بقلم: د. رضوى عبداللطيف
بقلم: د. رضوى عبداللطيف


صح صح

المعجزات الفنلندية

رضوى عبداللطيف

الإثنين، 26 أغسطس 2019 - 08:25 م

منذ عام 2000 بدأ العالم ينظر للتجربة الفنلندية فى التعليم باعتبارها معجزة عجزت كل الدول الكبرى عن تحقيقها فى أنظمتها التعليمية المعقدة بعد أن استطاعت فنلندا تكذيب كل النظريات السائدة عن التعليم وانتهجت نظاما تعليميا فريدا جعلته الأول من حيث الجودة فى العالم. ويعود الفضل فى هذا الإنجاز لباسى سالبرج الأب الروحى للتعليم الفنلندى والذى قدم فى كتابه "الدروس النهائية" ملامح الفكر التعليمى الفنلندى الذى حقق لها الريادة العالمية والذى تلخص فيما يمكن أن نسميه بالمعجزات الـ 5 بعد أن تخلص سالبرج من "الجراثيم" المتمثلة فى كثرة المواد، والاختبارات والواجبات، وإطالة وقت اليوم الدراسى، والواجبات المنزلية والدروس الخصوصية. كلها ممارسات يؤكد سالبرج أنها جراثيم قادرة على هدم أى نظام تعليمى لأنها ممارسات غير تربوية من شأنها إرهاق الأستاذ والتلميذ معا، وإضعاف عملية التعليم. لذا يقوم النموذج الفنلندى على أن التدريس الأقل يساوى تعلما أكثر على عكس كل ما تنتهجه الأنظمة التعليمية الأخرى من فلسفات.. وأنه لا توجد اختبارات لأن الطلبة لا يتشابهون ودور المدرسة أكبر من أن تحكم على طالب من خلال ورقة، فالتعليم ليس للتقييم. وهنا اختفى القلق واستبدل مفهوم التنافس بالتعاون. وأعتبر سالبرج أن فشل أى طالب فى اختبار فى العالم يعنى أنه فشل للمنظومة التعليمية بأكملها. ولا توجد دروس خصوصية لأنه لا يوجد "معارف معزولة" وهى مواد "الحشو" شديدة التخصص التى لا يحفظها أهل التخصص أنفسهم ولا تفيد الطالب فى حياته العملية فيما بعد.
ويعتمد التعليم الفنلندى على التفرد فى التعليم والذى يجعل المدرس يضع خططا مناسبة لقدرات كل تلميذ عنده فى الفصل بما يفيده ويطور مهاراته وقدراته ومواهبه. لذا ستجد أن المدرس يدرس طلبته لـ 5 سنوات متتالية. باختصار التعليم فى فنلندا يربى الضمير الأخلاقى ويعلم المهارات التواصلية وينمى المواهب ويعطى المساحة الكافية للإبداع والابتكار والانطلاق.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة