السبت، 08 يونيو 2019 - 11:13 م

تذوقت مرارة النكسة وانتعشت بتكبيرات النصر من حواديت والدي الضابط بالجيش المصري الذي ملئت أذاني بحكاياته ويومياته في تلك الفترة التي ولدت بعدها بأربع سنوات كاملة.. لم يقنعني أي فيلم لم يشبعني أي كتاب يروي تلك الفترة.

أبي كان المحارب والراوي وعلامات الإصابات في جسده هي كانت موسوعتي الحية التي استشهد بها حتى الآن، تلك الملاحظات مرت أمامي كشريط سينمائي وأنا أقارن بينها وبين أحداث فيلم "الممر " للنجم أحمد عز.

 
قرار الانسحاب، خيبة الأمل، قتل الجنود، علامات استنكار الشعب المصري لما حدث.. حتى عبارة الفنانة الرائعة هند صبري بالفيلم، "الكبار بيشوفوا الكوابيس وهما صحيين"، باختصار كان أحمد عز "الضابط نور" هو الذي كانت أشاهد فيه كواليس حواديت أبي.

لا أتحدث عن أحمد عز فقط الذي دائما يبهرني بأدائه وتركيزة الشديد في اختيار أدواره، وهذا الذي جعلني أقارن بين أدائه في فيلم "الخلية" وبين فيلم "الممر"، ولكن يبدو أن مدرسة الشرطة تختلف عن مدرسة الجيش في الأداء.

ليس "عز" فقط ولكن جميع ممثلي العمل أبطال بمعنى الكلمة وأداء متميز، والبطل الحقيقي التي يتشارك مع أداء الممثلين هو الإنتاج، فالأزياء وتصاميم المعارك واللوكيشن، والعدد الضخم من المجاميع، بجانب خدع الكمبيوتر والانفجارات الضخمة، والحالة الانسانية الرائعة بين الجميع جعلني أتذكر فيلم "أنقاذ الجندي ريان"، خاصة في مشاهد إنقاذ الأسرى الذين كان يقودهم الفنان المتميز أحمد فلوكس، وتعامله مع الفنان إياد نصار الذي أبدع في دور الضابط الإسرائيلي.

كل ذلك عندما تضعهم في قبضة يد المخرج الكبير شريف عرفة تستطيع أن تثق في صناعة فيلم حربي متميز لا يختلف عليه الكثير.

وأيضا وجود الشاعر أمير طعيمة في كتابة سيناريو الفيلم جعل الحوار له موسيقي خاصة والأغاني كانت من مشاعر وأحاسيس الحدث عبر عنها بصورة رائعة المطرب محمد الشرنوبي.

فيلم "الممر" خلق بداخلي حالة عجيبة وممتعة وملئ جسدي بحماس غريب لرؤية مشاهد مصرية بطريقة عالمية ترصد فترة من نضال الوطن، فشكرا لصناع فيلم "الممر".

الفيلم تأليف وإخراج شريف عرفة، وكتب له الحوار الشاعر أمير طعيمة، وبطولة أحمد عز، إياد نصار، هند صبري، محمد جمعة، محمد فراج، محمد الشرنوبي، أحمد صلاح حسني، شريف منير، محمود حافظ، أمير صلاح الدين، أحمد رزق، أحمد فلوكس.