محمد درويش
محمد درويش


نقطة فى بحر

ناصر فى جبال ظُفار

بوابة أخبار اليوم

السبت، 28 سبتمبر 2019 - 07:51 م

محمد درويش

ليست هذه هى المرة الأولى التى اكتب فيها عن هذه الواقعة التى تجاوز عمرها 35 عاما وبعد وفاة عبدالناصر بـ14 عاما، لكنها تفرض نفسها على وجدانى كلما حلت ذكرى وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
الزمان: مارس 1984.
المكان: جبال ظُفار جنوب سلطنة عُمان حيث كنت صحفيا بمكتب جريدة عُمان بمدينة صلالة عاصمة الجنوب والتى تصدرها وزارة الإعلام ومقرها الرئيسى مسقط العاصمة.
الحدث: فى صحبة نائب الوالى «المحافظ» الشيخ محمد بن على القتبى فى طائرة مروحية للذهاب إلى مناطق بين الجبال يعيش فيها بعض من أبناء الجنوب وتوفر لهم الحكومة الخدمات الأساسية التى يحتاجونها، حطت بنا الطائرة أمام المبنى الحكومى الذى يشمل فصلا دراسيا للابتدائى ووحدة صحية وأخرى بيطرية ومسجداً.
الجولة كان الغرض منها الوقوف على مدى رضا المواطن هناك عن الخدمات المقدمة له والبحث عن تطويرها أو استكمال ما ينقص منها.
فى دائرة التف حولنا بعض المواطنين الذين يرعون البقر وهى المهنة الأساسية فى جبال صلالة وأثناء حوارى مع الزميل المصور شخبوط بن محمد التفت إلى مواطن منهم وسألنى مستفسرا: مصرى يا أخى؟ رددت بالإيجاب. وكان السؤال الآخر الذى أثار دهشتى: وين أحمد سعيد ومحمد عروق؟
قلت له والدموع تكاد تفر من عينى هم بخير وأحياء يرزقون.
وسألته: من أين تعرفهم ونحن جئنا إليك بعد 14 عاما من النهضة المباركة التى قادها السلطان قابوس وهى نفس المدة الزمنية التى مرت على رحيل ناصر وتوارى رجال المرحلة مثل أحمد سعيد ومحمد عروق.
وجاءت إجابته: عرفتهم من صوت العرب يا أخى، كنا ننزل إلى المدينة ونسأل عن صندوق أحمد سعيد «الراديو» وإذا لم نسمع صوته لا نشتريه!
كففت دموعى وأنا أحاور نفسى متسائلا: لقد وصل ناصر إلى أمثال هذا الرجل فى كل بقعة من المحيط إلى الخليج وكانت فرصة قد لا يكررها التاريخ ضاعت من بين يديه، وأياً كان السبب سواء كانت مؤامرات غربية شاركت فيها الرجعية العربية وكان للصهيونية نصيب الأسد فيها، إلا أنه فى النهاية وقع الديك الرومى فى المصيدة وهو الاسم الذى أطلقته المخابرات الأمريكية على المؤامرة وانحسر المد القومى ليصبح حال العرب لا يخفى على أحد بعد 49 عاما من رحيل الرجل.
وختاما لمن قرأ سطورى هذه ويرى فى كاتبها أنه ناصرى أقول له: هذا شرف لا أدعيه وتهمة لا أنفيها.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة