مصر تدخل عالم «الطيران النظيف».. والخبراء « شئ مبشر»
مصر تدخل عالم «الطيران النظيف».. والخبراء « شئ مبشر»


مصر تدخل عالم «الطيران النظيف».. والخبراء: شيء مبشر

إنجي خليفة

الجمعة، 26 يوليه 2019 - 05:50 م

استقبل مطار القاهرة الدولي الأربعاء الماضي، أول رحلة طيران تجارية يتم تشغيلها باستخدام وقود مستدام، عبر طائرة الأحلام الخامسة لمصر للطيران من طراز بوينج B787-9 Dreamliner ،عبر الرحلة الأولى لمحرك رولزرويس طراز Trent 1000 الذي يعمل بالوقود النباتي، بنسبة 30% من الوقود المصنع من المخلفات الزراعية و70% من الوقود العادي.


«Clean to Fly»


الصحف العالمية تناولت خبر وصول الطائرة الأولى لمصر للطيران التي أدخلت مصر عالم الطيران النظيف بشكل واسع، الطائرة تحمل رسالة«Clean to Fly» كتبت بالون الأخضر الذي يرمز للحفاظ على البيئة، وضعت الرسالة على جانبي مقدمة الطائرة لتميزها عن غيرها بأسطول الشركة الوطنية الذي وصل الأربعاء 24 يوليو، إلى 72  طائرة.


الوقود الحيوي


بهذه الرحلة نجحت الشركة الوطنية مصر للطيران في تحقيق إنجاز كبير يضاف إلى رصيدها كشركة وطنية تمثل الطيران المدني المصري بإطلاقها أطول رحلة طيران باستخدام الوقود الحيوي بنسبة ٣٠ ٪؜ من الوقود المصنع من المخلفات الزراعية إلى ٧٠ ٪؜ من الوقود العادي.


جاءت هذه الخطوة من منطلق دعم الشركة لاستخدام الطاقة النظيفة الصديقة للبيئة في صناعة النقل الجوي للحد من الانبعاثات الضارة،حيث تقوم الشركة حالياً متمثلة في قطاع السلامة والجودة بعمل العديد من الدراسات لإمكانية تطبيق هذا المشروع على جميع الطائرات في المستقبل القريب.


نقل جوي نظيف


وقد قامت عدد من شركات الطيران على مستوى العالم، باتخاذ هذه الخطوة تأييداً لصناعة نقل جوي نظيف بلا ملوثات.


MSR3330


وصلت رحلة مصر للطيران رقم MSR3330 ، ظهر الأربعاء، قادمة من مدينة سياتل بولاية واشنطون؛ إلى مطار القاهرة الدولي،وكان في استقبالها الطيار أحمد عادل رئيس الشركة القابضة لمصرللطيران، وعدد من قيادات الشركة القابضة وشركاتها التابعة.


خفض الانبعاثات 


تم تصميم طائرة 787 دريملاينر بقدرات تضمن كفاءة استهلاك الوقود وتقديم أداء بيئي فائق، خاصة وأن المواد المركبة خفيفة الوزن والمحركات عالية الكفاءة وغيرها من التحسينات الديناميكية الهوائية في هذه الطائرة تقلل من مستوى استهلاك الوقود والانبعاثات بنسبة 20 إلى 25 في % مقارنة بالطائرات التي تحل محلها.


 وكانت عائلة طائرات دريملاينر قد أدت إلى توفير يبلغ نحو 37 مليار رطل من وقود الطيران منذ دخولها الخدمة في عام 2011، أي ما يعادل إخراج 10 ملايين سيارة من الطرقات لمدة عام كامل.

 

حماية البيئة


من جانبه أكد الطيار أحمد عادل، على سعي الشركة الدائم نحو التطوير وتطبيق كافة التشريعات والتوصيات المتعلقة بحماية البيئة والتي ستسهم بقدر كبير في تقليل حجم الانبعاثات الناجمة عن حرق الوقود العادي خلال رحلات الطيران.


وأوضح عادل قائلاً: "تعد هذه الرحلة هي الأطول على متن هذا الطراز B787-900 دريملاينر من حيث نقطة الإقلاع من مقر مركز تسليم الطائرات بإيڤيريت حتى وجهتها إلى القاهرة، كما أنها الرحلة الأولى لمحرك رولزرويس طراز Trent 1000 ليعمل بهذا الخليط من الوقود النباتي وبهذه النسبه٣٠-٧٠".


وأضاف عادل، أنها لحظة تاريخية في تاريخ الشركة الوطنية والطيران المدني المصري فنجاح هذه الرحلة هو نتاج العمل الجماعي والمشترك بين مصر للطيران وشركاء النجاح من كبريات الشركات مثل بوينج، رولز رويس، آيركاب، واخيرا شركة EPIC المصنعة للوقود الحيوي.


أول مشغل يستخدم برنامج بوينج للوقود الحيوي 

واستفادت شركة مصر للطيران، من برنامج جديد أطلقته شركة بوينج،يقضي بتزويد هذه الطائرة الجديدة فائقة الكفاءة بوقود حيوي لتحلق به في رحلة تسليمها، مما يعكس توجه شركة مصر للطيران لتحسين كفاءة واستدامة عملياتها.


ومع رحلة الطيران من سياتل إلى مقرها مطار القاهرة ، أصبحت شركة مصر للطيران أول مشغل يستخدم برنامج بوينج الجديد الذي يوفر للمشغلين خيار استخدام وقود حيوي في رحلات تسليم الطائرات، وقد ثبت أن وقود الطيران المستدام يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 80% خلال دورة حياته، وتمثل رحلة تسليم الطائرة، والتي قطعت مسافة 5،925 ميلًا بحريًا (10،973 كيلومترًا) من سياتل إلى القاهرة، أطول رحلة تسليم لطائرة 787 باستخدام وقود مستدام.


نمو الطيران التجاري


من جانبها قالت نائب الرئيس للإستراتيجية في شركة بوينج للطائرات التجارية شيلا ريميس: "نحن في بوينج وفي صناعة الطيران بشكل أوسع، نؤمن بأن الوقود المستدام ينطوي على إمكانات كبيرة طويلة الأجل لمساعدة الطيران التجاري في مواصلة النمو وتحقيق أهدافنا المناخية".


هذا وتعد بوينج رائدة في هذا مجال تطوير وتعزيز وقود طيران مستدام، وقد أدت الأبحاث والاختبارات والمراجعات الصارمة التي أجرتها بوينج، بالتعاون مع شركات أخرى في صناعة الطائرات والمحركات، وأصحاب المصلحة في مجال الطيران، إلى موافقة الجهات التنظيمية على أول وقود مستدام للطيران التجاري في عام 2011، ومنذ ذلك الوقت، نقلت شركات طيران حول العالم حوالي 190.000 مسافر في رحلات تعتمد على مزيج من الوقود المستدام والتقليدي.

 

مؤسسة الطاقة الحيوية 


قال دكتور علي أبو سنة مدير مؤسسة الطاقة الحيوية بوزارة البيئة المصرية، في تصريحات خاصة لـ بوابة أخبار اليوم،  إن دخول مصر للطيران في النقل النظيف متوقع في ضوء الاتفاقيات الدولة التي تطلب بتطبيق استخدام الوقود الحيوي على الأقل نسبة من ١٠ إلى ٢٠% وبالطبع هذه الخطوة من مصر للطيران مبشرة جدا.


 وأوضح أبو سنة، أن كلمة حيوي تعني أن الوقود يأتي من مصادر غير أحفرية، مثل نبات الجاتروفا، وهذا النبات بعد أن يتم زراعته يستخلص منه الزيوت التي تستخدم في صناعة الوقود الحيوي.


وذهب مدير مؤسسة الطاقة الحيوية بوزارة البيئة المصرية ، إلى أن اعتماد الطيران على الوقود الحيوي ، له نواحي إيجابية كثيرة ، منها الناحية البيئية حيث يقلل استهلاك الوقود الأحوفوري وبالتالي يقلل الانبعاثات، ومن الناحية الاقتصادية يشجع صناعة الوقود من مصادر طبيعية، خصوصا أن العالم كله يتحدث عن الاقتصاد القائم على المصادر العضوية والطبيعية.

 


صناعة الوقود الحيوي في مصر 


وتابع سنة: "القرار هذا يعطي لنا اهتمام أن نحن يجب أن نبدأ في هذه الصناعة في مصر، الآن هناك طلب كبير على البايو ديزيل لكن الإنتاج ليس بدرجة كافية وهذا يعني أننا سوف نلجأ للاستيراد في الفترات الأولى لبعض الكميات لتغطية هذا الطلب، و لأن الإنتاج محدود في مصر بالرغم من  توافر ما يؤهلنا بدرجة كبيره طبقا لدراسات كثيرة".

وأضاف: " لدينا في مصر أماكن كثيرة مثل المناطق الصحراوية الموجودة بالقرب من البحر الأحمر، والأقصر و وجه قبلي، من الممكن أن  يزرع فيها فيها الجيتروفا لصناعة الوقود الحيوي".


وأكد مدير مؤسسة الطاقة الحيوية بوزارة البيئة المصرية، أنه من الممكن زراعة  الجيتروفا التي تدخل في صناعة الوقود الحيوي، باستخدام مياه الصرف المعالج، وهذا يعني أننا لسنا في  حاجة إلى  مياه عذبة، و كان هذا من منطلق وزارة البيئة واهتمامها بالجزء الخاص باستخدامات الكتلة الحيوية بصفة عامة، و عملت مؤسسة الطاقة الحيوية على كيف تقوم مصر بتشجع هذا الفكر في الإنتاج، ولدينا  البنية التحتية والفكر والإمكانيات للبدء في صناعة الوقود الحيوي.


وقال د. أبو سنة، إن صناعة الوقود الحيوي خضعت للدراسة بالمركز القومي للبحوث، ومعهد البترول، فنوعا ما لدينا الخبرات في هذا المجال، ونحن نحتاج إلى تحويله إلى صناعة وليس دراسات فقط، بالإضافة إلى أن السياسات الدولية جميعها تتجه نحو استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة بصفة عامة.


واختتم مدير مؤسسة الطاقة الحيوية بوزارة البيئة المصرية تصريحاته، قائلا: "يجب أن نشجع القطاع الخاص أن يبدأ العمل بتوسع أكبر، خاصة وأن صناعة الوقود الحيوي توجد بشكل محدود جدا، فالوقود الحيوي يتناسق مع سياسة وزارة البيئة خاصة وأنها استحدثت مؤسسة الطاقة الحيوية من أجل وضع  السياسات والمساعدة في التنفيذ لمن يريدون أن يستثمروا في هذا المجال".

 
كورسيا 


مصر لم تنضم للمشاركين في خطة «أيكاو» للتعويض عن الكربون وخفضه في مجال الطيران الدولي "كورسيا"، وهذه الخطة أقرت بعد الاتفاق التاريخي لممثلي الحكومات وقطاع الطيران والمجتمع المدني في مقر «أيكاو» بمونتريال أكتوبر 2016.


وشمل الاتفاق على استحداث تدبير عالمي قائم على آليات السوق لتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الطيران الدولي، كمساهمة إيجابية ومستدامة من مجتمع الطيران المدني العالمي من أجل تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بالعالم.


تقوم خطة «أيكاو» على أساس تعويض انبعاثات الكربون عن طريق ضريبة تفرض على استخدام النقل الجوي تستثمر عوائدها في المشاريع الخضراء، وتشمل خطة «أيكاو» أيضاً على تحسينات فنية وتشغيلية للطائرات، وتطوير إنتاج واستخدام أنواع وقود الطيران البديلة والمستدامة.

 


2035 


يبدأ تنفيذ "كورسيا"، للتعويض عن الكربون وخفضه بمجال الطيران الدولي على 3 مراحل؛ تجريبية 2021-2023، مرحلة أولى 2024-2026، وستكون المشاركة في المرحلتين التجريبية والأولى على أساس تطوعي للدول، تليها مرحلة إلزامية بين عامي 2027-2035 تشارك فيها جميع الدول.


المسافرون والتذاكر 


ما يهم المسافرين، أن ضرائب تعويض انبعاثات الكربون سيتم إضافتها إلى أسعار تذاكر الرحلات الجوية وتختلف قيمتها بحسب طول الرحلة وعوامل أخرى، ويبدأ تطبيق ضريبة الكربون بتاريخ 1-1-2021 على جميع الرحلات الدولية بين الدول الأعضاء المشاركين بالخطة، ومن مطلع 2027 يشمل جميع الدول.


يذكر أن هناك إعفاءات للدول الأقل نمواً والجزر الصغيرة النامية والدول النامية غير الساحلية والدول ذات المستوى المنخفض جداً من الطيران الدولي، للانضمام إلى كورسيا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة