عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

مدمنو خداع الإخوان !

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 23 سبتمبر 2019 - 08:30 م

عندما استشعر حسن البنّا مؤسس جماعة الإخوان عام ١٩٤٨ ان حكومة النقراشى تعد قرارا بحل الجماعة بعد تورطها فى مجموعة من التفجيرات، سعى جاهدا بشتى الطرق لمنع صدور هذا القرار والحفاظ عى كيان جماعته.. وفى إطار هذه المحاولات سعى للاتصال بالملك فاروق لحثه على التدخل وحماية الجماعة من الحل، وأرسل رسالة للملك عبر إبراهيم عبدالهادى رئيس الديوان الملكى يهاجم فيها بقسوة النقراشى حليف الأمس ويحرضه فيها عليه ويحثه على إقالته من اجل مصلحة البلاد !.. ولكن عندما لم يجد استجابة من الملك سعى للاتصال بالنقراشى ذاته عبر صديقه الشخصى عبدالرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية وقتها وأرسل له رسالة يستعطفه ويرجوه الإبقاء على الجماعة وأن يمنحه الفرصة لإصلاح حالها، ويعده بأن يكون الإخوان داعمين له ولحكومته، وغلف ذلك كله بالكثير من المديح والإشادة بذات الرجل الذى هاجمه بقسوة قبلها بأيام معدودة فى رسالة للملك !
وهكذا الكذب والخداع هو أحد مبادئ الإخوان الذى صاغه ومارسه مؤسسها حسن البنّا منذ أيام النشأة الاولى لها.. ولذلك لا يثير انخراطهم اليوم فى الاكاذيب وترويج الشاءعات وتلفيق الفيديوهات وتزوير الحسابات الالكترونية اندهاشا لدى من يعرفون التاريخ الأسود لهذه الجماعة.. لكن ما يثير الاندهاش حقا ان يعرف البعض منا ذلك وأدركه ولمسه عمليا فى خضم تجارب ذاتية ومع ذلك مازالوا يصدقون الإخوان، بل ومنهم من يروج لأكاذيب جماعتهم ويتعامل معها وكأنها حقائق !.. والغريب ان هؤلاء ليسوا مواطنين عاديين وإنما هم ممن ينتمون للنخبة الثقافية والسياسية، أى المتصور والمفترض انهم، حتى فى ظل رفضهم لسياسات الإدارة الحالية، لديهم حد أدنى من المناعة التى تحميهم من الوقوع مجددا فى شراك الإخوان الخداعية والتى ينصبونها طوال الوقت لتضليل الناس والتغرير بهم كما فعلوا من قبل حينما اعتلوا حكم البلاد بعد أن منحتهم قطاعات من النخبة السياسية والثقافية لقب قوة من القوى السياسة والوطنية، رغم أن تاريخ جماعتهم يؤكد أنهم مجرد عصابة فاشية مارست دوما العنف وتآمرت مع العديد من الأطراف الأجنبية ضد هذا الوطن.
وما يزيد من الاندهاش أن الإخوان منذ الثالث من يوليو لا يخفون أنهم يريدون استعادة السلطة التى طردوا منها شعبيا.. بل انهم يجاهرون بذلك.. ويراهنون لتحقيق ذلك على انهم رغم المطاردة الأمنية لهم وحل جماعتهم مازالوا يحتفظون بكيان تنظيمهم السرى، الذى يضم عناصر وكوادر غير معروفة وجاهزة للعمل عندما تتلقى الأوامر والتعليمات.. كما يملكون الكثير من الأموال التى يمولون بها مخططاتهم ومؤامراتهم، فضلا عما يحظون به من دعم وغطاء سياسى توفره لهم حكومات وأجهزة مخابرات.
بل إنهم يجاهرون بما هو أفظع وأشد وهو رغبتهم فى الانتقام منا جميعا، شعبا وحكما، عقابا لنا على انتفاضتنا ضدهم من اجل التخلص من حكمهم الفاشى، وهذا ما ينضح به اعلامهم وتصريحات قادتهم بين الحين والآخر.
ومع ذلك نجد الآن بين نخبتنا السياسية والثقافية من يعزف على أنغام الإخوان وبالتالى يساعدونهم بشكل غير مباشر فى تحقيق هدفهم وهو استعادة حكم البلاد مجددا والعودة للانتقام منا جميعا، إما من خلال ترويج أكاذيبهم، أو الاستهانة بخطرهم والتقليل من شأنهم، أو التعامل معهم مجددا وكأنهم من مكونات هذا الوطن وليس من أعدائه !..ألا يدعو ذلك للاندهاش حقا ؟!. خاصة أن هؤلاء لن يفلتوا من انتقام الإخوان ايضا مثلنا.. ان من يريد إصلاح حال بلده لا يسلم رقاب أهلها ورقبته لأعدائها هكذا !

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة