كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

«مذبحة الضمير الإنسانى!»

كرم جبر

الجمعة، 26 أبريل 2024 - 08:00 م

«جسر العودة.. يا جسر الأحزان، أنا سميتك جسر العودة.. المأساة ارتفعت، المأساة اتسعت، وسعت، صدعت، بلغت حد الصلب.. من صلبوا كل نبي، صلبوا الليلة شعبي، العاثر ينهض، النازح يرجع. واذيعت أغنية فيروز الخالدة «جسر العودة» عام 1968، فى ذكرى «نكبة» فلسطين.. وتوالت النكبات.

والنكبة الكبرى هى ما يخطط له نتنياهو لاقتحام رفح ، وتخيلوا معى دباباته ومصفحاته وطائراته وصواريخه تغزو منطقة صغيرة يكتظ فيها أكثر من مليون ونصف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء والعجائز يعيشون فى الخيام والعراء.

ستدوس الدبابات المدنيين الجوعى والعطشى، وتسحق الصواريخ والمصفحات أجسادهم بالأرض، وسط الصراخ والأنين والهلع والخوف والأعضاء المبتورة والدماء الغزيرة، والعالم يتفرج، والرئيس الامريكى بايدن لا يعرف ماذا يفعل ومجلس الأمن يذعن لفيتو أمريكا بعدم وقف الحرب،وبقية دول العالم تصدر بيانات تقف عند حد «الشجب والإدانة».

فماذا يريد السفاح نتنياهو بعد أن قتل 34 ألف فلسطينى خلال ستة شهور من الحرب المجنونة؟

خطة نتنياهو هى تهجير سكان رفح إلى مناطق خيام فى الشمال والشرق والوسط قبل الاقتحام، والانقضاض بعد اخلائها على ما يزعم أنه أربع كتائب لحماس مختبئة بين المدنيين، والتخلص من المقاتلين الذين يقدرهم ما بين 50 و 80 ألفاً.

وبغير ذلك فإنه يرى أن إسرائيل خسرت الحرب ولم تتخلص من حماس بعد ستة شهور من التدمير الشامل لقطاع غزة حتى أصبحت الحياة مستحيلة، و«لا نصر دون القضاء على حماس».

وأمريكا توافق على الاقتحام «سرا» وتدعم بالأموال والعتاد، ولكنها تجمل وجهها «علنا» بمزاعم عن ضرورة ضمان سلامة المدنيين، وتدعى انه اذا لم يحدث ذلك «ستعيد النظر» فى دعمها للحرب.. وتلعب على حبلين متناقضين: خطة للحرب وأخرى لسلامة المدنيين.

والرئيس بايدن يتلعثم بالتصريحات، ويطرح خططًا بديلة للاقتحام، فيرد عليه نتنياهو «اذا لم توافقوا سنفعل ذلك بمفردنا»، ويصل الارتباك ذروته فى تصريحات نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس، وتقول: «لا يوجد مكان يذهب إليه هؤلاء الناس ليكونوا آمنين!».

هل تنجح خطة اقتحام نتنياهو لرفح ؟

المؤكد «لا»، وهذا ليس مجرد تمنيات حتى لو زعم نتنياهو أن القتال سيأخذ أشكالاً جديدة ومتنوعة غير حرب الـ200 يوم.. فلن يستسلم الشعب الفلسطينى ولن يترك ارضه الى المناطق البديلة للتهجير، وسيموتون بالآلاف مرفوعى الرأس والهامة كما يحدث الآن، ليذبحوا ضمير الإنسانية مع سقوط كل شهيد، ويقولوا للدنيا : نموت فى أرضنا «فلسطين عربية».

هكذا صمدوا رغم حرب الإبادة و34 ألف شهيد، فى ظل ارتباك دولى يصل الى التواطؤ تتزعمه الولايات المتحدة التى تدعم إسرائيل عسكرياً - فقط- بنحو 27 مليار دولار، وتطلب منها مقابل ذلك «خطة لحفظ سلامة المدنيين»، وكأن أسلحتها تفرق بين المدنيين «فتتركهم» وحماس «فتقتلهم».

ومصر تحمل فوق أكتافها أعباء هائلة، وتتحرك ليل نهار على كافة الأصعدة، لمنع الاقتحام والمجزرة وإقرار وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، ودفع جهود إقامة الدولة الفلسطينية.

والرئيس السيسى يبذل جهودا فوق طاقة البشر وصولاً إلى الأهداف التى أعلنها منذ بداية الأزمة، لإرساء السلام والأمن والتنمية والاستقرار فى المنطقة، لصالح جميع شعوبها.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة