مدير منظمة المرأة العربية مع محررة بوابة أخبار اليوم
مدير منظمة المرأة العربية مع محررة بوابة أخبار اليوم


حوار.. مدير منظمة المرأة العربية: أولويات عملنا تختلف في كل دولة حسب معطياتها

منى إمام

الجمعة، 27 سبتمبر 2019 - 02:58 ص

نراجع برامجنا بشكل دوري ونقيم الوضع والأداء 

سنواجه مشكلة عودة الأمية خلال السنوات العشر المقبلة 

ظاهرة ختان الإناث عار في حق المجتمع

مثلت بلدها في المجلس التنفيذي لأعمال منظمة المرأة العربية، وكانت الأجدر بشغل منصب مدير عام المنظمة منذ مايو 2019، إنها اللبنانية د.فاديا كيوان، التي التقت بها بوابة أخبار اليوم لاستطلاع رؤيتها لمستقبل المنظمة خلال السنوات الأربع القادمة، فكان لنا معها هذا الحوار..

ما هو دور المنظمة في تمكين المرأة العربية اقتصاديا وسياسا؟


هذا الموضوع هو جزء من برنامجنا منذ عدة سنوات، لكن تم وضعه في الأولويات عام 2019 وتم اعتماده من المجلس التنفيذي للمنظمة، لكن يوجد تفاصيل أكثر في البرنامج الاقتصادي وهو موجه إلى ثلاث فئات مختلفة وبالتالي مضمون البرنامج يختلف حسب الفئة التي يتوجه إليها، وأولا فئات الريفيات ولسن كلهن مزارعات، ولدينا برنامج موجه للنساء اللواتي يعشن في الأرياف واللواتي إما يعملن أو يرغبن في الانخراط بالعمل الاقتصادي ولدينا فرعية من هذا البرنامج للتمكين الاقتصادي وهو موجه إلى النساء اللواتي يعشن في جزر الفقر في المدن العشوائيات، نحن نريد أن نكافح الفقر عبر تمكين النساء من خلال الانخراط في العمل الاقتصادي، ويعطيهن فرصة للخروج من الفقر، وبالطبع نحن نعطي الأولوية للمرأة المعيلة، وثالثا هناك جزئية فرعية موجه للواتي يعشن في تجمعات أو مخميات النزوح أو الهجرة القصرية وهم 3 فئات، نتوجه إلى كل منهم بمضمون قد يكون إلى حد ما مختلف بحسب الأولويات الاحتياجات لكن التمكين الاقتصادي عنوان مهم في عملنا.

هل للمنظمة أنشطة في محو أمية المرأة المصرية؟


نحن لا نتناول محو الأمية في حد ذاته كموضوع وهذا قد يكون خللا لأننا اعتبرناه اختفى تدريجيا لكن لاحظت أن هناك أمية منتشرة في بعض الأوساط، وأعترف أننا لم نعطي هذا الموضوع أهمية خاصة في برامجنا حتى اليوم، لكن لم يتم التركيز على الأمية الأبجدية، وتم التركيز على الأمية الإلكترونية والقانونية ولم نعالج أو نضع في برنامجنا مواد خاصة بمحو الأمية الأبجدية.
هناك مراجعة لبرامجنا، ويتم تقييم الأداء للوضع والأولويات في المنطقة العربية إذا رأينا بحسب الأرقام والإحصائيات أن هناك عودة للأمية لدى الكبار بشكل ملفت.. بالطبع سنعود إلى التركيز على برامج إدخال محو الأمية ضمن برامجنا ولن يكون هناك برامج خاصة بمحو الأمية ولكن بالطبع ستكون جزء من أجندة أي عمل للتمكين، ولكن هنا أريد أن أشير إلى أمرين عندما نتحدث عن الأمية فنحن نتحدث عن كبار السن الذين تجاوزوا سن المدرسة الذي متوسطه 15 عاما، وأريد أن ألفت نظر الرأي العام إلى أننا في هذه السنوات، نشهد عودة عدم التحاق مدرسي للأطفال في سن المدرسة، وبالتالي في السنوات العشر المقبلة سنواجه مشكله عودة الأمية، عشرات الآلاف من الأطفال الذين هم الآن في سن المدرسة لم يلتحقوا بالمدارس وهم من فئتين، فئة الدول التي لديها مشاكل اقتصادية كبيرة وهي قد قامت ببعض التقدم لكن لا تحرز تقدم كافي إلى اليوم في الالتحاق المدرسي الكامل للبنين والبنات في المرحلة الابتدائية، وهناك الدول التي تعاني من النزاعات المسلحة التي عاد إليها شبح الأمية من خلال عدم التحاق الأطفال في سن المدرسة بأي مدرسه وهذا الأمر لا يشكل بالمعنى التقني أمية اليوم، لأننا لا نرصد هذا الموضوع كجزء من الأمية لأن يتم علاج الأمية على أساس بعد 15 سنة لكن بعد 10 سنوات سيكون لدينا "جيل من الأميين" لأن بسبب الحروب لم يلتحقوا بالمدارس.

وأتحدث على مستوى الدول العربية لم أقصد مصر لكن علمته من خلال التواصل مع قيادات المجلس القومي والقيادات النسائية في المجتمع المصري أن هناك قلق من وجود أمية مازالت موجودة في سن الكبار وهناك برامج أعرف أنها تحاول أن تحصوا هذه الأمية وتقضي عليها.


نحن لا نتدخل في دولة على حدا، برامجنا إقليمية، إذا طلبت من الجهة الوطنية والتي هي المجلس القومي للمرأة إذا منا أن ندعمهم من خلال أحد برامجي، فنحن نقوم بذلك وهي واجبتنا، أما التدخل في البلد على حد ليس من مهامنا.
 

ماذا عن ختان الإناث؟ 

إنها ظاهرة تشكل عارا على المجتمعات وأقول في نفس الوقت أنها ليست تقاليد عربية ولا إسلامية لكن مرتبطة بجغرافيا معينة موجودة بشكل رئيسي بقارة معينة وهي ليست تقليد عربي ولا عادة إسلامية، لكنها موجودة في بعض الدول العربية لسوء الحظ، وهناك بعض الدول وضعت تشريعات خاصة للحد من هذه الظاهرة.

والخطوة الأولى التي قامت بها الحكومات منها الحكومة المصرية في مرحلة سابقة هي خطوة جريئة إنها وضعت نصا يحظر هذا الأمر ويعاقب من يمارسه، وأعتقد أنا الحل سيأتي تدريجيا عبر التوعية عن صحة المرأة والحقوق والتشريعات وتمكين النساء ومكافحة الفقر في المجتمعات الفقيرة والمهشمة  وتوعية الأمهات بأن لا تأخذ بناتها لعمل الختان وأيضا العقاب مع تنفيذ القوانين، وأنا أشاطر السيدات المصريات النشيطات في المجال الاجتماعي والنسوي هذا القلق، وقد أطلعت على العديد من هن على وجود مشكلة حقيقية وعلى ضرورة أن تساعد جميعا على إيجاد حلول طويلة المدى لها.
 

ما هي أنشطة المنظمة في المناطق المصنفة بالأكثر احتياجا؟

المناطق المصنفة أكثر احتياجا هي الأرياف والعشوائيات في المدن، في إطار العولمة الاقتصادية على مستوى العالم ككل ظهر أمر جديد هو تداخل المناطق الغنية مع المناطق الفقيرة، في الماضي كانت المدن محاطة بعشوائيات لكننا اليوم قد نرى جزرا من الفقر ضمن المدينة الواحدة وقريبة من ناطحات الصحاب ومناطق غنية هناك جزر من الفقر أي مناطق فقيرة ضمن المدن، ونحن نهتم بهذه المناطق بصورة خاصة عبر برنامج التمكين الاقتصادي، وهذا البرنامج يشمل التمكين والتوعية وفي بعض الحالات يساعدن اللواتي يشاركن فيه في إيجاد تمويل وطريقة البحث عن تمويل وطريقة دراسة جدوى ما يمكن أن يقومن به وكذلك على تطوير منتجاتهن وعلى التسويق وأيضا هناك الريفيات التي يعيشن في الغالب في مناطق فقيرة ومهمشة والأهم كذلك بالنسبة لحياة النساء الريفيات أنهن في الغالب يعملن في الزراعة أو في قطاع الحرف والصناعات التقليدية وهذه القطاعات تعتبر اقتصاديا قطاعات هامشية وغير مهمشة، والقطاع الهامش في الاقتصاد هو قطاع لا يخضع إلى تشريعات  وتنظيمات وليس هناك حماية لمن يعمل فيها إذا الذي يضع وضع النساء في الأرياف وضعا هشا أنهن يعملن في قطاع هامشي بمعنى أنه لا يعطيهن رعاية صحية ولا ضمانات ولا تأمينات.

هل هناك أوجه للتعاون بين المنظمة والمجلس القومي للمرأة؟
 

نحن ليس لدينا تعاون مباشر لكن المجلس القومي للمرأة هو جزء من هياكل المنظمة لأن هو شريكنا على المستوى القومي المصري، ونحن كمنظمة إقليمية لدينا شركاء في كل الدول الأعضاء والشريك يكون متواجد في المجلس التنفيذي وشريكنا في مصر هو المجلس القومي للمرأة ورئيسة المجلس هي عضوا في المجلس التنفيذي للمنظمة إذا هي تشارك في وضع البرامج والخطط في مناقشة الموازنة في البحث عن التمويل، فهي جزء من المنظمة.

هل قامت المنظمة بتنفيذ نشاطات مع مصر؟ 

لسوء الحظ، أقول بصراحة أننا إلى الآن لم نقوم بتنفيذ أنشطة مع المجلس القومي في مصر لأننا اقترحنا على المجلس القومي أن يكون شريكنا في حال طلبت منا أي جهات وطنية أو إقليمية أن نقوم بأي نشاط ويكون مركزه القاهرة، فقد اقترحنا على المجلس القومي أن يكون شريكا ولم نلقي حتى اليوم أي جوابا، لكن نحن نتواصل بشكل دائم معهم وليس هناك مشكلة، فمثلا هناك لدينا مشروع ليس جديد مع وزارة الشباب موجود منذ سنوات، وهناك دورة سنوية تقوم بها وزارة الشباب في مصر وكان هناك عاده في منظمة المرأة أن تشاركها في تنظيم في الدورة، وخلال هذا العام كان هناك تواصل مع وزارة الشباب لإطلاق المشروع، وخاطبت المجلس القومي وقلت لهم أننا نمر بمشاريع في مصر ونتمنى أن تكونوا شركاء في هذه المشاريع ولم ألقي جوابا، ووزارة الشباب أجلت النشاط إلى وقت أخر خلال العام، ونحن نبقي على تواصل مع وزارة الشباب وسأبقي التقاليد كما كانت قبل مجيء، فإذا كان هناك تعاونا سأذهب به إلى أبعد الحدود وإذا كان رد فعل المجلس القومي إيجابيا، فنحن سنكون سعداء بذلك.
كان هناك مشاريع تتعلق بتمكين المرأة اقتصاديا في مناطق ريفية بعيدة عن العاصمة لكن لن نذهب به بعيدا لأننا نريد العمل داخل الدول وكل دولة على حدا لأنه هذا الأمر يرتاح له أهل البلد نفسه فإذا كان أهل البلد لا يريدون أن نتدخل فلا نتدخل لأننا منظمة إقليمية إلا بإرادة أهلها ونفضل أن تكون أنشطتنا فيها أكثر من بلد في نفسه الوقت، ونحن سننظم قريبا نشاطا في القاهرة مهما في أحد القطاعات وسيكون هناك حضور من الدول العربية الأخرى وهذا طبيعي لأن كل فترة نقوم بنشاط في دولة ونستضيف دولة عربية أخرى إلى تلك الدولة، ونحن في مراحل سابقة قمنا بأنشطة في القاهرة ومنها  تطوير قدرات النساء على ضمان جوده النوع الجودة وضمان الجودة في التعليم وأيضا نشاط يتصل بالانتخابات وذلك بالشراكة مع الهيئة الوطنية المصرية المشرفة على الانتخابات وكذلك مع أركان من جامعه الدول العربية، ونحن اليوم على استعداد لدورة مخصصة لبرلمانيات والبرلمانيون الجدد الذين تم انتخابهم لأول دورة في السنوات الأخيرة وهذا النشاط سيكون في مصر و"أنا دعوة رئيسة المجلس القومي للمرأة لتكون بين المشاركين في جلسة مخصصة للآليات الوطنية وللإطلاع على تجربتهم في مجال إدماج النوع الاجتماعي في العمل التشريعي للبرلمانيين، وأنا لم ألقي جواب من طرفها لكن تم إرسال الدعوات إلى أربع دول عربية من بينها بالطبع مصر.


أتمني أن يكون هناك تعاون مع المجلس القومي للمرأة في مجال تمكين النساء الاقتصادي ويكون هناك تعاون خاص مع المجلس في هذه المجالات لكن أترك الأمر لهم، فمن خلال التعاون ستكون هناك قدرات فنية وبموارد.
 

ما هي أولوياتك للعمل في خدمة قضايا المرأة العربية؟


الأولويات كثيرة ويصعب القول إن موضوع تطوير التشريعات أهم أو تطوير قدرات النساء أهم أو تطوير وسائل حماية النساء من العنف، لكن كلها موضوعات هامة، وأنا أرى أننا أمام تحديات كبيرة، بأن نعرف كيف نخدم في كل هذه القضايا في نفس الوقت، وكل بحسب إمكانياتها، فمثل إذا تحدثنا عن دولة بها نزاعات مسلحة، علينا أن نعطي الأولوية لحماية النساء والفتيات والمجتمعات المدنية من النزاعات المسلحة والانعكاسات السلبية والمخاطر التي تنشأ من وراء هذه النزاعات، وإذا كنا في مجتمعات مستقرة مثل دول الخليج باستثناء اليمن، تعتبر بها حالة استقرار، وقد تكون أولوياتها مختلفة، مثل تمكين النساء لدخول الحياة السياسية، وإذا كنا في دول بها مجتمعات ريفية كبيرة مثل مصر وسوريا والمغرب والعراق، سيكون هناك أهمية قصوى، وهي توسيع إدماج النساء في الحياة الاقتصادية لما له من فوائد للمرأة وللأسرة وللمجتمع والدخل القومي.

هل تواجه المنظمة عقبات في طريق الوصول لتحقيق أهدافها؟


ليس هناك عقبات تتصل بالمنظمة نفسها لكن هناك صعوبات ناتجة عن الوضع الذي به الدول العربية، فهناك عدة دول عاشت في السنوات الأخيرة حالات نزاعات مسلحة وتغير أنظمة فمثلا السودان بين ليلة وضحها سقط نظام وبدأ نظام أخر يتشكل، وفي اليمن كذلك، فنقوم بمخاطبة المسئولين وفي كثير من الأحيان تصل خطاباتنا وإجابتهم متأخرة وهناك مشاكل من هذا النوع، واليوم الجزائر هناك علامات استفهام ووضع غير واضح المعالم والجزائر لها دور مهم في المنظمة لكن لدينا صعوبات في التواصل.

 

ماذا عن زواج القاصرات؟


يعتبر شكل من أشكال العنف وهو بالطبع يجب أن يتقلص ويتوقف والطريق إلى ذلك التوعية وتطوير التشريعات، ونحن نؤيد الدول التي بدأت بالتشريعات ونحاول أن نؤدي دورنا من خلال المساهمة في التوعية. 

ما هو تقييمك لكيفية  تناول الإعلام لقضايا المرأة العربية؟

ألاحظ أنه أصبح هناك وعي بالإعلام أكثر وأكثر لكن مازال هناك صور نمطية وهذا الأمر يتطلب وقتا وتوعية، لأن ليس علينا فقط أن نتناول قضايا المرأة وأن نغطيها إعلاميا وننشر أخبارها لكن علينا أيضا أن ننقل إلى لرأي العام صورا جديدة للمرأة.


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة