جانب من اللقاء
جانب من اللقاء


ننشر تفاصيل لقاء وزير الأوقاف مع طلبة الثانوية العامة.. وهذه نصائحه لهم

إسراء كارم

السبت، 03 أغسطس 2019 - 11:22 م

شهدت أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين، السبت ٣ أغسطس، حوارًا مفتوحًا مع أوائل الثانوية العامة تحدث فيه وزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة، عن قضية الانتماء للوطن، وبناء الدولة الوطنية، وتعزيز قيم الانتماء الوطني، وترسيخ قيم وأسس المواطنة المتكافئة دون تمييز.


وأكد وزير الأوقاف، خلال كلمته، أن العلم أحد أهم ركائز بناء الأمم، وأن النجاح يحتاج إلى جهد غير عادي للمحافظة عليه؛ فالزمن لا ينتظر أحدًا وبخاصة من يأبى التجديد والتغيير.

 

ووجه مجموعة من النصائح الأبوية لأوائل الثانوية العامة كان منها: «أنتم قادة المستقبل وأمل الأمة، ولم تبن أمة مجدها وحضارتها إلا بالعلم الذي هو أحد أهم ركائز بناء الأمم، اجعلوا مصلحة الوطن وقضاء حوائجه في أولوياتكم، واعلموا أن فروض الكفايات تحتم علينا التسلح بكل ألوان العلم والمعارف العصرية الحديثة، وأنتم جنيتم ثمرة اجتهادكم بتوفيق الله لكم فمن جد وجد ومن زرع حصد، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم». 

 

وبين أن مفهوم العلم النافع يتسع لكل علم ينفع البلاد والعباد، سواء كان في العلوم الشرعية أو العربية، أو علم الطب، أو الصيدلة، أو الفيزياء، أو الكيمياء، أو الفلك، أو الهندسة، أو الميكانيكا أو الطاقة، وسائر العلوم والمعارف،  ولذا نرى أن قول الله عز وجل: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، جاء في معرض الحديث عن العلوم الكونية، حيث يقول سبحانه : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }، ويقول سبحانه: }إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.

 

وأضاف أنه قيل التعلم قبل التعبد، ليكون التعبد على هدى، وقال الحسن البصري رحمه الله: العامل على غير علم كالسّالك على غير طريق، والعامل على غير علم يفسد أكثر ممّا يصلح، فاطلبوا العلم طلبا لا تضرّوا بالعبادة، واطلبوا العبادة طلبا لا تضرّوا بالعلم، فإنّ قوما طلبوا العبادة وتركوا العلم حتّى خرجوا بأسيافهم على أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ولو طلبوا العلم لم يدلّهم على ما فعلوا.

 

 وشدد على أن العلم النافع هو الذي يكون سبيل هدى ورحمة ورشد لصاحبه في أمر دينه ودنياه، ولذا رأينا سيدنا موسى عليه السلام، يقول للعبد الصالح : «هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا»، وقد قدم النص القرآني صفة الرحمة على صفة العلم حيث يقول الحق سبحانه: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}، فالعلم ما لم يكن رحمة لصاحبه وللناس أجمعين فلا خير فيه.

 

 وبين وزير الأوقاف أن قول الله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}، وقوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، أعم من أن نحصر أيًّا منهما أو نقتصره على علم الشريعة وحده، فالأمر متسع لكل علم نافع.

 

وفي كلمته ثمن الإعلامي فريد إبراهيم، جهود وزير الأوقاف، مؤكدا أنه  استطاع أن يتجه لعقلية الإمام مطورًا المدارك الفكرية لديه من خلال رؤيته الثاقبة، مؤكدا أنه يصنع لوزارة الأوقاف تاريخا جديدًا .

 

وفي ختام اللقاء قام وزير الأوقاف بإهداء مجموعة من إصدارات الوزارة إلى أوائل الثانوية العامة منها : «حماية دور العبادة»، «بناء الشخصية الوطنية»، «فقه الدولة وفقه الجماعة»، و«قواعد الفقة الكلية»، «الفهم المقاصدي للسنة النبوية»، «مخاطر الإلحاد وسبل المواجهة»، تشجيعًا لهم على تحصيل العلم والمداومة عليه، وتحصينًا لهم من الأفكار المتطرفة، وأن بداية الطريق بدأت معهم من هذه اللحظة.

 

ووجه أوائل الثانوية العامة الشكر والتقدير لوزير الأوقاف، مثمنين جهوده في خدمة الدين والوطن، ومشاركاته المجتمعية الدائمة والداعمة لبناء الوطن.


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة