شاميما بيجوم
شاميما بيجوم


«لم تعد ترتدي الأسود» كيف تغير حال عروس داعش شاميما بيجوم؟

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 26 سبتمبر 2019 - 03:21 م

«أول شيء لاحظته أنها لم تعد ترتدي النقاب.. ربما وضعت بعض ملمع الشفاه أيضًا.. وزينت أنفها.. تخلت عن اللون الأسود وارتدت حجابًا زاهيًا.. رغم هذا المظهر المفاجئ إلا أنني لازلت استطيع التعرف عليها» هكذا وصف صحفي الديلي ميل ريتشارد بندولبوري التغيير الكبير الذي بدا على شاميما بيجوم أو عروس داعش.
 

شاميما بيجوم الفتاة البريطانية التي قررت في فبراير 2015 وهي لم تتعدى الـ16 عاما أن تغادر بلادها وتتجه لتركيا ومنها إلى سوريا بصحبة صديقاتها للانضمام إلى تنظيم داعش.

وبعد وصولها سوريا بـ10 أيام فقط كانت متزوجة من الجهادي الهولندي ياجو ريدجيك الذي لم يتعدى عمره الـ22 عامًا.

وفي أعقاب الهزائم المتتالية للتنظيم الإرهابي ظهر اسم شاميما بيجوم في وسائل الإعلام مقترنًا بلقب «عروس داعش» بعد إسقاط بريطانيا الجنسية عنها ورفض بنجلاديش – مسقط رأس أبويها- منحها الجنسية لتصبح بلا بلد أو هوية.

في تلك الفترة كانت بيجوم تظهر في أكثر من مقابلة تلفزيونية، تدافع بقوة عن اختياراتها سواء بالذهاب إلى سوريا وترك عائلتها أو حتى مشاركة تنظيم داعش جرائمه الدموية دون أي ندم – أو هكذا أرادت أن تبدو – إلا أن الحال تغير كثيرا بالنسبة لها.

أكرهم جميعًا

«أنا أكرههم.. أكره الخلافة.. وهؤلاء النساء اللاتي يظنون بأنهن يمتلكن الحق في تعذيب المختلفات معهن في الرأي» رسالة أرادت شاميما بيجوم أن ترسلها بوضوح خلال الحوار الذي أجرته معها صحيفة ديلي ميل، والذي رفضت خلاله التصوير حفاظًا على حياتها.

وبحسب الصحيفة البريطانية فإن شاميما بيجوم بالنسبة للكثيرين، شخصية منبوذة، ويجب تركها لتموت وحيدة بسبب مشاركتها تنظيم داعش لجرائمه الوحشية، لافتة إلى أنها كانت دائمًا تتحدث بعدم شعورها بالندم على أفعالها وتفاخرها بالمشاركة في قطع رؤوس المعارضين، إلا أن الفتاة البريطانية الهاربة كشفت سبب تلك التصريحات.

قالت شاميما «كنت أفعل ذلك ليظنوا أني لازلت أؤمن بأفكارهم.. هكذا وفرت الأمان لنفسي ولطفلي الرضيع.. وبعض نساء التنظيم اقتنعوا بالفعل».

فقدت كل شيء

«فقدت أطفالي.. وأصدقائي.. حالتي الجسدية جيدة.. لكني نفسيًا مُتعبة.. لا يدرك أحد ما مررت به.. ولا يوجد من أتحدث إليه.. كل ما أريده هو أن أعود لمنزلي» كلمات تخلت بها شاميما بيجوم عن المظهر القوى الذي بدت عليه خلال المقابلات السابقة.

وتابعت «احتاج إلى تأهيل نفسي.. ولكن هذا الأمر غير متوفر في هذا المخيم.. سمعت أن المخيمات المجاورة تقدم هذا الأمر».


التلفاز والموسيقى والهاتف

وتحدثت بيجوم عن حياتها داخل مخيم اللاجئين الجديد الذي انتقلت له والتي قالت عنه بأنه أفضل بكثير من المخيمات الأخرى والتي كان يوجد بها عدد من أسر مقاتلي داعش.

«عندما جئت إلى المخيم الجديد.. اعتقدت الكثير من النساء الخطرات بأنني أقف إلى جانبهن.. هذا الأمر جيدًا لحمايتي.. الآن عرفوا أني أخدعهم.. وأصبحوا هم يكرهونني».. بتلك العبارات وصفت بيجوم أيامها الأولى في مخيم «روج» شمال سوريا.

اقرأ أيضًا: «عروس داعش» تهرب من سوريا .. ومكافأة لمن يقتل «شاميما»     

وكشف شاميما بيجوم عن العديد من الأشياء التي تغيرت بمجرد دخولها إلى المخيم الجديد في شمال سوريا، واستماعها للموسيقى ومشاهدة الأفلام وهو ما لم يكن متاحًا في أراضي الخلافة.

«هنا يوجد تلفاز.. استطيع أن أشاهد الأفلام الأجنبية.. واستمع إلى الموسيقى.. هو وسيلة جيدة للهروب.. فعندما أشعر بأني وحيدة ولا يوجد من أتحدث معه أضع رأسي أمام التلفاز وأترك الوقت ليمر» هكذا وصفت عروس داعش أيامها داخل مخيم اللاجئين.

وتابعت «أتشارك الخيمة مع سيدة ثلاثينية.. هي أشبه بأمي.. تعتني بي كثيرًا.. لكن من يعيشون هنا ليسوا أصدقائي.. لا يمكنني التحدث معهم.. فهم لا يدركون ما مررت به».

اقرأ أيضًا: ضحايا داعش من النساء.. تعددت الأسماء والرواية واحدة

وعن محاولتها الاتصال بأهلها قالت بيجوم «نعم نمتلك هنا هاتف.. يسمحون لنا بمكالمة لمدة دقيقة واحدة يومًا.. حاولت الاتصال بعائلتي فطلبوا تأكيد بالبريد الصوتي بأنني أنا.. فعلت ذلك.. لكني لم أتلقى سوى الصمت».

وتابعت «أعرف أنهم غاضبين بسبب سفري إلى سوريا.. وغاضبين أكثر لحديثي عبر وسائل الإعلام.. وإذا عدت لهم سيشعرون بالسعادة.. في البداية فقط.. لكن غضبهم تجاهي سيعود.. وأنا لست مستعدة لمواجهة هذا الأمر».


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة