توك» أمام أعين الجميع، وكأنه قوة لا يستطيع أحد القرب منها، وبعد الانتهاء من المدة التي حددها الوزير لتقنين وضع تلك المركبات وسحبه من الشوارع، إلا أنها مازالت إمبراطورية توك توك كما هي بالشوارع.

 

الترخيص.. لمن؟

 

في البداية، قال د. خالد قاسم، المتحدث الرسمي باسم وزارة التنمية المحلية، إن قرار تقنين وحظر التوك التوك من شوارع العاصمة وعواصم المدن تم تطبيقه من أول أبريل الجاري، مشددا على أن يجب استخراج تراخيصه لمنع صغار السن من قيادته أو العمل عليه.

 

وأكد «قاسم» في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن وزارة التنمية المحلية تقدم تسهيلات لسائقي التوك توك، منها قروض باسم من مشروعك أو صندوق التنمية المحلية، وأيضا تسهيلات لسيارات الفان التي ستحل محل مشروع التوك توك قريبا بشرط أن تكون السيارة 7  راكبًا.

 

و أشار المتحدث الرسمي باسم وزارة التنمية المحلية، إلى أن سيارات" الفان" ستعود بالنفع على السائق، فبدلا من أن يأخذ أجرة فردين سيأخذ أجرة 7 أفراد.

 

استهلا البنزين

بينما يرى د.حسام رأفت، رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن في الفترة الحالية ستكون مركبات التوك توك مسئولة عن استهلاك أكثر 55% من البنزين 80، مؤكدا أن النسبة في ارتفاع تام.

 

وأضاف «رأفت» في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن لا أحد يستطيع معرفة أعداد التوك التوك بمصر في الوقت الحالي ولا أحد يستطيع نسبة استهلاكه للبنزين بسبب دخوله عن طريق قطع الغير ثم تجميعه مرة أخرى، لافتًا إلى أن في الماضي كان من الممكن معرفة إحصائية بذلك من خلال «شعبة الموتسيكلات» لأنه كان يتم استيراده وليس تجميعه.

 

سحب التو توك

من جانبه، قال النائب أشرف إسكندر، عضو لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان، إن قرار سحب التوك التوك من الشوارع الرئيسية أمر غاية في الصعوبة خلال الفترة الحالية، خاصة أنه يعتبر مصدر رزق لمواطنين، موضحًا أن قرار سحب «التوك التوك» لابد أن يفعل من خلال الشرطة وليست الأحياء.

 

وأضاف «إسكندر» في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن لابد من دراسة هذا القرار من جميع النواحي ومعرفة عقوبته، مؤكدا أن بديل توك توك بسيارات الفان لابد أن ينفذ بطريقة الصحيحة، حيث إن مالكي سيارات الفان يقومون بترخيصه برخصة ملاكي وليست أجرة بما يضيع على الدولة حقه في أموال الترخيص.

 

مطالب السائقين

وتواصلت «بوابة أخبار اليوم» مع بعض سائقي مركبات توك توك بعد قرار تقنين وحظر توك توك في الشوارع الرئيسة، وخاصة في العاصمة وعواصم المدن، فأكدوا أن قرار سحب التوك توك سيمثل خرابا لبيوتهم وقطع لقمة عيشهم.

 

من جانبه، قال عبد الصمد جابر، 23 عاما، أحد  سائقي التوك توك، أمام محطة مترو السيدة زينب إنه حصل على دبلوم صنايع ولكن لا يجيد القراءة والكتابة ولم يحترف أي مهنة، فهو يعمل سائق توك توك منذ 6 سنوات.

 

وبخصوص القرار، فذكر أن هذا القرار يمثل كارثة حقيقة له، فهو متزوج منذ ثلاثة أشهر وزوجته لا تعمل، وإذا تم سحب توك توك منه فلا يوجد بديلا له حتى لا يستطيع شراء السيارة الفان البديلة له نظرا لظروفه المادية.

 

بينما أكد خالد سيد، 36 عاما، سائق توك توك بمنطقة المقطم، أنه لم يكمل تعليمه وكان في الماضي يعمل في السباكة ولكن كانت لا تكفي مصاريف أسرته، فعمل عند رجل يمتلك أكثر من توك توك، وفي حالة سحب توك توك من الشوارع لا يستطيع شراء سيارة خاصة به، ولا يستطيع أن يأخذ قرض مشروعك من وزارة التنمية المحلية حيث لا يملك أي ضمانات من أجل الحصول على هذا القرض.

 

وفي سياق متصل، قال الطفل محمد عبد النبي، 9 سنوات، إن والده توفي منذ صغره وترك المدرسة ووالدتها أشترت له «توك توك» من أجل أن يعمل عليه، ويستطيع أن يحصل على مصاريفه الشخصية، مؤكدا أنه إذا تم سحب توك توك سيعتبر هذا خراب بالنسبة لهم .

 

وأضاف «عبد النبي» أنه دائما يتعرض لبلطجة من قبل سائقين، ويتم فرض الإتاوة عليه وسرقة الأموال منه، مشيرًا إلى أنه لا مجال للعمل غير «قيادة التوك التوك»، لافتًا إلى أنه أراد تعلم حرفة ولكن والدته رفضت هذا تماما.