جلال دويدار
جلال دويدار


رحلة

إفلاس «توماس كوك» يهز السياحة العالمية

جلال دويدار

الأربعاء، 25 سبتمبر 2019 - 07:35 م

استقبل المجتمع السياحى على مستوى العالم بالأسى والحزن سواء من المهنيين السياحيين أو الممارسين للتجولات السياحية.. الإعلان المفاجئ عن حدث إفلاس شركة توماس كوك العالمية لتنظيم الرحلات السياحية الشاملة. إن هذه الشركة البريطانية المنشأ تعد أقدم الكيانات التى تمارس هذا النشاط. إن تاريخ تأسيسها يعود إلى عام ١٨٤١ أى أن عمرها يصل إلى ١٧٨ سنة.
وفقا للإحصائيات فإن زبائنها من السياح ينتشرون فى كل بلاد الدنيا. إن أعدادهم تقدر بأكثر من ١٩ مليون زبون. ما كانت تقوم به الشركة من أعمال سياحية كان يحقق لها إيرادات سنوية تصل إلى ١٢ مليار دولار. المثير أن إفلاسها جاء نتيجة ديون متراكمة قيمتها ١٫٧ مليار دولار دفعتها لاعلان افلاسها.. رفض الحكومة البريطانية مساعدتها فى عبور أزمتها المالية ساهم فى تفاقم أزمتها ما تعرضت له بعض مقاصدها من قلاقل أمنية.
>>>
من المؤكد أن اختفاء توماس كوك من الساحة السياحية يعد خسارة فادحة لهذا النشاط الواعد اقتصاديا واجتماعيا. إنها تمثل تاريخا حافلا ومشرفا لصناعة الأمل. إن الدولة المصرية كانت فى مقدمة الدول التى تعاملت مع هذه الشركة العملاقة على مدى عقود عديدة. إن فروعها كانت تنتشر داخل ١٦ دولة فى كل قارات العالم ويعمل بها ٢١ ألف موظف منهم ٩ آلاف فى بريطانيا بلد المقر.
من الأسباب الرئيسية لأزمة الشركة عدم توافر السيولة المالية اللازمة لسداد مستحقات المتعاملين معها. من ناحية أخرى فإنه تجدر الاشارة الى ان نشاطها الذى توقف بعد الافلاس لم يكن يقتصر على تنظيم الرحلات السياحية. كان يتضمن أيضا امتلاك شركة طيران وخطوط بحرية وتشغيل وإدارة مجموعة من الفنادق حول العالم.
>>>
افلاس الشركة أدى إلى وجود ١٥٠ ألف سائح يحملون الجنسية البريطانية عالقين فى الكثير من المقاصد السياحية. لحل هذه المشكلة صدرت التعليمات من الحكومة البريطانية إلى هيئة الطيران المدنى ِلاتخاذ إجراءات إعادتهم إلى مواطنهم. تنفيذا لهذه التعليمات جرى التعاقد مع شركات منتظمة وخاصة.. للقيام بهذه المهمة من الآن وعلى مدى الأيام القليلة القادمة.
لا يمكن أن يخفى على أحد أنه سوف يترتب على هذه التطورات تعرض السوق السياحى البريطانى لحالة من الارتباك سيستمر لبعض الوقت حتى تستقر الأمور. من المتوقع أن تكون لذلك انعكاسات وانتكاسات على كل الأسواق السياحية فى العالم. التأثير السلبى سوف يشمل أيضا العديد من الشركات السياحية التى كانت تتعامل مع الشركة المفلسة.
>>>
وباعتبار ما كان بين الشركات السياحية والفندقية فى مصر من معاملات مع توماس كوك فإنه من المتوقع أن تطولها تأثيرات ما حدث. بوادر هذه التوقعات بدأت فى الغردقة بالبحر الأحمر التى يرتادها أعداد غير قليلة من السياح البريطانيين. تم الاتفاق على أن تقوم شركة النيل المصرية للطيران بعملية نقلهم.
اتصالا بهذا الموضوع  فإن عمليات إجلاء الزبائن المعلقين بالخارج سوف يكون لها مردود سلبى على الفنادق التى كانوا يقيمون بها فى البحر الأحمر. وفقا لما أعلنه مدير مطار مرسى علم فإن توماس كوك كانت تسير ٨ رحلات شهرية إلى المطار بواقع رحلتين أسبوعيا. مواجهة انعكاسات توقف نشاط الشركة لابد أن يكون محل بحث ومتابعة من جانب قطاع السياحة المصرى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة