جانب من حفلات مهرجان موازين
جانب من حفلات مهرجان موازين


دورته الثامنة عشر تنطلق غدا في الرباط

" موازين 2019 " عيون المغاربة على مسارح المهرجان وقلوبهم في القاهرة مع أسود الأطلسي

مصطفى حمدي

الخميس، 20 يونيو 2019 - 10:39 م

تستغرق المسافة من مطار محمد الخامس في الدار البيضاء إلى مدينة الرباط ساعة وبضع دقائق تقريبًا، إذا زرت المغرب في هذا الوقت من السنة يمكنك بسهولة أن تتنفس الموسيقى في الهواء طوال الطريق، عبر لافتات الإعلان عن نجوم مهرجان موازين الغنائي وحالة الإحتفاء الإعلامي والشعبي بإنطلاق أهم مهرجان غنائي في الشرق الأوسط والذي تستمر فاعلياته حتى يوم 29 من الشهر الجاري .

أتيت لموازين أول مرة منذ ثماني سنوات، مفتونا بشعاره الدائم "إيقاعات العالم"، وهذا هو الحضور التاسع لي، في كل مرة أبحث عن جديد أكتب عنه بين منصات المهرجان المختلفة، كواحد من متابعي موازين أصبح الحضور إلى منصتي النهضة والسويسي المختصتان بحفلات البرنامجين العربي والأجنبي أمرًا تقليديًا، وهو ما فطن له منظموا المهرجان على مدرا العامين الماضيين فشحنوا بقية المنصات –المسارح- مثل سلا وأبي الرقراق وشلا بعروض أكثر تشويقًا من قلب الموسيقات المحلية المختلفة سواء الإفريقية أو المغربية الشعبية أو حتى عروض الشارع التي تجوب بها فرق موسيقية من مختلف العالم أحياء الرباط العاصمة "الهادئة" طوال العام .

كم يشبه اليوم البارحة، فنفس الأجواء تتكرر كل عام، إهتمام رسمي وإعلامي، وحضور أمني منظم وجيد لا تشعر لقدرته على جعل الأمور تسير بسلاسة وهدوء ونظام، ومعهم تنطلق حفلات المهرجان غدا الجمعة بحفل كارول سماحة والمطرب المغرب محمد رضا على مسرح النهضة، كارول تحديدًا لها حضور مميز هذا العام بحفلين على مسرحين مختلفين ، وقد وصلت إلى المغرب مبكرًا لمتابعة تجهيزات الحفلين .

على منصة السويسي المكتظة دائمًا بالمراهقين سيحيي غدا  "ديفيد جيتا" منتج الموسيقي الاليكترونية الشهير أو الدي جي -كما نسميه في مصر- أولى حفلات المهرجان وسط حضور صاخب متوقع من الجمهور الذي استغل انتهاء امتحانات البكالوريا – الثانوية العامة- مبكرًا كي ينطلق لمنصات المهرجان المختلفة .

ذكريات ميادة !

صيف 2011 التقيت ميادة الحناوي في مهرجان موازين، أجريت معها لقاء تقاسمنا فيه الشاي المغربي وحلوى اللوز والحديث عن السياسة والفن وحنينها للعودة إلى مصر وحزنها الشديد على سوريا، ولهذا أجدني هذه المرة متلبسًا بشوق حقيقي للقاء ميادة التي تعود للغناء في نفس المهرجان بعد ثماني سنوات حيث تحيي حفلًا على مسرح محمد الخامس، وهو الحفل الذي حل بديًا لحفل زياد الرحباني بعد اعتذاره عن الحضور لأسباب خاصة ، تدارك المهرجان الموقف سريعًا واتفق مع ميادة التي تمثل الحضور "السوري" الوحيد في المهرجان أمام حضور لبناني طاغي كالعادة على حفلات منصة النهضة ، فلدينا كارول سماحة وكذلك عاصي الحلاني الذي يحي اليوم حلا بمشاركة يسرا سعوف ، وكذلك ميريام فارس التي تغني غدًا الأحد على مسرح النهضة بمشاركة أوكا وأورتيجا ، كما يشارك محمد عساف يوم الانين بحفل كبير يغني فيه أيضًا سعد الصغير، كما هنا ايضًا اليسا صاحبة الشعبية الكبيرة في المغرب والتي ستغني على مسرح النهضة يوم الثلاثاء، ويوم الأربعاء يطل النجم وليد توفيق على نفس المسرح بمشاركة ديانا كرزون ، ويوم الخميس سيغني رامي عياش ومعه حسناء زلاغ ، وفي اليوم التالي نجوى كرم ومعها من مصر "أبو" مطرب الأغنية الواحدة "3 دقات" ، وأخيرا يختتم حسين الجسمي حفلات النهضة يوم السبت القادم بمشاركة زينة أسامة .

بالطبع الحضور اللبناني الطاغي على البرنامج العربي يقابله حضور مصري متواضع، يخاطب المزاج الشعبي بوجود 3 فنانين شعبيين هم سعد الصغير واوكا واورتيجا ، وكذلك مطرب نجح من خلال السوشيال ميديا وهو "أبو" وإن كنت أسأل نفسي ماذا سيغني أبو غير 3 دقات طوال الحفل ؟!

لا تنسوا بالطبع مسرح محمد الخامس المختص بالموسيقى الكلاسيكية والذي سيشهد حضور مطرب مصري شاب هو محمد محسن والذي يحي آخر حفلات المهرجان ، كما يشهد المسرح هذا العام تغييرا في استراتيجية حفلاته بظهور فرقة "مشروع ليلى" اللبنانية التي أارت جدلًا كبيرًا في مصر من قبل فماذا ستفعل في المغرب ؟

فلسفة جديدة

الواضح أن مهرجان موازين غير الكثير من فلسفته فلم يعد المهرجان مهتمًا باستقطاب أسماء عالمية للغناء على منصة السويسي بأجور خرافية كانت تصل لمئات الألاف من الدولارات ، ولكن التركيز من عامين انصب على الفنانين المنتشرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والملائمين لذائقة المراهقين ، بالطبع أبرزهم هذا العام الدي جي العالمي "مارشميلو" صاحب القناع الغريب ، والذي تعاون مؤخرا مع عمرو دياب في أغنية "باين حبيت" ، يتوقع المنظمون أن يحقق حفل مارشميلو حضورا جماهيريا غير مسبوق ، ينافسه أيضًا حفلات بفلو أند أولي ، بلاك أند بيس ، كارول جي ، ايه ناكامور ، وغيرها من الأسماء التي تصنع برنامج مميز للحفلات الغربية .

بعيدًا عن صخب مسرحي النهضة والسويسي ، هناك حشد جماهيري طاغي كالعادة على مسرح سلا الواقع على شاطيء المدينة الهادئة ، في كل عام يحتشد أكثر من مئة ألف شخص على شاطيء البحر يوميًا لمتابعة حفلات المطربين الشعبيين المغاربة ، هذا العام البرنامج متخم بأصوات لا نعرفها في مصر ولكنهم نجوم هنا ، مثل زهيرة الرباطية ، وعبد الله الداودي ، وفرقة فناير التي تعاونت مع سميرة سعيد في أغنية "مازال" ، وفنان موسيقى "الكناوة" الشهير المعلم حميد القصري ، ولهذا لا شك أن مسرح سلا هو وجبة موسيقية دسمة لهواء اكتشاف الموسيقات الجديدة والشعبية والفلكلورية تماما مثل مسرح منصة أبي رقراق المواجه لقلعة الوداية التاريخية حيث يقام برنامج الموسيقى الافريقية ليضم نخبة من الفرق مثل امازون افريقيا ، دلجرس ، يوسوفا ، فودجيم ، كاري جيمس .

وفقًا للتقارير الصادرة عن الدورة الماضية للمهرجان فقد بلغ عدد الجماهير التي حضرت أكثر من مليوني مواطن وهو رقم كبير في ظل تقاطع الدورة الماضية مع مباريات كأس العالم ، وهذه المرة تتكرر المفارقة بتعلق قلوب وعيون المغاربة بمصر حيث يشارك أسود الأطلسي في كأس الأمم الإفريقية المقامة على أرضنا ، ولكن الحديث عن الموسيقى لا يتوارى في المغرب وراء كرة القدم وإن كانت الساحرة المستديرة معشوقة الجميع تملأ المقاهي على آخرها بالجماهير التي احتشدت لمتابعة المباريات ثم انطلقت الى مسارح المهرجان المختلفة .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة