الأحد، 18 أغسطس 2019 - 02:50 م

مــــــن حــــــق شــــعــــب الــــــســــــودان الشقيق أن يحتفل بانتصاره، وهـــو يـنـهـى ثــلاثــين عــامــا كانت بلادهم خلالها ساحة للعربدة الإخوانية والفساد المستبد.

ومــــــن حـــــق شـــعـــب الـــــســـــودان الــــشــــقــــيــــق أن يـــــبـــــدأ المـــرحـــلـــة الانـــتـــقـــالـــيـــة الحــــاســــمــــة، وهـــو يمــــتــــلــــيء بــــــالأمــــــل فــــــى عـــبـــور الـــــتـــــحـــــديـــــات الــــكــــبــــيــــرة الـــتـــى يــــواجــــهــــهــــا.. كـــمـــا نجــــح خـــلال الـــشـــهـــور المـــاضـــيـــة فــــى حـمـايـة ثـــورتـــه، وفـــى الـتـعـامـل بحكمة حـافـظـت عـلـى وحــــدة الـشـركـاء الذين صنعوا التغيير، ووفــروا لـــه الحـــمـــايـــة مـــن قــــوى الـــثـــورة المــــضــــادة ومــــن يــدعــمــونــهــا منالخارج.

وبالتأكيد لن تكون المرحلة الانــتــقــالــيــة ســـهـــلـــة.. فــالمــيــراث الـثـقـيـل للحكم الـــذى أسقطه الـــشـــعـــب يــقــتــضــى تجـــنـــيـــد كـل طاقات شعب السودان للتعامل مــعــه. واذا كـــان الــتــوافــق كاملا بـــين قــــوى الــتــغــيــيــر )الـشـعـبـيـة والــــعــــســــكــــريــــة( عــــلــــى إعــــطــــاء الأولـــــويـــــة لانــــهــــاء الـــصـــراعـــات الاهلية وإحـــلال الـسـلام خلال الـــــشـــــهـــــور الــــســــتــــة الـــــقـــــادمـــــة. فــــإن ذلــــك لا يـعـنـى ان تنتظر المــهــام الاســاســيــة الأخــــرى وفـى مــقــدمــتــهــا الـــتـــعـــامـــل الــســريــع مــــــع الاوضـــــــــــــاع الاقــــتــــصــــاديــــة المــــتــــدهــــورة الــــتــــى عــــــاش فـيـهـا المواطن السودانى فى السنوات الاخيرة وسط أزمات متلاحقة فـى الــغــذاء والــــدواء والـبـتـرول، ومـــع مـسـتـويـات لا تحتمل من البطالة والفقر.

الـــــســـــودان قــــــادر عـــلـــى تجــــاوز كـــل الــعــقــبــات، وعــلــى اسـتـغـلال ثـــرواتـــه الـهـائـلـة لخـيـر الشعب ولــــــيــــــس لــــلــــفــــســــاد و»تمــــــكــــــين« الإرهــــــــاب الإخـــــوانـــــى كـــمـــا كـــان الأمــــر مـــن قــبــل، اقـــــرار الــســلام ضـــــــــــــرورى، وتــــصــــفــــيــــة هــيــمــنــة الفساد والـتـطـرف على أجهزة الدولة شـرط ضــرورى للتقدم. ووضـــــع أســــس الــــدولــــة المــدنــيــة الـــديمـــوقـــراطـــيـــة يــســتــلــزم مـن شـــركـــاء الـتـغـيـيـر ان يـحـافـظـوا على وحـدة الصف، والا يتركوا أى ثغرة للمتربصين من أعداء الثورة الذين سيواصلون التآمر ووضــــع الــعــراقــيــل امــــام سلطة التغيير.

مـــــبـــــروك لـــشـــعـــب الـــــســـــودان الــــشــــقــــيــــق مـــــــا حـــــقـــــقـــــه، ومـــــا سـيـحـقـقـه وهــــو يـعـبـر الـصـعـب بـــوحـــدة الـــصـــف الـــقـــادمـــة على هزيمة كل التحديات.