هواوي والأزمة مع أمريكا
هواوي والأزمة مع أمريكا


الجيل الخامس للاتصالات «5G» يشعل الحرب الصينية الأمريكية

ناريمان محمد

الأحد، 26 مايو 2019 - 05:22 م

يشهد العالم في هذه الأيام سباقاً متسارعاً نحو تطوير شبكات الجيل الخامس، حيث يقف الاقتصاد العالمي اليوم على أعتاب الثورة التكنولوجية كبرى 5G والإمكانات الهائلة التي ستطلقها في جميع  القطاعات، ارتبط اسم هذه الشبكة بعملاق التكنولوجيا الصيني «هواوي»، الذي تفوقت على شركات الولايات المتحدة في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس وريادتها العالمية لهذه التقنية.


على الرغم مما ستقدمه الشبكة الجديدة و الترحيب بيها، إلى أنها وجهت لها العديد من الانتقادات، ومنها ما يتعلق بمسألة التحكم بالأمن المعلوماتي، حيث كشفت وثيقة مسربة لمجلس الأمن القومي الأمريكي، خشية الحكومة الأمريكية من تطوير الصين لهذه الشبكة مما يعني تفوق الصين سياسيا واقتصاديا وعسكريا، الأمر الذي دفع الحكومة الأمريكية إلى تعطيل تطوير هذة الشبكة من الجانب الصيني و تبني خطط لتطوير هذه الشبكة لمواجهة التجسس الصيني.     


لذلك نشأت صراعات قوية قائمة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية عن بوادر حربا عالمية ثالثة تسمى بـ( الحرب التكنولوجية)، حيث شنّت واشنطن هجومين كبيرين استهدفا بكين واكبر شركة صينية هواوي عملاق التكنولوجيا، فهي الشركة التي تشكل محور تركيز الهجمات الأمريكية، كونها الشركة التكنولوجية الصينية الأكبر الأكثر ابتكاراً وتنافسية على المستوى العالمي، جعلها رمزاً للصعود التكنولوجي الصيني.


 تخضع شركة هووي لتدقيق شديد بعدما حثت الولايات المتحدة حلفاءهاعلى عدم استخدام تكنولوجيا "هواوي" لبناء الجيل الخامس من شبكات الاتصالات بسبب مخاوف من أن تكون هذه الشركة أداة تستخدمها الصين للتجسس.


وفرض قرار إدارة ترامب بإدراجها على قائمتها التجارية السوداء قيودا فورية على الشركة الصينية، تزيد بدرجة كبيرة صعوبة حصولها على تكنولوجيا الشركات الأميركية دون موافقة من الحكومة، وقد يؤدي هذا الحظر التجاري إلى إلحاق أضرار جسيمة بقدرة هواوي على القيام بأعمالها.


تطورت الأزمة بعد إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدراج "هواوي" على قائمة الشركات التي تمثل خطرا على الأمن القومي، وحظرت بالتالي على الشركات الأمريكية بيعها معدات تكنولوجية.

 

 وقال رن تزنفيه، مؤسس شركة هواوي "مايجري  من أحداث متسارعة على خلفية قرار الحكومة الأمريكية بحظر العمل مع الشركة ومنع الشركات الأمريكية من التعامل مع ( هواوى )وما تبع ذلك من إعلان عدد من الشركات الأمريكية الكبرى كشركة جوجل ليس بالمفاجأة تماماً، فالشركة توقعت حصول معظم هذه السيناريوهات واستعدت لمثل هذه التحديات، لكن لربما كان لجديد في الأمر التسارع الكبير في وتيرة الأحداث وتتالي مستجدتاها على أكثر من صعيد".


وأضاف "أنه يثق تماماً بقدرات الشركة وريادتها في مجالات عدة لن تتأثر بشكل سلبي كبير، وأن التأثير سيكون محدوداً لدرجة كبيرة على أعمال هواوي في مجالات جديدة وحيوية كتكنولوجيا الجيل الخامس التي تتربع هواوي اليوم على عرش ريادتها عالمياً، ولديها ثقة بأن منافسي الشركة لن يمكنهم اللحاق بركب ريادة الشركة لهذا المجال خلال العامين أو الثلاثة القادمين،وقد يكون أمر الحصول على رخصة الحكومة الأمريكية ليس بالأمر الذي يمكن تحقيقه بسرعة، لذا فإننا نعمل حالياً على تطبيق خطط أعمال المرحلة المؤقتة التي يمكنها التعامل مع الوضع الراهن".


وفي إشارة واضحة لثقة هواوي من تفوقها على الولايات المتحدة في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس وريادتها العالمية لهذه التقنية، قال رن تزنفيه بأنه لايعلم تماماً مافي مخيلة الساسة الأمريكان الذين يقودون الحملة ضد هواوي، لكنه يعتقد بأن لايجب على شركة هواوي أن تكون مستهدفة من قبل الحكومة الأمريكية لمجرد نجاحها في التفوق على الولايات المتحدة في تقنية الجيل الخامس، أو لاعتبارات صراعات تجارية بين الصين وأمريكا، فالأحرى أن يتعاون الجميع وأن تكون الحكومة الأمريكية منفتحة على الحوار والنقاشات البنائة المبنية على حقائق علمية وتكنولوجية، لا مجرد إدعاءات لايمكن إثباتها بأي دليل.


وفي سؤال له حول خطة الشركة لتغيير نهج حملاتها الإعلامية والتسويقية في مواجهة التحديات الحالية وضمان ثبات ثقة عملاء الشركة بها خارج السوق الصيني، قال رن تزنفيه بأن الشركة لم ولن تسعى لحل مشاكلها من خلال الحملات الإعلامية، بل من خلال إثبات مزيد من جدارتها على طريق توفير خدمات ومنتجات نوعية وذات قيمة مضافة بالنسبة للعملاء، والسهر على تحقيق أهداف أعمالهم وخططهم الاستراتيجية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة