صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قصص وعبر| الشقيقتان.. و«التحرش الكاذب»

علاء عبدالعظيم

السبت، 22 يونيو 2019 - 08:29 م

رغبة جامحة عصفت بالشقيقتان، وثورة من الرغبات، وتسلط الحرمان للبحث عن المال، فما كان منهما إلا أن سلكتا طريق الغواية ولو كان سبيله الغدر والكذب والافتراء بالتحرش الكاذب.

أسدل الليل ستائره، ولمعت النجوم في السماء بينما وقفتا الشقيقتان بأحد الشوارع بمصر الجديدة حيث العمارات الشاهقة والتي تزينها واجهات المحلات التجارية مليئة بمختلف المعروضات، تتابعان بعين زائغة ضحيتهما، وما إن اقترب منهما سائق التاكسي الذي أخفض زجاج سيارته واحنى رأسه في أدب يسألهما عن وجهتهما أين يذهبان، وبصوت ناعم تخبره إحداهما بتوصيلهما إلى أحد الأماكن، ولم يكن يعلم بأنه سيقع ضحية التحرش الكاذب بهما.

اتخذت إحداهما الكرسي الأمامي بجواره، وأخذت تتجاذب معه أطراف الحديث بصوت متدفق بنغمات تمتزج بالرقة، بينما ترمقه الأخرى بنظرات بين الحين والآخر من خلال المرآة التي أمامه وكأنها تستأذن نظرات عينيه في كل كلمة.

وبعد أن طلبتا منه الوقوف للنزول، ابتلعته الدهشة التي تعاظمت على وجهه، حيث فوجئ بإحداهما بعد أن ترجلت من التاكسي تحاول الصراخ والاستغاثة بالمارة تتهمه بالتحرش بها وبشقيقتها التي غافلته وسط تجمع المارة، واستولت على نقوده وهاتفه المحمول.

فما كان منه وخشية الفضيحة إلا أن يتنازل عن الأجرة مقابل توصيلهما، وخشية الاعتداء عليه بالضرب، وانطلق بسيارته التاكسي تعلو وجهه علامات الخزي والخيبة بعدما اكتشف اختفاء هاتفه والنقود. إيراد يوم عمل شاق، وظل شارد الذهن لايكاد يستقر على حال يفترسه الغضب الشديد، ينطلق من عينيه بريق غيظ وحنق.

استجمع السائق قواه، واتخذ القرار وتوجه إلى قسم شرطة مصر الجديدة وقام بتحرير محضر يتهم فيه الشقيقتان بابتزازه والاستيلاء الى أمواله وهاتفه المحمول بحجة التحرش الكاذب، وأدلى بأوصافهما.

على الفور توجهت قوة من رجال المباحث لعمل التحريات اامكثفة التي أكدت صحة أقوال السائق، وبتقنين الاجراءات تمكنوا من االقبض على الشقيقتان، وأحيلتا إلى النيابة التي قررت حبسهما ٤ أيام على ذمة التحقيقات، واعترافهما بارتكاب عدة سرقات بذات الأسلوب ومغافلة الضحايا أثناء ادعاءهما بالتحرش بهما.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة