تعبيرية
تعبيرية


ثورة 30 يونيو| التاريخ الإجرامي لعصابة الإخوان

محمد سعيد

الجمعة، 28 يونيو 2019 - 09:51 م

منذ 6 سنوات فى الثلاثين من يونيو 2013 خرجت الأمة المصرية إلى ميادين المحروسة فى ملحمة وطنية اتحدت فيها الجماهير يجمعهم العلم المصرى.. عازمين على اقتلاع الجماعة الإرهابية ووضع نهاية لمشروع الفاشية الإخوانية.. وإعلان الحفاظ على دولتهم الوطنية وإعادة بنائها وإزالة آثار العدوان الظلامى الذى سعت قوى الشر والإرهاب فرضه على إرادة الأمة المصرية.

جماعة ظلامية صور لها غرورها أنها تسطيع تنفيذ مخططها من مصر، واستخدمت كل الطرق لإرهاب المصريين وتطويعهم.. جماعة أغفلت أن العقل والوعى المصرى لا يمكن خداعه أو السيطرة عليه بأفكار متشددة ظلامية.. جماعة ادعت لعقود نبوغها السياسى وارتدت قناع المظلومية السياسية.. وروجت كذبا أنها البديل لتطبق الديمقراطية.. وسرعان ما تكشف وجهها القبيح وبدأت نعرات الاستعلاء والخطاب الصفوى.. وحملات التشويه والتخوين والتكفير لكل من يعارضهم فى الرأى.

تجاهلت فاشية الإخوان أن المصريين شعب لا يهاب الموت، ولا يمكن حكمه بالإرهاب، وسرعان ما أدرك الوعى الجمعى للشعب مخطط جماعة الإخوان الإرهابية، فكيف لا.. ونحن شعب يدرك أن الأوطان إذا هزمت من عدو خارجى يمكنها النهوض من جديد..أما إذا تآكلت من الداخل فلا يمكن أن تنهض أبدا.. العدو هذه المرة داخلى يتحدث بلسان المصريين، ويعيش بينهم.. لكن سرعان ما كشفه الشعب.

فشل جماعة الإخوان الإرهابية السياسى لم يأت من فراغ.. فهى جماعة ظلامية متطرفة احترفت ونشأت على العمل السرى فى الجحور.. واعتادت على النخر فى مفاصل الدولة.. وساعدت نظرتهم الصفوية والاستعلاء على سرعة سقوطهم السياسى.. بعد استعداء كل من يخالفهم الرأى من المواطنين أو القوى السياسية واتهامهم بالخيانة.

بالعودة إلى تاريخ نشأة الجماعة فى عام 1928 نجد أن فكرة الأحزاب أو الديمقراطية والانتخابات لم تكن موضع ترحيب من مؤسس الجماعة حسن البنا.. وكانت عقيدة الجماعة أنه لا جدوى ولا مشروعية لوجود الأحزاب.. حتى أن «البنا» بعث رسالة إلى الملك فاروق عام 1938 يطالبه فيها بحل الأحزاب السياسية.

ومع مرور الوقت تحولت الجماعة إلى «حرباء» واضطرت لتغيير نظرتها للأحزاب لتحقيق أهدافها السياسية بالوصول للحكم.. واعتبرت الجماعة الأحزاب كيانات تنظيمية يمكن التعامل معها أو المشاركة فيها أو تأسيسها بهدف المشاركة فى الانتخابات والوصول إلى السلطة سواء فى البرلمان أو الرئاسة.. وعلى مدار عقود ماضية بدأت الجماعة فى الدخول مع أحزاب مدنية فى تحالفات انتخابية مكنتها من الوصول لمقاعد داخل البرلمان.. وعقب أحداث يناير 2011 سرعان ما انقلبت الجماعة على تلك الأحزاب المدنية ووصفتها بالخيانة، وأعلنت تأسيس حزبها ومكنتها آلتها الانتخابية وتحالفها مع الأحزاب الأخرى المنتمية لما يسمى بالإسلام السياسى من الفوز بأكثرية برلمانية.. وعقب وصول الجماعة الإرهابية لسدة الحكم فى 2012 تعالت نبرات الاستعلاء والصفوية لدى أعضاء الجماعة واستعدوا كل القوى المدنية ومنهم من كان يدعم مرشح الجماعة الإرهابية فى الانتخابات الرئاسية.

الوصول للسلطة

أما عن نظرة جماعة الإخوان للديمقراطية فلم تختلف كثيرا عن نظرتها للأحزاب.. فالجماعة منذ نشأتها ترفض الديمقراطية كجماعة فاشية.. كما أن فكر الجماعة يعتمد على مركزية القرار من المرشد، واعتبر مؤسس الجماعة الإرهابية حسن البنا أن الشورى تقوم على إعلام ولاة الأمر وليس إلزامهم.. فى حين أن الديمقراطية تعنى أن يكون قرار الأغلبية ملزما، وفى سبيل تحقيق أهدافهم بالوصول للسلطة بدأت آراء وتوجهات «البنا» فى التحول إلى إلزامية الشورى.. إلى أن تم تغيير نظرة الإخوان للديمقراطية على أنها تحقق مصلحة الجماعة على المدى البعيد، كآلية للوصول إلى الحكم أو المشاركة فيه لتحقيق أهدافهم، وبدأوا ينخرطون فيها تدريجيا ومن ثم يؤسسون الأحزاب، وكان الغطاء العقائدى لذلك هو الانطلاق من فرضية وجود قواسم مشتركة بين الديمقراطية ومبدأ الشورى فى الإسلام.

ولأن جماعة الإخوان الإرهابية كائن سلطوى مشغول بالحكم لا يتوانى عن السعى لحيازته من جديد سواء باللجوء للسلاح أو للتقية أو الاثنين معا.. ادعت تغيير فكرها وتوجهها من الأحزاب والديمقراطية فى سبيل تحقيق هدف الوصول للحكم.. وظلت طوال عقود ما قبل يناير 2011 تتشدق بأنها البديل المناسب الذى يمتلك الرؤية والحلول لتحقيق التقدم وتطبيق الحكم الديمقراطى.. وبدأت آلتهم الدعائية فى العمل على نشر حالة من التزييف والإدعات للترويج للبديل الإخوانى ضاربين مثالا وقتها بالنموذج التركى.. إلى أن تمكنوا من اعتلاء كرسى الرئاسة ليبدأ بعدها السقوط السريع بعد أن سقط قناع المظلومية والتهميش فى الحياة السياسية الذى طالما ارتدته الجماعة.. فسرعان ما كشفت الجماعة عن وجهها الحقيقى القبيح.. وبدأت حملات التخوين لكل من يخالفهم الرأى.

أخونة الدولة

وتمثل الجهل السياسى والاستعلاء للجماعة الإرهابية بعد وصولهم للحكم والكشف عن وجههم الحقيقى كعصابة إجرامية.. فى عدة مشاهد منها «أخونة الدولة» الذى تصاعد بعد محاولات الإخوان المستميتة بزرع قياداتها وعناصرها فى مراكز القوى داخل الدولة المصرية.

بالإضافة للدخول فى معركة شرسة مع القضاء ومحاولات تعيين نائب عام بدلا من النائب العام عبدالمجيد محمود.. كما حاصرت ميليشيات الإخوان الإرهابية المحكمة الدستورية العليا.. بينما كان الإعلان الدستورى الذى أصدره الإخوانى المعزول عام 2012 بمثابة إعلان عن ديكتاتورية الجماعة الإرهابية.. وهو ما رفضه الشعب وخرج فى مظاهرات غاضبة أمام قصر الاتحادية.. وفى المقابل أصدرت الجماعة الإرهابية الأمر لميليشياتها بالاعتداء على المواطنين المعترضين على الإعلان الديكتاتورى مما أدى لسقوط ضحايا ومصابين نتيجة استخدام الميليشيات الإرهابية للسلاح فى وجه المتظاهرين السلميين.

أيضا أثار المشهد الذى تابعه المصريون باستضافة الجماعة لشيوخ ورموز الإرهاب والذين تورطوا فى حادث استشهاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى احتفالات أكتوبر وكان على رأسهم عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية وطارق وعبود الزمر، وقيادات بارزة بالجماعة الإسلامية حفظية الشعب الذى استنكر استضافة المتورطين فى عمليات إرهابية فى مناسبة وطنية مثل نصر أكتوبر المجيد.. وغير ذلك من الممارسات السياسية التى كشفت إرهاب الجماعة وفكرها المعادى للدولة وللشعب المصرى.

كما أن جماعة الإخوان الإرهابية ظلت تروج لمشروعها الاقتصادى الوهمى والذى أطلقوا عليه (مشروع النهضة العملاق) ليكشف المواطنون كذب ادعائهم وفشلهم الاقتصادى فلم يكن لديهم أى رؤية أو خطة إصلاح اقتصادى.

إجرام الجماعة الفاشية.. وسقوط أقنعتها.. واكتشاف حقيقة مخططاتها الإرهابية أدى إلى تشغيل الجهاز المناعى لدى الوعى المصرى الذى هب ثائرا فى الثلاثين من يونيو 2013 لوضع نهاية لمخطط الإخوان الإرهابى.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة