الإثنين، 08 يوليه 2019 - 11:34 ص

يعتقد بعض الرجال أن عمل المرأة هو سبب رئيسي في فشل العلاقة الزوجية، بسبب انشغالها بتحقيق طموحاتها وأهدافها والسعي وراء إثبات ذاتها، ولكن الفكر المتخلف الذي يطارد معظم الأذهان أصبح ليس له أي أساس من الصحة، مشاركة المرأة في سوق العمل تؤثر بالإيجاب على سعادتها الزوجية.  

انتشرت في الآونة الأخيرة بعض الدراسات التي ترفض عمل المرأة باعتباره سبب في تهديد السعادة الزوجية، لذلك قامت «بوابة أخبار اليوم»  بعرض هذه الدراسات  على العديد من الخبراء المختصين لمعرفة آراءهم فيها. 

فكر متخلف
في البداية أكد دكتور جمال فرويز أستاذ علم النفس، أن عمل المرأة نسبي ولا يمكن أن يصبح سببًا في التعاسة الزوجية، بالعكس فهو يساعدها على تحقيق مستوى مادي مرتفع للأسرة من الناحية الاقتصادية، مشيرًا إلى أن عمل المرأة لا يؤثر بالسلب على السعادة الزوجية ، ولكننا لا يمكن أن ننكر أن وقت المرأة أحيانًا ما يكون مكدسًا من خلال إعداد الطعام وتلبية متطلبات الأولاد والمنزل، في ظل أن الزوج الشرقي غالبا ما يكون له بعض المتطلبات. 

وأضاف "فرويز" قائلًا أن الفكرة التي تطارد أذهان الجميع هي أن"عمل المرأة" هو السبب الرئيسي في فشل العلاقة الزوجية هو فكر متخلف وجاهل ولكنه سيظل موجود لأن كلما زادت المتطلبات زاد التقصير في طلبات المنزل.

وذكر "فرويز" أن عمل المرأة هو المنقذ الوحيد لها في حالة الطلاق أو الانفصال عن الزوج، كما أنه يساهم في زيادة الوعي وتربية الأولاد  بطريقة صحيحة من خلال فتح مداركها على أن تكون أم ناضجة مواكبة لما يحدث حولها. 

ينصح أستاذ علم النفس الرجال بتفهم طبيعة عمل المرأة، لأنها تكافح من أجله، ويوجه نصيحة للسيدات بضرورة الاهتمام بأزواجهن من خلال التدليل المستمر. 

التوازن كلمة السر 

وفي هذا السياق أكدت الدكتورة صافيناز سالم استشاري العلاقات الأسرية أن هناك شخصيات متعددة من النساء منهن من يعمل بضمير ومنهن من يقصر في عمله ولا يهتم به.

وأشارت استشاري العلاقات الأسرية إلى ضرورة تخلي المرأة عن عملها في حالة إنها لم تنتج فيه، حتى لا تصبح مجرد أداة لترتيب الأوراق فقط، مشيرة إلى أن الكثير من السيدات متأخرات عن مواكبة التكنولوجيا ويتسببن في تعطيل المهام الرسمية، ولكن في المقابل هناك بعض السيدات الناجحات في عملهن، وعلى غير المألوف تؤكد "سالم" أن هناك بعض الرجال الذين فرضوا على زوجاتهم النزول إلى سوق العمل لتحقيق السعادة الزوجية.

وأضافت سالم أن بعض سيدات مهملات في عملهن ويجب عليهن التصالح مع ذاتهن والتخلي عن وظيفتهن ليتركن فرص عمل للأجيال القادمة، مضيفة أن هناك بعض النساء اللاتي يفضلن الجلوس في المنزل وعدم الاحتكاك بسوق العمل وغالبًا  ما تتعرض هذه الفئة إلى مشاكل صحية بعد سن الستين. 

وذكرت سالم أن هناك بعض الرجال المتفهمة لطبيعة عمل المرأة، ويساندون زوجاتهم من خلال التعاون معهن في أعمال المنزل، وأكدت الدكتورة أن العلاقة الزوجية متوقفة على فهم نمط شخصية المرأة، مشيرة إلى أن هناك بعض المبادرات التي تؤهل الزوج والزوجة إلى قيام علاقة زوجية ناجحة. 

وأضافت صافيناز أن السيدة المصرية لها دور مهم في الحياة، ناصحة السيدات المنتجات بتنمية أنفسهن، والاهتمام بالحياة العملية والحياة الزوجية والتوازن بين سوق العمل وأعمال المنزل حتى يشعرن بالراحة. 

دعم الزوج.. مفتاح النجاح

أكدت الدكتورة زينب نجيب خبيرة علم الاجتماع أن المرأة تستطيع القيام بأكثر من دور وعادة ما تنجح في جميع الأدوار، مضيفة إلى أن هناك سيدات عاملات ناجحات ومتفوقات وسعيدات في العلاقة الزوجية بسبب تلاقيهن الدعم المستمر من أزواجهن. 

وأشارت نجيب إلى ضرورة تنظيم الوقت بين أعمال المنزل والأداء في العمل، فضلًا على أن المرأة مسئوليتها كبيرة وتحتاج إلى التقدير والشكر والكلمات الإيجابية، ناصحة السيدات بضرورة الاهتمام بتربية الأبناء والحرص على تنشئتهم تنشئة سليمة حتى تشعر المرأة أنها ناجحة في العمل والمنزل، فشعورها بعدم التقصير من أهم أسباب السعادة الزوجية.